أنا على اتصال دائم بهالة المصراتي التي تعرضت الى مآس مثل غيرها، وبلغ عدد الفتيات الحاملات quot;حمل سفاحquot; في ليبيا حاليا حوالي 600 فتاة، وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالثوار يطلبون أدوية لإجهاضهن.


إيلاف :في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة الشروق الجزائرية حوارًا مع أحد أبرز الشخصيات الليبية التي دافعت عن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إلى آخر لحظة، نفى فيه أي علاقة له بالجن والشعوذة، ورد على خصومه الذين يصفونه بمشعوذ القذافي، فإن الكاتب محمد عبدالله محمد وصف شاكير معقبًا على حواره مع الصحيفة بأنه ndash; أي شاكير- عُرِفَ بدفاعه المستميت، عن نظام القذافي، حتى الرَّمق الأخير، وبعد اقتحام العاصمة طرابلس، من قِبَل الثوار، فرَّ إلى مدينة بني وْلِيد، الموالية للقذافي، واستمرَّ في الدفاع عنه من هناك، ثم فرَّ إلى الحدود الجزائرية، لكنه مُنِعَ من دخول الجزائر، ثم فجأةً شوهِد في سورية، حيث أخذ من هناك، يقدِّم برامج تدافع عن القذافي على قناة الرأي المملوكة للنائب العراقي السابق مشعان الجبوري.

وكان شاكير قد صرح بأن quot;الحلقة التي ظهر فيها وهو يستجير بالجن ويردد طلاسم وتعويذات ويحمل سبحة في يده وهو يرتجف، كان مخططًا لها في إطار الحرب النفسيةquot;.
وقال إنه quot; تفاهم مع مخرج الحصة وقال له ركز على ( السبحة )quot;. كما تحدث شاكير مطولاً على ما وصفه بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان على يد الكتائب المسيطرة حاليًا على المدن الليبيةquot;.
وفي مقاله الذي نشرته صحيفة الوسط البحرينية في عددها الصادر اليوم كتب محمد عبدالله محمد: quot; عَجَبِي كل العجَب، من الأشخاص الذين يتوسَّلون كل شيء من أجل الدفاع عن حاكمٍ مستبد، بما فيها الخرافات والتجديف السياسي. فليس من الصعب أن تختصر القول إذا ما كان لديك ما تقوله، كما كان يقول الفيزيائي الألماني جورج كريستوف لشتينبرغquot;.
ويتساءل محمد: quot; ماذا يُريد الدَّجالون من أصحاب الألسنة، وأصحاب الأقلام المأجورة من إثباتات، لكي يتيقنوا من أن هذا الحاكم ليس بعادل، وأن حكمه حُكْمٌ لا يستقيم مع المبادئ الإنسانية في أدناها حتىquot;.
وفي مقابلة معه أجرتها صحيفة الشروق الجزائرية، قال شاكير بأنه اثناء المقابلة التلفزيونية quot; بدأت يَدِي ترتعِش، وبدأتُ أقول كلاماً غريباً وغامضاً ثم رميت السّبحة، وبعد ذلك حصلت مجموعة من الحوادث والزلازل في العالم quot;.
وبحسب الكاتب محمد، فإنه quot; إذا كان هذا الحاكم، وهذا النظام، لا يقيم انتخابات نزيهة، وليست لديه مؤسسات دستورية فاعلة (غير مجوَّفة) ولديه من معتقلي الرأي، والمواقف السياسية ما لا تخطئه العين، ولديه ضحايا قتل وتعذيب، ومُسوِّراً نفسه بجوقة من الفاسدين والاستئثاريين، ولديه نزعة طائفية أو قبلية أو قومية يُميِّز على أساسها بين شعبه،وهو قابع في السلطة منذ عشرات السنين، ولا يملك قضاءً نزيهاً، ولا حرية في الصحافة، ولا الشعائر الدينية، وهو مستأثر بثروة البلد له ولأسرته ومريديه ومفسديه، فماذا بقِيَ من الأدلة، لأن يُدان بالحكم الفاسدquot;
وصرح شاكير خلال المقابلة التلفزيونية quot; أنا موجود دائمًا على شبكة الانترنت، ولم أتوقف يومًا عن مخاطبة الليبيين، لكن لدي صعوبات في الظهور على الفضائيات، وقد حاولت ذلك في سوريا بعد خروجي من ليبيا،وظهرت عدة مرات، وتم توقيفي من النايلسات، لذلك أنا لا أظهر حاليًا على الفضائياتquot;.
