علاء حمزة


استقبل مشهد عناق الشيخ العريفي للقس المصري بارتياح من قبل متابعيه كدلالة على التسامح الذي هو من سمات الإسلام التي كـانت مـغيبة تحت دعاوى الكراهية ونبذ الآخر

استقبل مشهد عناق الشيخ العريفي للقس المصري بارتياح من قبل متابعيه كدلالة على التسامح الذي هو من سمات الإسلام التي كـانت مـغيبة تحت دعاوى الكراهية ونبذ الآخر، ولكن دعوني أذكّركم بردّة فعل معاكسة تجاه حدث مشابه، قبل وقت ليس بالبعيد ،هل تذكرون حلقة من حلقات المسلسل الشهير طاش ماطاش في mbc تحت عنوان quot;خالي بطرسquot; والتي أحدثت دويا في وقتها، كأنما كانت الحـلقة جريمة ضد الإنسانية، وبعدها تم وصم نجمي العمل ناصر وعبد الله بأبشع الأوصاف، والدعاء عليهما بباطن الغيب وظاهره، برغم أن الحلقة لم تقل أكثر مما قاله عناق الشيخ في القاهرة!
كانت عناقا من نوع آخر يحمل رسالة بسيطة جدا.. وهي أن الإسلام يجيز للمسلم الزواج من الكتابية، لذلك من المستحيل أن يدعونا إلى كراهيتهم - من حيث المبدأ- فكيف يستطيع إنسان أن يكره (أمه، وزوجته، وخاله).
ما الذي تغير بين حلقة طاش وquot;حلقةquot; الشيخ؟ والفترة ليست طويلة، لكن يبدو أنها كانت quot;عريضةquot;، حدث فيها كثير من التحولات الفكرية المتسارعة، والتغيرات في النظرة إلى الآخر. وإلى الإرث الثقافي أيضا.
إن الجمهور الذي غضب بشدة من حلـقة quot;خـالي بطرسquot;، ودعـوة التسامح التي وردت فيـها هو نتاج سنوات من أشرطة الكاسيت التي كان يقال فيها بوجـوب نبذ المخالف وعدم التعاطي معه، والتضييق عليه في الطرقات.. وإضمار الكراهية له، أما الـجمهور الذي استـحسن عناق الشيخ والقس فهو جمهور quot;طاش ماطاشquot; وquot;بيني وبينكquot;. وهذا الانفتاح الإعلامي غير المسبوق، وتنوع وجهات النظر، والأفـكار الملقاة على قارعة quot;تويترquot;.