بغداد - باسل محمد

أثارت أنباء عن زيارة محتملة للداعية الإسلامي يوسف القرضاوي إلى العراق, جدلاً في الأوساط السياسية, ففيما رحبت سلطات إقليم كردستان بها معتبرة أنها تعزز الحوار داخل البلد الذي يعيش على وقع أزمة سياسية بسبب احتجاجات لمتظاهرين من السنة ضد رئيس الوزراء نوري المالكي, رأى ائتلاف quot;دولة القانونquot; أنها ستؤدي إلى إشعال حرب طائفية.
ورحبت السلطات في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم فيدرالي واسع في شمال العراق بزيارة أي شخصية بينها الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي, الذي يعتبر المرشد الروحي لجماعة quot;الإخوان المسلمينquot;.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان سفين ديزي لـquot;السياسةquot; إن القيادة الكردية تؤمن أن الحوار هو الأسلوب الأمثل والفعال الذي يصب في مصلحة العراق ولذلك لا تجد ما يمنع زيارة القرضاوي في اطار تعزيز هذا الحوار.
وأشار إلى أن سلطات الإقليم تتعامل بإيجابية مع أي شخصية وليس لديها هواجس أو مواقف مسبقة كما هو حال بعض الأطراف السياسية.
ونفى ديزي وجود أي دعوة رسمية من سلطات الإقليم للقرضاوي لزيارة أربيل وبالتالي لا يوجد أي موعد محدد لهذه الزيارة غير أن الموقف المبدئي للقيادة الكردية يرى أن تعزيز زيارات الشخصيات المهمة في العالم إلى العراق يمثل عملاً مفيداً وبناء.
وفي هذا السياق, قال مصدر في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إن زيارة القرضاوي المحتملة للعراق وبالتحديد إقليم كردستان يجب أن تستثمر لدفع الأزمة العراقية الراهنة بين رئيس الوزراء نوري المالكي وبين السنة إلى المزيد من التهدئة والبحث عن تسوية سياسية سريعة.
ودعا الحكومة العراقية إلى عدم اتخاذ مواقف عدائية سريعة ضد الزيارة, مضيفاً quot;ربما يأتي الرجل ويلتقي المرجع الديني الأعلى في مدينة النجف علي السيستاني ما يعزز وحدة العراقيين ووحدة شعوب المنطقة ويبعد شبح الاقتتال الطائفيquot;.
وقلل المصدر الصدري من المخاوف والهواجس التي يحاول البعض في ائتلاف quot;دولة القانونquot; طرحها بسبب زيارة القرضاوي المحتملة, مشيراً الى أن الزيارة قد تتضمن لقاء ثنائياً بين القرضاوي والصدر ما يعني أن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة.
في المقابل, أثارت المعلومات عن زيارة قريبة للقرضاوي لإقليم كردستان وربما إلى محافظتي نينوى والأنبار اللتين تشهدان احتجاجات ضد سياسات المالكي, ردود أفعال سريعة وغاضبة من ائتلاف quot;دولة القانونquot; (بزعامة المالكي) الذي وصف الزيارة بأنها عملية منظمة لتأجيج المواقف المناهضة للحكومة العراقية والدفع بالظروف الحالية إلى المزيد من التأزم والاحتقان.
وقال النائب في ائتلاف quot;دولة القانونquot; حسين منصور الصافي لـquot;السياسةquot; إن زيارة القرضاوي للعراق غير مقبولة وغير مرحب بها بسبب تصريحاته ومواقفه السلبية من الوضع العراقي, ولذلك توجد قناعة لدى المسؤولين العراقيين أن الرجل جاء لإثارة الروح الطائفية.
وأوضح أن توقيت الزيارة في ظل الأزمة بين المالكي والسنة ورغبته في لقاء المتظاهرين في الأنبار والموصل يبعث رسائل سلبية عن أهداف ونوايا الزيارة, ما يعني أن وجود القرضاوي بين العراقيين في هذا المناخ يمثل تهديداً جدياً على الأمن الوطني وربما جاء في إطار لعب دور ما بدعم اقليمي للتسبب في كارثة عراقية.
ودعا الصافي حكومة اقليم كردستان إلى رفض زيارة القرضاوي لأنها قد تتسبب في مشكلة جديدة بين الاقليم والحكومة المركزية في بغداد, فالزيارة لو حصلت ستتم رغماً عن المالكي.
من جهته, قال قيادي بارز في quot;الحزب الاسلامي العراقيquot; لـquot;السياسةquot; إن الحكومة العراقية تتعامل بازدواجية مقيتة, ففي حين تسمح لشخصيات ايرانية مختلفة في الحكومة والبرلمان وقادة عسكريين بزيارة العراق سراً وعلناً رغم المواقف العدائية التي تتعامل بها القيادة الايرانية مع الوضع الداخلي العراقي ومع السنة بشكل خاص, فإن حكومة المالكي في الوقت نفسه تتحدث عن رفضها زيارة القرضاوي وتلقي عليه التهم بأنه يريد دعم الحرب الطائفية بين العراقيين.
وأضاف أن دوائر ايرانية وسورية تحاول تصوير زيارة القرضاوي على أنها بداية ثورة مسلحة للإطاحة بحكم المالكي وأن هذا الداعية الاسلامية جاء للعراق لحشد المواقف والدعم العراقي للثورة السورية.
وكشف أن بعض رجال الدين السنة بينهم رئيس ديوان الوقف السني أحمد عبد الغفور السامرائي يسعون إلى اقناع المالكي بدعم زيارة القرضاوي وترتيب لقاء بينهما في بغداد لأن ذلك من شأنه أن يبدد كل ما يقال عن مساوئ هذه الزيارة ويقوي المصالحة بين العراقيين.