سكينة فؤاد

أبناؤنا الذين غرقت بهم عبارة السلام في البحر الأحمرrlm;...rlm; وأبناؤنا من الصيادين الذين غرقوا في البحر الأبيض عند مرسي مطروح يجمع بينهم الأداء الرخو ـ ضمير المسئولية الميت وصول محاولات الانقاذ بعد فوات الأوان ـ بينما سرعة وبطء وكفاءة الانقاذ تساوي ما تعنيه قيمة الإنسانrlm;...rlm;

هل اختلفت قيمة الانسان بعد الثورة التي قام بها المصريون بمختلف مكوناتهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية عما كانت عليه قبل الثورة, أغلب معطيات الواقع الآن تقول لا وأن صراع المصالح والتمكين والتمكن من السلطة والنفوذ والسيطرة لايبالي بتغيير هذا الواقع ورد الاعتبار والحقوق التي ضيعت طوال السنوات الماضية في الكرامة والعدالة والشروط الإنسانية لجموع المصريين الأكثر احتياجا للرعاية والإنقاذ.
ولنعد إلي حادث الغرق الأخير وبعض ماأحاط به من ملابسات ووفق مانشر فعملية الانقاذ بدأت فور تلقي الاستغاثة من المركب زمزم في الحادية عشرة ظهرا ومابين ذهاب وعودة طائرة استكشاف وتحرك طائرة حربية مجهزة في الثانية والنصف ـ انقضي حوالي ثلاث ساعات. هل الخطر الذي كان يتعرض له الصيادون وفق ظروف جوية من أسوأ ماعرفت مصر كان يحتمل هذا التأخير!! وفور إدراك صعوبة عمليات الإنقاذ الجوية, لماذا لم تنضم علي الفور قطعة إنقاذ بحرية؟!! للأسف ان المدمرة التي خرجت من القاعدة البحرية بالاسكندرية وصلت صباح اليوم التالي ـ سواحل رأس الحكمة ـ56 كيلو شرق مرسي مطروح هل تحتاج إلي يوم كامل لتصل إلي هناك؟!
الترهل والتراخي والروح غير المسئولة وما أصاب مفاصل الدولة ـ لقد عشنا وآمنا دائما ومازلنا نؤمن بأن جيشنا من أقوي وأدق مؤسساتنا وأكثرها انضباطا ومهنية ووطنية.. وأنه كان وسيظل أحد الشركاء الاساسيين في تأمين وحماية أبنائه, لذلك يحتاج الأمر إلي توضيح لأسباب العجز من منع الكارثة وإنقاذ الصيادين!!.
سؤال آخر ـ الأرصاد الجوية سبقت بتحذيرات مشددة من سوء الأحوال الجوية... أين السادة المسئولون في المحليات وماهي مسئولياتهم من اجراءات التأمين الواجبة للمواطن؟! أسئلة لا محل لها وسط الواقع المخزي والفساد الذي مازال يضرب بأغلب هذه الأجهزة وحيث لاتنافس عواصف الطبيعة ونوات البحر إلا النوات السياسية التي نعيشها والمشاهد العبثية للغرق في متاهات قرارات وأحداث خارج العقل والمنطق ورشد الادارة والقيادة ابتداء من مزلات استدانة وقروض وعطايا مخادعة تمثل إهانة لإمكانات مصر وثرواتها البشرية والطبيعية ـ والفشل الزريع في استرداد أموال المصريين والمنهوبة والتي هربت للخارج ـ ومايقارب02 مليار دولار وفق ماذكره الخبير الاقتصادي الكبير د. أحمد السيد النجار ـ وما أدي اليه انهيار السلطة القضائية من الغاء قرار الاطلاع الذي كانت قد أصدرته النيابة العامة السويسرية بالسماح وبدون تحفظ للسلطات المصرية بالاطلاع علي الملف الخاص بأموال الرئيس السابق وأسرته المجمدة في سويسرا.. نموذج واحد فقط لكيف ضيعت بعض ثروات المصريين المنهوبة واللجوء لسياسات الاستدانة الي جانب عدم المسارعة لاعادة الحياة لمئات المصانع المعطلة والدفع بمعاملات القوة للأرض والفلاح والزراعة وتعاود الظهور ميليشيات مسلحة لجماعات تمارس البلطجة والترويع دون أن تجد من الدولة موقفا حاسما في الردع لكل خارج علي القانون!! أسوة بالفرقة59 وأخواتها. هل من حق كل تيار أو طيف سياسي أن تتبعه فرقة مدربة ومسلحة؟!
