عماد الدين أديب

سوف أطرح سؤالا من الممكن أن يتسبب في كراهية معظم - إن لم يكن كل - قراء هذه الجريدة! فقيمة الكتابة هي ليست أن تكتب ما هو يؤدي إلى شعبية بقدر ما هي أن تكتب ما يؤدي إلى إرضاء ضميرك المهني والأخلاقي.

السؤال يتعلق بالأوضاع الحالية في سوريا؛ وهو يتلخص حول هوية النظام الجديد الذي يمكن أن يخلف النظام الحالي. فقد كتبنا في هذه الزاوية عشرات المرات عن شرور نظام الدكتور بشار الأسد ولسنا في حاجة إلى إضافة جديدة.

إذن نحن أمام نظام شرير في طريقه إلى الرحيل قريبا بإذن الله. لكن ما الذي يضمن لنا أن النظام الذي سيخلفه لن يكون شريرا هو الآخر؟!

قد يرد علينا المئات قائلين: يا سيدي بالتأكيد لن يكون النظام الجديد أكثر سوءا لأنه لا يوجد ما هو أسوأ من ذلك النظام الذي حكم البلاد بالقهر والحديد والنار أكثر من 42 عاما.

قد تكون هذه نتيجة منطقية، لكنها ليست مؤكدة ونهائية.. فنحن لا نعرف ما هي مكونات المعارضة السورية، ولا نعرف حقيقة هوية laquo;الجيش السوري الحرraquo; ولا التزاماته الخارجية أو مصادر تمويله أو تسليحه. نحن لا نعرف الأصول الفكرية للجماعات الجهادية التي تقوم بالعمليات الشعبية ضد النظام ولا حقيقة مشاريعها السياسية إذا ما تم إسقاط النظام. نحن فقط أمام laquo;شريرraquo; كامل هو الحاكم وlaquo;ملاك خالصraquo; هو المعارضة ككل.

هذا التبسيط خطر ومخيف ونحن قاب قوسين أو أدنى من عملية تغيير جذرية لنظام حكم فاشي صاغ كل مفاصل الدولة السورية برجاله وأفكاره ومصالحه.

نحن لدينا - بالفعل - أزمة معلومات حقيقية عن طبيعة القوى التي ينتظر أن تصوغ شكل النظام السياسي السوري.

ويبقى سؤال بالغ الأهمية، وهو: إلى أي حد تبقى ولاءات هذه القوى للمشروع الوطني السوري وليست لمشاريع لا تعلمونها، لكن الله يعلمها؟