دمشق ـ كامل صقر

حديث الرئيس السوري بشار الأسد كان أشبه بإعلان ساعة الصفر، التي انطلقت بعدها واحدة من أوسع عمليات الجيش السوري في كل من حمص وسط البلاد وإدلب شمالها، تسع عشرة قرية من بلدات القصير الحدودية بريف حمص سيطرت عليها القوات السورية، مدعومة بقوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية خلال عدة أيام، رغم الأعداد الكبيرة لمسلحي المعارضة وكتائبها هناك، ورغم الأسلحة النوعية التي تمتلكها تلك الكتائب بدءاً بالأسلحة الخفيفة وانتهاء بمضادات الطيران والدروع والصواريخ الحرارية.


تزامناً مع ذلك يشن الجيش السوري عمليات موازية في عدد من أحياء مدينة حمص وضواحيها، لاسيما في الخالدية وباب هود وحمص القديمة وغيرها، السلطات السورية تحاول استعادة كامل محافظة حمص، ريفاً ومدينة، مما يعني قطع وأحد من أبرز طرق الإمداد البشري والتسليحي للمعارضة القادم من شمال لبنان من جهة، وأيضاً قطع الإمداد عن مناطق الوسط الأخرى كريف حماه والتقليل من خطوط إمداد أجزاء من ريف إدلب الجنوبي.
قبيل معارك القصير قام الجيش السوري بإعادة انتشار غريبة ومتداخلة لقواته، اعتمدت انسحابات من أماكن وانتشار في أماكن بدت غير استراتيجية، لكنها كانت أساسية لعملياته، في ريف القصير جرت معركة الأنفاق، سبق ذلك حصول وحدات الجيش على مواقع تلك الأنفاق، إما بمسح جوي أو من خلال مُخبرين انخرطوا في صفوف المقاتلين المتمردين، الجيش السوري اعتمد هجوماً منسقاً على تلك الأنفاق التي حفرها مسلحو المعارضة وشكلت مركزاً لعملياتهم اللوجستية ومقراً لقياداتهم وذخائرهم وأسلحتهم، تدمير الأنفاق أضعف من القدرة الميدانية لمقاتلي المعارضة وقلل من إمكانية احتمائهم ومناوراتهم القتالية.


يقول مراقبون ان عمليات عسكرية عنيفة شنها الجيش السوري بعد تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد لقناة الإخبارية السورية، وكأنها كانت إعلانا لساعة الصفر الجديدة التي تركزت عملياتها في حمص ومعظم ريف إدلب، حيث معقل مقاتلي جبهة النصرة لاسيما في معرة النعمان والقرى المؤدية إلى وادي الضيف، التي كان مقاتلوها يحاصرون قاعدة وادي الضيف العسكرية الاستراتيجية، الأسد كان قد قال ldquo;نحن الآن لا نقوم بعملية تحرير أرض لكي نتحدث عن مناطق محررة.. نحن نقوم الآن بعملية قضاء على الإرهابيين.. والفرق كبير بين الأولى والثانية.. إن لم نقض على الإرهابيين لا معنى لتحرير أي منطقة في سورية.rdquo;