ويستطرد محمد في مقاله: quot; هنا يصبح الدعاة، والمثقفون والكتاب والفنانون، والسياسيون المتحالفون معه، انتهازيين ومتشاركين في جرمه المشهود. فإذا كنتَ تكره شخصاً ما، فأنت تكره شيئاً ما بداخلك تجده فيه، فما ليس بداخلنا لا يزعجنا، كما كان يقول الأديب السويسري هرمان هسه، والعكس في ذلك واقع أيضاً؛ فعندما ترضى عن أفعالٍ مشينة، فهي متماثلة حتماً مع مشينيَّتك، لا أكثر من ذلك ولا أقل. وإلاَّ ما الذي يجعلك ترضى بتلك الأفعال، وتدافع عنها، إذا كان الضمير، والأخلاق والمنطق والعقل يرفضونها جميعاً؟ لذا فإنني أقول (كما هو منطق أي مُدرك وعاقل) إن الأمور واضحةٌ في تلك المواقف المشينة وضوح الشمس، ولا لبْس فيها: إنها الأنانية الذاتية المطلقة. لا وطنية، ولا شرف، ولا دفاع عن الوطن، ولا عن الشعب، فهذه عناوين كبيرة لا صلة لهم بها أبدًاquot; .
وحول خروجه من ليبيا، قال شاكير quot; خرجت من ليبيا بعد أن اطلق الرصاص على الفندق الذي أتواجد فيه، حيث خرجت في البداية إلى بني وليد، وطلب مني المسؤولون تقديم برنامج في قناة أخرى، لكنني لم أجد هذه القناة، ولم أستطع الاتصال بسرت لتمكيني من الظهور على الجماهيرية التي كانت ومازالت تبث برامجها، وقمت بتقديم بعض البرامج في إذاعة بني وليد، وقدمت مداخلات كذلك على قناة الرأي، ومن بني وليد توجهت مباشرة إلى الحدود الجزائريةquot;.
ويتساءل محمد quot; ماذا يُساوي الفرد ومصالحه ورغباته وحاجاته، أمام مصالح الأمة وحاجاتها؟ إن المقارنة في ذلك غائبة تماماً. كان فان بتهوفن، قد أهدى إحدى سيمفونياته الموسيقية الراقية إلى امبراطور فرنسا نابليون بونابرت، عندما كان الأخير متدثراً ومدافعاً عن القيم التي أوجدتها الثورة الفرنسية، لكنه، وعندما رأى فيه جنوحاً نحو الامبريالية وقمع الشعوب، كما حدث أن فعل ضد بعض جيران فرنسا، سَحَبَ تأييده له، لأن ذلك لم يكن منسجماً مع ما فيه، وما يحمله من قيم عليا. فالأفكار العليا لابد لها من لغةٍ عليا كما قيل، بل ولابد لها من روح عليا كذلكquot;.
ويعترف شاكير بأنه لم يلتقِ القذافي في حياته ولو مرة واحدة، وكانت علاقته به تتمثل في ثلاث مكالمات لا أكثر، quot;وقد اتصلت به من أجل تحذيره من الخيانة الموجودة في الاستخبارات العسكرية، وذكرت له التفاصيلquot;.
