يتطابق تقرير صحيفة نيويورك تايمز عن وجود للجهاديين في سوريا، مع لقطات فيديو مصورة لجماعات مسلحة استبدلت علم الثورة السوري بالعلم الأسود الذي ترفعه الجماعات (الجهادية ).
إيلاف : أثارت مقاطع فيديو تُظهر عناصر من الجيش السوري الحر وهم يعدمون أشخاصًا يعتقد أنهم من رجال الرئيس السوري بشار الاسد، كما يظهر فيديو آخر عملية إعدام أشخاص من ( آل بري ) محسوبين على الاسد في حلب، الكثير من ردود الافعال بين مؤيدي الثورة السورية ومعارضيها على الصعيد نفسه.
ويظهر أحد اشرطة الفيديو، مسلحين يهتفون للجيش السوري الحر، يتجمعون حول رجل غطت الدماء وجهه، ويوقفونه على الحائط مع آخرين لتتم عملية اعدامهم بطريقة وحشية وسط التكبيرات ثم يقطعون جثة احد الرجال .
نموذج اخلاقي
وفي افتتاحية لها ترى صحيفة القدس العربي اللندنية، أن من المفترض أن quot;يقدم الجيش السوري الحر وكل فصائل المعارضة السورية الأخرى نموذجًا اخلاقيًا مختلفًا، بل نقيضًا للنظام وممارساته quot;.
وترى الصحيفة أن quot; مثل هذه النزعة الانتقامية التي يراها البعض مبررة ومشروعة، توفر الحجج والذرائع للنظام وميليشياته للاقدام على أعمال مماثلة، وهو الذي لا يحتاج اساسًا الى مثل هذه الذرائعquot;.
لكن الكاتب نقولا زيدان لا يعتبر الامر عيباً في أن quot;ينضم إلى الجيش السوري الحر في معاركه مجاهدون عرب استفزتهم الحمية الوطنية والقومية بل الدينية، اولئك الذين ينعتهم الإعلام السوري الرسمي بالارهابيينquot; .
وعلى صعيد جدال (الجهاد) في سوريا تنبه أمل عبد العزيز الهزاني الى أن quot;الجهاديين موجودون في سوريا، والجيش الحر يواجه النظام بلا سلاح نوعيquot;.
ويتطابق تقرير صحيفة نيويورك تايمز عن وجود للجهاديين في سوريا، مع لقطات فيديو مصورة لجماعات مسلحة استبدلت علم الثورة السوري بالعلم الأسود الذي ترفعه الجماعات (الجهادية )، كما يفسر مشهد العناصر المسلحة التي أعلنت من معبر (باب الهوى) الحدودي مع تركيا بعد تحريره عن إقامة دولة إسلامية.
لكن امل الهزاني تتساءل في مقال لها منشور في صحيفة ( الشرق الاوسط ) quot; متى دخلوا ومن أين؟ ربما كان التفجير الانتحاري الذي ضرب دمشق في العاشر من مايو (أيار) الماضي، وقتل 55 مدنيًا، أول الأحداث التي شككت المجتمع الدولي في وجود تنظيم القاعدة، الذي جاء من بوابات يعرفها جيدًا، وسلكها قبل ذلك من العراق ولبنان quot;.
الطائفية والمعارضة
وترى الهزاني أن quot;الأسد استخدم الطائفية ليشتت المعارضة، فقرب إليه العلويين وقصف تجمعات السنة، وهدد المسيحيين بهم، لكن هذه الخطة الأسدية فشلت مع الثوار في الداخل، ولكنها نجحت خارج سوريا، فهناك تعاطف سني لدى شعوب البلدان العربية مع القضية السورية، واجتاح الناس شعور أن سوريا أرض للجهاد الإسلامي السني، على الرغم من أن حقيقة الوضع السياسي لا تقول ذلكquot;.
