عواصم

جولة جون كيري الخارجية، ووفاة هوجو تشافيز، واستقالة البابا بنديكتوس، ثم ازدياد عدد المتطوعين في كوريا الجنوبية... موضوعات أربعة نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية.

---------

كيري وlaquo;جولة الإنفاقraquo;

صحيفة quot;تشاينا ديليquot; الصينية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على أول جولة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في الخارج بعد توليه هذا المنصب. وقالت إنه إذا كان من المبكر جداً تقييم ما إن كان كيري قد حقق أهداف جولته الأولى في الخارج أم لا، فإن الأكيد هو أن هذه الجولة عرفت توزيع بعض المال. وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن كيري أعلن يوم الخميس في روما أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات تشمل مواد غذائية وإمدادات طبية، إضافة إلى 60 مليون دولار من المساعدات غير العسكرية إلى ائتلاف المعارضة السورية. ويوم الأحد في القاهرة، تضيف الصحيفة، واصل كيري quot;جولة الإنفاقquot; عبر التعهد بتقديم 250 مليون دولار من المساعدات لمصر.

وبالنظر إلى تخفيضات الإنفاق التي دخلت حيز التنفيذ في الولايات المتحدة مع بداية هذا الشهر، فإن الجميع يعلم أن الولايات المتحدة لا تتبرع بالمال مقابل لا شيء. وكيري نفسه لا يستطيع إنكار الدافع السياسي لمثل هذه المساعدات، تقول الصحيفة. فقبل أربعة أيام على الجولة، دافع كيري عن الحاجة إلى تقديم المساعدات، على رغم ضغوط الميزانية قائلاً: quot;إن المساعدات الخارجية ليست صدقة، وليست عملًا خيرياً، بل هي استثمار في أميركا قوية وعالم حرquot;.

ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول، إنه إذا كان توسيع حجم المساعدات الأميركية للمعارضة في سوريا يبعث برسالة مؤداها أن واشنطن أخذت تسرع الخطى لتحقيق تغيير النظام في سوريا، فإن المساعدة الأميركية لمصر مرتبطة على ما يبدو بإظهار قوة الدور المصري في المنطقة.

laquo;رحيل عملاقraquo;

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة quot;ذا هيندوquot; افتتاحية عددها ليوم الخميس وخصصتها للتعليق على وفاة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، الذي مات يوم الثلاثاء، بعد صراع طويل مع السرطان. وحسب الصحيفة، فتشافيز لم يكن فقط شخصاً ذا رؤية وتبصر وملتزماً بتحسين حياة الأغلبية الساحقة من أبناء شعبه، وإنما كان سياسياً محنكاً يعرف كيف يحقق ذلك الهدف. فقد تمكن تشافيز من تحويل دولته البالغ عدد سكانها 29 مليون نسمة إلى محور للتجديد السياسي والاقتصادي لقارة برمتها. ومع التزام واضح بسيادة بلده وسيادة أميركا اللاتينية، سعت quot;الثورة البوليفاريةquot; التي أطلقها تشافيز إلى إعادة التأكيد على استقلال منطقة كان المحرر سيمون بوليفار يسعى لتوحيدها في القرن التاسع عشر.

وقد بدأ تشافيز عبر تأميم أكبر شركة نفط داخلية quot;بتروليوس دي فنزويلاquot;، والتفاوض حول شروط أفضل بكثير مع شركات النفط الخارجية التي كانت تجني أرباحاً طائلة من أكبر احتياطيات معروفة للمحروقات في العالم. وقام تشافيز بتوظيف تلك الأموال توظيفاً حسناً، حيث رفع الإنفاق الاجتماعي بأكثر من 60 في المئة إلى 772 مليار دولار في عقد من الزمن، وقلص الفقر المدقع من 40 في المئة إلى 7,3.

ولكن هل ستؤدي وفاته الآن إلى النتيجة التي سعى وراءها خصومه في فنزويلا وأميركا الشمالية كل هذه السنوات؟ الصحيفة تقول إن إحدى نقاط ضعف النموذج التشافيزي كانت الدور المركزي الذي لعبه الرئيس نفسه في النظام. غير أن قوته تكمن، حسب الصحيفة، في الانخراط النشط للعشرات من الحركات الاجتماعية، التي اتحد بعضها مع الحزب الاشتراكي الذي أنشأه، في حين بقيت أخرى تدعم من الخارج.

كما أن اختباره لنيكولاس مادورو كنائب للرئيس كان اختياراً مدروساً أيضاً من أجل تنشيط قواعد هذا الائتلاف غير العادي، تقول الصحيفة. غير أن الحياة الأفضل التي بات يتمتع بها ملايين الفنزويليين اليوم هي التي ستشكل خط الدفاع الأول للحركة التشافيزية في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء.