ويستطرد محمد موضحًا quot; أن أولئك المأجورين يقومون بذلك العمل الشنيع في تأييد الظلم وتشريعه، دون أن يردعهم من أن يلقوا خطبةً في صلاة، أو في محفل، يدعون فيها الناس للخير والفلاح، ونسوا أنه laquo;عيبٌ عليَّ وعدوانٌ على الناس... إذا وعظتُ وقلبي جلمدٌ قاسraquo;، كما قال الشاعر الكبير سعدي الشيرازي. هؤلاء لا يحملون أيَّ نعت غير أنهم مأجورون، يقولون ما يُطلب منهم، في سبيل الدِّرهم والمائدةquot;.
ويصف شاكير معمر القذافي بالشهيد قائلاً: quot; لم يقتل شعبه، لقد وجدوا أسلحة في ليبيا تكفي لمسح كل المدن الليبية، وهؤلاء المسؤولون الذين يحكمون ليبيا اليوم في إطار quot;العورةquot; وليس الثورة، كلهم كانوا في السجون، فلماذا لم يقتلهم القذافي، والمرتزقة كانت كذلك كذبة كبيرة، وكذلك كذبة العدد الكبير من القتلى في الأيام الأولى، أنا كنت أكشف هذه المؤامرة، على ليبيا وكنت أحذر المصريين والجزائريين، لأن المؤامرة تستهدفهم جميعًا quot;.
لكن محمد يتساءل quot; كيف لهذا الرجل، أن يتجاوز الجانب الأوضح من الانتهاكات لنظام العقيد القذافي على أقل تقدير، بعيداً عن الجرائم التي انتهكها الناتو خلال الثورة الليبية؟ هل يُمكن أن يتجاوز مجزرة سجن أبوسليم، أو اختطاف المعارضين وتصفيتهم في أوروبا ومصر؟ هل لا يستطيع شاكير أن يتذكر عمر المحيشي، وقد جيء به مُخدَّراً من المغرب ليلقى حتفه على يد القذافي؟ وهل لا يستطيع أن يتذكر عمر النامي وموسى الصدر وغيرهما بلا عَد، لكي يرفع راية المعارضة ضد القذافي؟quot;.
وكان شاكير صرح في الحوار معه: quot; لدي شريط، يحكي فيه كيف أوتي بإيمان العبيدي، وكيف قاموا بالمسرحية، وبعد ذلك لاحقها هذا الصحافي في قطر، وصور معها، وقد أعجبت إبن حاكم قطر، فطردوها من قطر لهذا السبب، وقد انقلب عليها الشمام وشتمها على المباشرquot;.
ويستطرد شاكير quot; أنا على اتصال دائم بهالة المصراتي، وهي فعلا تعرضت الى مآس هي وغيرها، وحاليًا بلغ عدد الفتيات الحاملات quot;حمل سفاحquot; حوالي 600 فتاة، وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالثوار يطلبون حقنًا وأدوية لإجهاضهن، في ليبيا هناك مأساة حقيقية، وأنا من منبر الشروق أتوجه بنداء للمنظمات الإنسانية، وصحافيين بلا حدود، وغيرها من المنظمات غير الحكومية، أن تقوم بتحقيقات حول الذي يحدث في ليبيا، السجون مكتظة، وهناك قوانين مجحفة تجرم من يمجد القذافي وغيرها من التجاوزات quot;.
ويؤكد شاكير أن هالة المصراتي تعرضت لكل أصناف التعذيب، قائلاً quot; لا أريد أن أتحدث على لسانها، لكنها بالفعل تعرضت لعذاب كبير. أنا لا أدافع عن القذافي، فهو له نظرية طرحها على الناس، لكن ليبيا في عهده كانت تعيش الأمان، أما الآن فأنتم تشاهدون ماذا يحدث. وأنا لا أقول أن ليبيا كانت دولة أفلاطونية، لكن كانت فيها مشاكل، وكانت هناك محاولات للإصلاح، لما دخلت ليبيا تكلمت في الإعلام عن كل الاختراقات التي كانت تحدث ولم يحدث لي شيء، أما الآن فوحدة ليبيا في خطر، وبرقة ستعلن نفسها إقليمًا مستقلاً، وهذه مؤامرة قديمة جديدةquot;.