حسن عبد الله عباس

بدا رئيس الائتلاف السوري المعارض متفائلا في زيارته الاخيرة للكويت. من شدة سعادته وتفاؤله وايمانه بالدول الكبرى، افشى ما وعدته به هذه الدول وبأنهما على عهدهما بإزالة النظام السوري وبأنه لا مكان لبشار في المستقبل!
بصراحة هذا التفاؤل لا ينم الا عن درجة البساطة والسطحية التي تفكر بها هذه المجموعة من النخب السياسية العربية. الرجل ببساطة استمع لوعود الدول الكبرى وبعد مرور سنتين ونصف السنة، وبعد كل هذه الاحداث جاء الينا في الكويت ليبشرنا وليطمئننا بأن الامور تسير كما يحلم هو واخوانه بالائتلاف السوري!
الدول كلها اجتمعت لإبادة النظام السوري، كما اجتمعت من قبل لإبادة أعوانها مرة مع الايرانيين وثانية مع اللبنانيين والنتائج في كل الاحوال كانت مخيبة لمحور الاستسلام. الاميركيون ظلوا يهددون ويضعون قواعد اللعبة وتوقيت تغييرها، لكن اقصى ما فعلوه انهم تبرعوا بسفينة عسكرية لتدمير الاسلحة الكيماوية في عرض البحر. لا، بل زادوا في الاذعان واعترفوا بإيران كقوة نووية واقليمية لا يستهان بها. يكفيك درجة التدهور الحاصلة مع كيان الدول الكبرى أنه يحصل ولأول مرة ان تُضرب اسرائيل بعرض الجدار لأجل عيون التصالح مع من كان يُنعت بالسابق بمحور الشر. فهل ما زلت laquo;مبسوطاraquo; حضرتك بوعود الدول الكبرى التي تدفقت وانحنت على يد روحاني تمتد اليها بالسلام وإعادة العلاقات؟!


المضحك في الامر ان الرجل laquo;مصدق روحهraquo; وذاهب لـlaquo;جنيف 2raquo; لاسترداد سورية من ايدي الاجانب (الايرانيين وحزب الله)، كلامه هذا ليس قبل سنة بل الآن وبعدما استعاد الجيش النظامي اغلب الاراضي. ما علينا من هويات افراد جيوشه، وليس مهما من اين يأتيه الدعم المادي والبشري، ولن نتحدث عن تقاتل جيوشه مع بعضها كونها لم تعد تعترف بالهوية السورية اساسا، ولن يتطرق احد الى سبب اهتمام اسرائيل واستعدادها المريب لاستقبال جرحى الجيش الحر في مصحاتها ومستشفياتها، لكن ما يقلقني حقيقة هو كيف سيبرر لمؤيديه من الشعب السوري حضوره لـraquo;جنيف 2raquo;؟، وان كنت اعلم سلفا انه بالع موس، لكن الاسلم اخلاقيا ان يرفض الائتلاف السوري والجربا المشاركة احتراما لارواح واهالي من زج بهم بهذه الحرب الملعونة، والا اكتشف الناس شيئين مهمين في شخصية هذا الائتلاف المزيف: كم هو منساق للكيانات الاجنبية التي انجبته والتي لها اجندات خاصة كونه يتحرك بحسب إراداتها، وكم هو منقلب على مبادئه ان رضي بالجلوس وبلا شروط مع نظام لطالما اتهمه بالقاتل وتلطخت اياديه بالدماء!