طارق إبراهيم


كلما سمعته وهو يغرد جنونا وتطرفا وكراهية وحقدا حمدت الله على نعمة العقل وعلى أن هدانا للحق. فقد انتشر فيروس بغض المسلمين

كلما سمعته وهو يغرد جنونا وتطرفا وكراهية وحقدا حمدت الله على نعمة العقل وعلى أن هدانا للحق. فقد انتشر فيروس بغض المسلمين، والحذر منهم ومن دينهم، الذي صنف على أنه دين قتل وإرهاب وعنصرية بفضل هذا الرجل ومن هم على معتقده وفكره.
وعلى الرغم من مرور أكثر من عقدين كاملين وواقع الحال بشواهده البينة، وأحداثه الجلية، أثبت أن الدم والدمار مع كثرة ضحاياه واتساع رقعة عبثه وهمجيته لم يحقق هدفا واحدا من أهداف هذا الرجل وأتباعه، إن كان لهم بالفعل هدف واضح غير القتل والإرهاب والدمار وتشويه سمعة دين عظيم إلا أن هذا الرجل يكابر ويعاند غير معتبر بما حدث وبما عايش وشهد.
أقول رغم مرور السنين العديدة وسلبية النتائج على مستوى الأمة القريبة والبعيدة، يطل علينا الظواهري أيمن قبل أيام مقدما النصيحة لنا كسعوديين لنستبدل ربيعنا الذي نعيشه نعمة وأمنا وسلاما بخريفه الذي يعيشه لسنين طويلة في المخابئ والجحور.
الظواهري عجز أن يقدم لنا ثمرة واحدة جناها من فكره وأشرطته وفتاواه وسلاحه وتفجيراته وقتله على مدى سنوات مضت، فبات يقتات على نتائج ما يسمى بالربيع العربي، وبالتالي ظهر يشجعنا على تقليد الآخرين، ولأنه معزول عنا في مخبئه يبدو أنه لم يسمع بوقفة الشعب السعودي ووفائه يوم أن راهن المرضى من أمثاله على أمر جاءت نتائجه صفعة في وجوههم.
حاولت بكل موضوعية أن أجد نتيجة واحدة يمكن تصنيفها على أنها تحققت جراء تهديدات الظواهري وأفعاله، في فلسطين، في أميركا، في أفغانستان، في السعودية، في اليمن، في مصر، في أفريقيا، في آسيا، في الأمم المتحدة، في أي بقعة من العالم ولكني لم أجد إلا ما أساء إلى المسلمين وأدى إلى التضييق عليهم واتخاذ قرارات وإجراءات حاصرتهم وقيدتهم وجعلتهم دائما في خانة المتهمين والمرعبين والسيئين.
لست أدري إن كان الظواهري يمكن له تحليل هذا الواقع واستيعابه ليصمت قليلا ويدرك أن كل المؤشرات تفيد أنه (ينفخ في جربة مقطوعة) وأننا لسنا ممن يظن، حتى وإن تبع فكره نفر منا من الضالين، فبعضهم تبين له الحق واهتدى وآخرون نسأل الله لهم الهداية، لكننا في العموم لسنا ممن يروق لهم سماع خزعبلات وسخافات الظواهري المكرورة.