lt; تصريح خطير تصدر الصفحة الأولي في الوطن1/11 نقلا عن مصدر عسكري لن نتدخل في52 يناير ولن نسمح بتدخل حماس انتهي التصريح الذي يثير تساؤلات خطيرة هل مسموح لحماس أو غير حماس ان يكون لها دور في مصر ـ وهل ستكشف تقارير تقصي الحقائق عما حدث للثوار وعن حقيقة هذا الدور منذ قيام الثورة؟!! مشغولون من الواقع الأليم للملايين بمناقشة مواد خلافية في دستور مطعون عليه وأخرج الملايين من الشعب الطيب ليقولوا نعم علي مالايعرفون أو يفهمون!! وغارقون وسط حذف ومعلومات مغلوطة تسيء للاسلام وتتطاول علي الأزهر وعلمائه ووسطيته وتطلق دعوات لإعادة الرق لمواجهة الفقر والعزوبية!! ودعوات أخري بعدم الخروج علي الحاكم ولو كان ظالما! ودعك من أي منطق لعقل ولتصحيح دين وتساؤلات عن العدالة الاجتماعية, وأفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر فعندما يغيب العقل والعلم وصحيح الدين والقيادة التي تتصدي بالقانون وبعدالة وحزم لكل مايهدد سلام وأمن واستقرار المجتمع يصبح غرق مجموعة من أبنائناالصيادين وضياع النداءات التي أرسلوها منذ اللحظات الأول للخطر عندما تعطلت ماكينات مركبهم ويصبح عجن وفرم مجموعة من أطفالنا تحت عجلات قطار داخل اتوبيس مدرسي حملوه بثلاثة أضعاف الاطفال الذين يتسع لهم ـ وسائر معطيات وسلبيات المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي محرج ومنتج مرشح للتراكم والتزايد وعكس كل أمل وحلم وتطلع المصريين وهم يقومون بثورتهم وشبابهم يدفع حياته ودماءه مهرا لها.
انتخابات ماأطلقوا عليه مجلس النواب فرصة قادمة ولا أقول أخيرة لإيقاف تمادي الفشل وانهيار قيمة الانسان وكرامته ومعاملات ثروته وقوته ويجب ألا تكون المشاركة في هذه الانتخابات إلا اذا توافرت جميع ضمانات ألا نعيد استنساخ الخروقات والتجاوزات والانتهاكات التي حدثت في الاستفتاء علي مسودة الدستور المطعون عليه.. ضمانات الشفافية والرقابة الكاملة للسلطة القضائية والرقابة الدولية, ولاأعرف ماذا يضير وماذا يخيف من يديرون ومن يريدون انتخابات نزيهة ومبرأة من التزوير ويرفضون تكرار ماوجه من اتهامات وماأجري من ترتيبات جعلت حوالي53 مليون مصري من الذين لهم حق التصويت لايستطيعون الإدلاء بأصواتهم أو يمتنعون بالإضافة الي ماأثبتته وأدانت به عملية الاستفتاء اكثر من مائة من المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني.... ماذا يضيرهم في اشراف دولي يؤكد للعالم أن تغييرا حقيقيا يحدث في مصر بعد ثورة شعبها. اذا لم تتوافر ضمانات استقلال وشفافية وسلامة العملية الانتخابية فيجب أن نرفض استنساخ ماحدث في الاستفتاء علي الدستور المطعون عليه ـ ولتلحق انتخابات فبراير3102 بانتخابات النظام البائد في0102 وليشهد العالم في مصر مرة ثانية انتخابات بلا معارضة مع حزب حاكم يؤدي كل الأدوار هذا اذا أردنا إيقاف قرض وقروض التمكين والسيطرة والانفراد بالسلطة وان يكون جميع شركاء صناعة الثورة وأولهم الشباب شركاء في منظومة إدارة وحماية الثورة والمستقبل وأن يوجد مجلس نيابي حقيقي يضم معارضة قوية تبصر وتصحح. إرادة الثورة كانت أن تكون مصر لجميع أبنائها وماعداها من انفراد او استقواء أوهاما ستعبر وتتلاشي.
ملاحظة أخيرة: قوي المعارضة وجماعات شباب الثورة الذين يعدون الآن قوائمهم للانتخابات النيابية ـ أرجو أن يكون الإعداد الحقيقي بدأ بأعمال ومشروعات ميدانية... اجتماعية وإنسانية واقتصادية ومن خلال وجود واتصال بالبشر الاكثر احتياجا للاهتمام والعمل الجاد وسط بحور ظلمات الفقر والمرض والأمية التي يغرق فيها الملايين من أبناء مصر.. حصاد الفساد والإفساد الطويل والعميق والمذل والمستذل والمستغل أسوأ استغلال قبل الثورة وبعد عامين من عمرها مازالوا ينتظرون.. وللأسف مازال عمل أغلب المعارضة بعيدا عنهم.