عماد الدين أديب


زيارة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي للمملكة العربية السعودية المقرر لها يوم الأربعاء المقبل هي خطوة بالغة الأهمية في العلاقات بين القاهرة والرياض.

أن تأتي أول زيارة للرئيس المصري الجديد في بداية ولايته إلى المملكة هي رسالة مهمة في عدة اتجاهات:

الاتجاه الأول: أن تغيير الحكم من جمهورية الرئيس السابق حسني مبارك الذي كانت لديه أطيب العلاقات مع المملكة وانتقالها إلى جمهورية الإخوان هو أمر لن يؤثر على الركائز الأساسية في هذه العلاقة التي تعتمد على laquo;مصالحraquo; laquo;وحقائقraquo; أكثر مما تعتمد على أشخاص بعينهم.

الاتجاه الثاني: هو قيام الدبلوماسية السعودية الذكية بقطع الطريق على الجهود الإيرانية التي كانت تسعى إلى أن تكون حركة الرئيس المصري الأولى لطهران لحضور قمة دول عدم الانحياز.

الاتجاه الثالث: هو مداواة الآثار السلبية المفتعلة لمسألة laquo;الجيزاويraquo; الموجود في السعودية قيد التحقيق، مما كاد يلحق أضرارا كبرى بالعلاقات بين القاهرة والرياض لولا حنكة ومهارة السفير السعودي بالقاهرة أحمد القطان الذي تحرك بسرعة لاحتواء الموقف وآثاره.

الاتجاه الرابع: أن الزيارة تعطي الفرصة للرياض للتعرف عن قرب على رؤى الرئيس المصري الجديد فيما يختص بثلاث قضايا رئيسية:

1) الموقف من تصدير الأفكار والتجارب إلى الخارج.

2) حقيقة موقف حكم جماعة الإخوان المسلمين من إيران.

3) كيفية تعامل الرئيس الجديد مع ملفات حماس، حزب الله، العلاقات مع إسرائيل.

الاتجاه الخامس: تحديد حجم الدعم السعودي للمرحلة الانتقالية المصرية من اقتصاد ما بعد الثورة إلى إعادة الثقة في الأسواق والاستثمارات العالمية في مصر.

وهذا الملف بالغ الأهمية لخطة الرئيس المصري الجديد لتحقيق مبادئ الاستقرار في المائة يوم الأولى من حكمه.

نجاح زيارة الرئيس المصري للمملكة قد يكون بداية انفتاح مصري أكبر على كل دول الخليج.

وتأتي أهمية الزيارة أيضا أنها تسبق زيارة السيدة كلينتون إلى القاهرة في مطلع الأسبوع المقبل حاملة رسالة مهمة من الرئيس أوباما ومعها خطة تحرك مصري - أميركي مشترك.

تحرك مصر العربي هو الركيزة الأساسية التي يمكن أن تقوي مركز القاهرة أمام laquo;الرغباتraquo; الأميركية الجامحة لإدارة الأمور في المنطقة من منظور واشنطن وحدها دون مراعاة لحسابات دول المنطقة