وتذكّر الهزاني أن الذين أشعلوا الثورة السورية ليسوا جهاديين، بل كانوا أطفال درعا الذين كتبوا بعفوية على جدار لم يقرأه إلا بضعة من الناس laquo;الشعب يريد إسقاط النظامraquo;، هؤلاء الأطفال ليسوا جهاديين، وعشيرتهم التي ناشدت النظام الكف عنهم وأظهرت ولاءها للرئيس بشار حينها لم تكن تنوي فرض المذهب السني وإقامة إمارة إسلامية، والذين خرجوا متظاهرين 6 أشهر بعد هذه الحادثة عراة الصدور كانوا مواطنين عاديين مسالمين، والجيش الحر الذي تشكل بعد ذلك كان يستهدف الثورة على نظام قمعي متسلط أهانهم وقتل أبناءهم، وليس الثورة على الطائفة العلوية التي تعايشوا معها وجاوروها وصاهروهاquot;.
وتؤكد الهزاني أن quot;الشام ليس شام السنة، كما تردد بعض الكتائب المسلحة التي دخلت سوريا بعدما نجحت المعارضة في فرض حضورها على المشهد، كما أنه لا المجلس الوطني ولا الجيش الحر يقبلون بهذه النزعة المتطرفة، بل إن الكل يجمع على أهمية التوافق الوطني، ويد الأسد التي بطشت بالسوريين لم تترك أيًا من فئات المجتمع بلا ألم أو فقدانquot;.
وتستعرض جانيت نمور من إذاعة هولندا العالمية، الجدل الرقمي على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما أسمته ( مجزرة حلب ) .
وبحسب بيترا ستاينن الدبلوماسية الهولندية التي عملت سابقًا في سفارة هولندا في سوريا ومصر، كتبت على صفحتها على التوتير quot; إن هؤلاء الرجال نشأوا على عقيدة الأسد من القتل والتعذيب ولا فكرة لديهم عن اتفاقية جنيفquot;.
وبحسب نمور، فإن افراد الجيش الحر يؤكدون دائمًا أنهم quot; لا يعذبون ولا يقتلون معتقليهم من الشبيحة وعناصر الأمن، وأنهم سيحتفظون بهم لتقديمهم لاحقًا إلى المحاكمة، ونُفاجأ بعدها أنهم يبثون بأنفسهم لقطات إعدامهم وكأن الإعلام الغربي لن يرى هذه المشاهدquot;.
ويرى نقولا زيدان في مقاله في صحيفة المستقبل اللبنانية أن quot;مدينة حلب التي وقعت فيها احداث قتل واعدامات تشهد معارك وسط تعقيدات إقليمية ودولية شديدة الأهميةquot;.
ويزيد القول: quot; النظام التركي ما زال متحفظاً إزاء تورطه العسكري في المدينة المتاخمة لحدوده الجنوبية الغربية. ثم أن الإيراني قد بدأ يدق ناقوس الخطر حيال سقوط حلب بيد الثوار ويطلق التحذيرات من أي تدخل تركي عسكري محتمل. ولا يبدو الاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو راغباً في تشجيع تركيا على التدخل، إذ ما زال متوجساً من نشوب نزاع إقليمي واسع النطاقquot;.
وبحسب زيدان، فإن quot; قوى المعارضة السورية الجذرية وعلى رأسها الجيش السوري الحر، تزاوج بنجاح بين نضج سياسي متقدم وثابت من جهة وبطولات ميدانية في ساحات القتال، مثيرة للاعجاب والاحترام، من جهة أخرى، فرغماً عن الاختلال الفاضح في ميزان القوى بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر والمقاومة الشعبية، حيث يحشد الأسد قوات ضخمة وطيراناً حربياً من مروحيات وطائرات الميغ المتطورة لخوض معركة حلب، يواجه الثوار هذه الآلة العسكرية في المدينة بلا أي غطاء جوي قط، إنها لمأثرة بطولية هائلة تسطّر الآن ملحمة تشرّف تاريخنا العربي المعاصرquot;.
التعليقات