مغادرة بعض المشتبهين البلاد والاستجواب طال مسؤولين كانوا بالسلطة

وليد عوض


اكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ'القدس العربي' الجمعة بأن التحقيق في اسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يصطدم بالعديد من العقبات بسبب شدة الاحترافية التي نفذت بها جريمة الاغتيال التي تقف خلفها اسرائيل على حد قول المصادر.
وحسب المصادر فان التحقيق يصطدم بعقبة عدم وجود ادلة ملموسة وكذلك مغادرة بعض المشتبهين للاراضي الفلسطينية والاستقرار في بعض الدول التي توفر لهم الحماية في ظل غياب الادلة المادية على تورطهم في تنفيذ المخطط الاسرائيلي لاغتيال عرفات، او جود ادلة مادية تثبت ارتكاب الجريمة.
واشارت المصادر الى ان الاستجواب طال بعض المسؤولين الذين كانوا في السلطة وباتوا حاليا خارج اطارها الامر الذي قاد لضرورة التحقيق مع اخرين الا ان الذي حال دون التحقيق معهم كان مغادرتهم للاراضي الفلسطينية.
وحسب المصادر فان اللجنة الوطنية للتحقيق في وفاة عرفات برئاسة اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لفتح مدير عام المخابرات سابقا عكفت على فحص من الذين زاروا عرفات قبل تدهور صحته بشكل مفاجئ ومن الذين كانوا محيطين به سواء من الامن او من يتولى اية مهام اخرى وخاصة اعداد الطعام، ومصدر ذلك الطعام وكيفية وصوله الى مقر الرئاسة الفلسطينية الذي كان تحت حصار الدبابات الاسرائيلية.
والمحت المصادر الى ان التحقيق متشعب في ظل غياب اية ادلة ملموسة تشير الى الاداة التي نفذت المخطط الاسرائيلي لاغتيال عرفات بشكل لا يترك اي اثر يقود لكشف الاداة او المادة المستخدمة في اغتياله.
وقالت مصادر اسرائيلية الجمعة بأن عرفات تعرض لاكثر من 40 محاولة اغتيال حيث نشرت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الجمعة تقريرا تحت عنوان 'الرئيس المسموم' قالت فيه ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارائيل شارون كان يملك شريطا 'لا اخلاقيا' ضد عرفات مشيرة الى ان اسرائيل واجهزتها الامنية بذلت طيلة العقود الماضية جهودا كبيرة لاغتيال ابو عمار زعيم منظمة التحرير.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشر الجمعة بان عرفات تفاخر في احدى اللقاءات الصحافية معه بنجاته من اكثر من 40 محاولة اغتيال اضافة إلى عشرات المرات التي نجا فيها من الموت المحقق سواء في ارض المعركة او في حوادث الى ان وصل الى شهر نوفمبر 2004 حيث وضع مرضا غامضا حدا لحياته.
واستعرضت الصحيفة محاولات اغتيال عرفات الى حين عاد للاراضي الفلسطينية بعد توقيع اتفاقية اوسلو وتحول الى قائد للسلطة الفلسطينية واعتبر حتى 2001 شريكا سياسيا شرعيا لكنه غير محبوب ولم يفعل الكثير لمواجهة الارهاب لكنه لا يزال شريكا وحتى اندلاع الانتفاضة الثانية ايلول 2000 لم تغير بشكل فوري النظرة الاسرائيلية لعرفات حتى دخل شارون .
وواصل شارون حسب الصحيفة كراهية واحتقار عرفات طيلة السنوات الماضية ورأى به جزءا من المشكلة وليس جزء من الحل وبدأت مع بداية عام 2001 النقاشات داخل اسرائيل والمتعلقة بالسؤال ماذا نفعل مع الرئيس؟ وكان هناك من ايّد المساس به لكن شارون لم يوافق خشية ردة الفعل الدولية ولكن وحين اشتد 'الارهاب' في ابريل عام 2002 نفذت اسرائيل عملية السور الواقي وحاصرت المقاطعة وعرفات موجودا بداخلها .
وتضيف الصحيفة: واصلوا في اسرائيل التفكير طلية الوقت ماذا يفعلون بعرفات وكان هناك انقسام في الاراء هناك من اعتقد بضرورة قتله علنا وهناك من اعتقد بقتله سرا بشكل لا يربط مقتله بإسرائيل وهناك من اعتقد بابعاده وطرده وهناك من قال يجب ان يتركه يتعفن داخل المقاطعة.
حسب الصحيفة دارت محادثة بين شارون ورئيس الاركان موفاز كان مقدرا لها ان تكون سرية تلت عملية فلسطينية قاسية لكنهم جلسوا بجانب مايكروفون ضمن مناسبة عامة دون ان يعلموا بان الطاقم التلفزيوني العام مع القناة الثانية اتصل مع المايكروفون ويقوم بتصويرهم عن بعد وسجل لهم المحادثة التالية:
موفاز: يجب علينا ان نطيره
شارون: ماذا؟
موفاز: نطيره
شارون: اعرف
موفاز: علينا استغلال الفرصة الان ولن تتوفر فرصة اخرى الآن اريد ان اتحدث معك
شارون: حين يفعلون.. لا اعرف بأي طريقة ستفعلون ذلك هذا 'وقح' لكنكم تخدرون الجميع.
موفاز: نحن نجلس للتفكير بهذا الامر وعلى كل حال هذا سيكون اشكاليا هناك.. هذا ليس سهلا.
شارون: 'يأخذ شكلا جديا يجب الحذر .
واشارت الصحيفة الى تقرير يقول انه وفي يوم 12 تشرين الاول (اكتوبر) عام 2004 حين كان عرفات محاصرا في المقاطعة وبعد اربع ساعات من تناوله لوجبة العشاء اصيب باوجاع في البطن واسهال وغثيان وحالة من القيىء واحساس عام بالسوء واستمرت الحالة وبعد عدة ايام ظهرت حالة من اليرقان وبعد فحص الكتراساوند لبطنه ولم يكتشف سببا محددا للمرض لكن لوحظ تدهور في وضعه وانخفاضا مستمرا في عدد الصفائح الدموية .
وذكرت الصحيفة بان عينات الدم والبول التي نقلت للمستشفى الحكومي التونسي عادت دون نتائج وبسبب تدهور وضعه نقل عرفات بموافقة اسرائيل لمستشفى بيرسي الفرنسي الذي يعتبر من بين الافضل في العالم وتم تسجيله في المستشفى بالاسم المستعار' اتيين ليفت'.
وتقول الصحيفة وخلال وجوده في المستشفى ثارت شكوك حول تعرضه لتسمم على يد جهات معينة فاجرى الاطباء سلسة واسعة من الفحوصات للدم والبول وفحوصات السموم الطبية وسموم المعادن الثقيلة بما في ذلك فحص وجود عنصر السيزيوم، والكروم والكوبلت وغيرها من العناصر الى جانب مواد مشعة يمكنها تسبب حالة من التسمم الاشعاعي وجميع الفحوصات كانت سلبية لكن عنصر البولونيوم الذي سبب الوفاة حسب تحقيق الجزيرة لم يجر فحصه لكن لا يمكن اتهام الاطباء بهذا حيث وصلت المعلومات المتعلقة بامكانية استخدام هذه المادة للقتل فقط عام 2006 بعد تسميم الكسندر ايتفيتتكو العميل الروسي السابق الذي قرر توجيه الانتقادات العلنية للرئيس بوتين.