بارزاني متهم بالعمل على تشكيل لوبي سياسي عراقي لتقويض النفوذ الإيراني وأنه ينسق مع الحكومة التركية لتحقيق هذا الهدف، وأن مواجهته السياسية الحادة مع المالكي هي جزء رئيسي من مهمة هذا اللوبي

إيلاف: كشفت مصادر عراقية أن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني يواجه تهديدات بالاغتيال من الاستخبارات الايرانية والسورية والجماعات العراقية الحليفة لهما، بسبب اصراره على مواجهة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المتهم بانتهاج أسلوب حكم ديكتاتوري في العراق.
وقالت المصادر بحسب صحيفة ( السياسة ) الكويتية إن جهات أميركية وإقليمية دعت بارزاني الى تشديد الاجراءات الامنية حول مقر اقامته ومنزله في منتجع صلاح الدين في اعالي مدينة اربيل، عاصمة اقليم كردستان، خشية أن تتم عملية اغتياله عبر هجوم جوي أو عن طريق عملاء لطهران ودمشق.
وعلى الصعيد العراقي ترى رندة تقي الدين أن quot;تفاقم الخلافات بين إقليم كردستان وحكومة نوري المالكي في بغداد هو نتيجة سياسة المالكي التي يريدها تابعة لإيران، كما أنه يرتكب أخطاء فادحة في تعامله مع الشركات النفطية العالميةquot;.
وتتمركز قوة من الجيش العراقي في منطقتي الخابور وزمار قرب الحدود مع سورية حيث تعترض قوة من البيشمركة الكردية على تمركزها. وفي هذا الصدد تقول تقي الدين quot;إن ذلك يظهر أن رئيس الحكومة العراقية يريد منع انتقال الثوار السوريين إلى المنطقة حماية لنظام بشار الأسد quot;.
ويشير تقرير صحيفة السياسة الكويتية الى أن المصادر القريبة من القيادة الكردية تفيد بأن اطرافاً في التحالف الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية ترى أن مشكلة بارزاني مع النظامين الايراني والسوري تتمحور حول قضيتين جوهريتين:
- الأولى متمثلة بأن بارزاني متهم بالعمل على تشكيل لوبي سياسي عراقي لتقويض النفوذ الإيراني وأنه ينسق مع الحكومة التركية لتحقيق هذا الهدف، وأن مواجهته السياسة الحادة مع المالكي هي جزء رئيسي من مهمة هذا اللوبي.
وفي هذا الاطار تفيد تقارير للحزب الديمقراطي الكردستاني (برئاسة بارزاني) أن ايران وبعض اطراف التحالف الشيعي في العراق تعمل باتجاه الضغط على قيادات في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة الرئيس جلال طالباني للتوجه الى خيار الانفصال عن اقليم كردستان وإقامة اقليم السليمانية، المدينة التي يسيطر عليها حزب طالباني.
وبحسب تسريبات سياسية، فإن المالكي وعد بمنح اقليم السليمانية حصة مهمة من التخصيصات المالية المرصودة لاقليم كردستان، بحيث يستفيد اقتصادياً إذا انفصل عن سلطة بارزاني.
وقال قياديون في quot;حزب الدعوةquot; برئاسة المالكي لـquot;السياسةquot; إن الطلاق السياسي والجغرافي بين طالباني وبارزاني سيشكل رداً قوياً على تحالفات هذا الاخير مع قوى اقليمية ودولية وقوى داخل العراق لأسباب واهداف سياسية، في مقدمتها اقامة دولة كردية مستقلة، ولذلك فإن بارزاني يتمنى سقوط الأسد الآن وليس في الغد لأنه يعتبر النظام السوري العدو الاكبر للشعب الكردي وتطلعاته في المنطقة.
- القضية الثانية التي تتعلق بالصراع بين بارزاني وبين طهران ودمشق والمالكي، فتشير المعلومات الى أن بارزاني يريد نقل الاحتجاجات السلمية في المناطق الكردية السورية الممتدة من منطقة دريك مروراً بالقامشلي وعامودا وانتهاء بمنطقة عترين الى ثورة مسلحة ضد نظام الاسد، وهذا معناه أن الضغط العسكري لقوات النظام السوري على جبهات حلب ودمشق وبقية المدن السورية سيتراجع، كما أن اشعال المناطق الكردية السورية والسماح للجيش السوري الحر بدخولها قد يعجل بسقوط الاسد.
ويتهم مقربون من المالكي أنقرة والرياض بدفع بارزاني كي يشعل الجبهة الكردية السورية لإرهاق قوات الاسد عسكرياً بخلاف حليفه وشريكه الكردي الرئيس طالباني الذي تراه دمشق وطهران حليفاً لهما في مواجهة ما تسميه بعض اطراف التحالف الشيعي العراقي بالمؤامرة على سورية.
في سياق متصل، رشحت معلومات عن المجلس السوري الكردي الذي تقيم بعض قياداته المهمة في اقليم كردستان العراق برعاية بارزاني، مفادها أن انتقال الاكراد السوريين الى الثورة المسلحة حيوي لأن عدم مشاركتهم في قتال النظام السوري وبقاءهم في اطار النضال السلمي ربما يسهم في اضعاف موقفهم السياسي للمطالبة بحقوق الاقلية الكردية في مرحلة ما بعد الاسد.
وقال رئيس حزب اليسار السوري الكردي المقيم في كردستان العراق شلال كدو لـquot;السياسةquot; إن الاكراد السوريين يريدون استنساخ تجربة كردستان العراق واقامة حكم فيدرالي في شمال شرق سورية بعد انتصار الثورة، بالتفاهم مع بقية الشركاء السياسيين.
واضاف أن النظام السوري منذ أن اندلعت الثورة كان يتفادى اثارة المناطق الكردية ويعمل على تحييدها لكي لا تحمل السلاح ضد قواته لأن الورقة الكردية لها ثقلها السياسي والعسكري سورياً وإقليمياً.
من جانب آخر تذكر رندة تقي الدين في مقال لها في صحيفة الحياة: quot;إن تبعية حكومة المالكي لإيران تجعله يدافع عن نظام هو أسوأ في الوحشية من نظام صدام حسين الذي قاومه المالكيquot;.
وتستطرد quot; صدام حسين كما بشار الأسد صفّى معارضيه من الشعب العراقي إلا أنه عندما سقط لم يكن هناك من يساعده كالمساعدات التي تأتي إلى النظام السوري من المالكي وإيران وروسيا والصينquot;.
وتعتقد تقي الدين أن quot;الهيمنة الإيرانية على المالكي أقوى من تأثير الإدارة الأميركية عليه أو أنها تخدم على المدى الطويل الولايات المتحدة التي لها مواقف مبهمة في عدد من الدول خصوصاً في ظل رئاسة أوباماquot;.
وتختم تقي الدين مقالها بالقول: quot; فعلى الرغم منحضور ما زال ملموساً في العراق تبدو الإدارة الأميركية وكأنها غير معنية بحلف المالكي مع إيران أو بمساندته لنظام بشار الأسد. والمالكي بسياساته يبدو كأنه يسعى إلى تشجيع تقسيم العراق وإبعاد إقليم كردستان. فهل هناك من يريد تقسيم العراق وربما المنطقة بأسرها؟quot;.