استقالة البابا

صحيفة laquo;جابان تايمزraquo; اليابانية أفردت افتتاحية للتعليق على استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر، الزعيم الروحي لنحو 1,2 مليار كاثوليكي عبر العالم، الذي استقال من منصبه في الثامن والعشرين من فبراير الماضي. وكان إعلانه عن الاستقالة في الحادي عشر من الشهر الماضي، لأسباب تتعلق بتدهور قوته الجسدية بسبب تقدم السن، قد فاجأ العالم، إذ يقال إنه أول بابا يتخلى عن منصبه منذ أن قام البابا جريجوري الثاني عشر بذلك في عام 1415.

وحسب الصحيفة، فإن قرار بنديكتوس يمثل شهادة على صدق موقفه تجاه مهامه كرئيس للكنيسة الكاثوليكية؛ حيث أشار إلى ما تتطلبه البابوية من قدرات جسمية وعقلية في عالم يتغير بسرعة بسبب التقدم في العلوم، واختلاف القيم في وقت أخذت فيه مواضيع معاصرة، مثل الأسئلة الأخلاقية المتعلقة بالبحث البيولوجي تتحدى أفكار الكنيسة وأخلاقها على نحو متزايد. ولابد أن بنديكتوس فكر في أن استقالته ستخدم مصالح الكنيسة بشكل أفضل بالنظر إلى ظروفه الصحية.

ولكن بنديكتوس واجه العديد من المشاكل الصعبة خلال وجوده على رأس الكنيسة، منذ انتخابه خلفاً للبابا يوحنا بولس الثاني في 2005؛ حيث طفت على السطح سلسلة من حالات الاستغلال الجنسي التي تورط فيها كهنة كاثوليك؛ وانتُقد بنديكتوس لأنه لم يتخذ إجراءات قوية ضد المتهمين بهذه الأفعال. وفي يونيو 2012، كان ثمة اشتباه في عمليات لغسيل الأموال يتورط فيها بنك الفاتيكان. وفي أكتوبر 2012، حُكم على كبير خدم البابا، باولو جابرييلي، بـ 18 شهراً سجناً بتهمة سرقة مراسلات البابا الخاصة. ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتعبير عن أملها في أن يتحلى خلف بنديكتوس، الذي سيتم انتخابه هذا الشهر، بالشجاعة لمواجهة ومعالجة المشاكل المعاصرة المعقدة بصدق والمساعدة على قيادة العالم نحو السلام.

تطوع الكوريين

صحيفة laquo;هيرالدraquo; الكورية الجنوبية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على الارتفاع المطرد في عدد الكوريين الذين يتطوعون للعمل في البلدان النامية. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن كوريا الجنوبية ارتقت إلى المرتبة الثامنة عالمياً من حيث حجم التجارة العام الماضي؛ حيث أظهر تقرير لمنظمة التجارة العالمية أن حجم تجارة البلاد ارتفع إلى نحو 1,07 تريليون دولار في 2012، متجاوزاً إيطاليا للمرة الأولى. ورأت الصحيفة أنه يحق للكوريين أن يفتخروا بهذا الإنجاز الكبير - وإن كان ثمة إنجاز آخر لا يقل أهمية، ويجوز لهم أن يفتخروا به أيضاً وهو: أن كوريا لديها ثالث أكبر عدد من العمال المتطوعين في العالم.

وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن مجموعة من 10 كوريين غادرت البلاد يوم الثلاثاء الماضي من أجل التطوع للعمل في الخارج، وهو ما يرفع عدد المتطوعين المبعوثين من قبل الوكالة الكورية للتعاون الدولي إلى أكثر من 10 آلاف. وكانت الوكالة المموَّلة من الدولة قد أرسلت للمرة الأولى 44 عاملاً إلى أربع دول آسيوية في 1990. ومنذ ذلك الحين، أرسلت نحو 10 آلاف متطوع إلى 65 بلداً في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولي الوكالة الكورية قولهم في هذا الإطار، إن العدد الإجمالي يأتي في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة واليابان، اللتين أرسلتا نحو 210 آلاف و44 ألف متطوع إلى الخارج منذ أوائل الستينيات، على التوالي. وقالت في ختام افتتاحيتها، إنه من المشجع رؤية أن عدد الكوريين الذين يذهبون إلى الخارج من أجل العمل التطوعي يزداد على نحو مطرد. وهو نجاح ينسجم مع إنجاز آخر حققته كوريا باعتبارها البلد الوحيد الذي تحول من مستفيد من المساعدات إلى مانح لها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945.