علي حماده
فيما تتزاحم الدعوات من كل حدب وصوب لعقد مؤتمرات عن الازمة السورية، من موسكو الى باريس الى جنيف فإسطنبول، تستمر المعركة الكبرى على ارض سوريا نفسها حيث السباق بين نظام بشار الاسد والثورة: الاول يعلل النفس بالحسم ولا يحسم، والثانية تعمل على كسر موازين القوى من دون ان تتمكن من كسر الماكينة العسكرية للنظام. ثمة وضع على ارض الواقع يخيف كل المتدخلين من الخارج. فداعمي بشار وفي مقدمتهم الروس والايرانيون يكتشفون يوما بعد يوم ان الحسم العسكري مستحيل، لان الاختلال في الميزان العسكري تعوضه البيئة الواسعة والحاضنة للثورة. اما داعمو الثورة فيكتشفون ان بشار ما عاد يعمل لاستعادة سوريا كدولة فقدها، ولكنه يعمل على رسم حدود دويلته العلوية بكل ما اوتي من قوة وامكانات، مشعلا نزاعا طائفيا مذهبيا وصل الى نقطة متقدمة يستحيل معها اعادة توحيد البلاد بالسهولة التي يظنها بعض، حتى لو سقط بشار، فان اجرامه واجرام نظامه وإرثه السيئ قد اوصلت سوريا الى مكان مظلم، لا بل مظلم جدا.
في الاشهر الاولى للثورة في سوريا كان يقال في بعض العواصم الكبرى ان اسقاط نظام بشار الاسد سوف يدفع سوريا الى المجهول والمنطقة الى الكارثة، اما اليوم فإن كل يوم يتأخر فيه سقوط النظام (وهو محتوم) تقترب معه سوريا من المجهول والمنطقة من الكارثة. ان التعجيل في اسقاط النظام هو اولوية الاولويات. ويتطلب ذلك رفع منسوب دعم العرب لـquot;الجيش السوري الحرquot; بالمال والعتاد والمعلومات الاستخبارية ( الاقمار الاصطناعية الغربية)، مع التركيز على نوعية تسليح متطورة تأخذ في الاعتبار ان بشار يستخدم الطيران الحربي في حربه ضد السوريين، مما يستدعي تسليحا لمواجهة سلاح الهليكوبتر والمقاتلات الحربية. ان بشار ذاهب لا محالة نحو محاولة احراق سوريا بأسرها. ولن يخرج من دمشق بالسياسة ولا بالمؤتمرات الدولية كالتي يسوّق لها الروس. لن يرحل بشار الا بحرب تحرير. ومن هنا يقيننا ان هذه هي حرب تحرير كاملة الاوصاف. ولا تقل مجدا عن مطلق حرب تحرير ضد المستعمرين او حتى ضد العدو الاسرائيلي. لا فرق بين بشار وشارون ولا فرق بين مشروع دويلة يحاول رسم حدودها بدماء اطفال ونساء وشباب وشيوخ في سوريا، والمشروع الصهيوني الذي قام على جماجم الفلسطينيين.
ان حرب التحرير في سوريا لا تقل وطنية عن حرب التحرير في الجزائر، او المقاومة في وجه اسرائيل. ولذلك فإن الارض هي التي ستفرض في النهاية المعادلة الاقوى، وهي التي ستلد سوريا المستقبل.
ادعموا quot;الجيش السوري الحرquot; تلك هي وصي الاحرار في هذا الوطن العربي.
- آخر تحديث :
التعليقات