صدقة يحي فاضل


إن العالمين العربي والإسلامي ينتظران أن laquo;تغيرraquo; الدول الغربية المتنفذة سياساتها المجحفة تجاههما وتوقف الأضرار السياسية والاقتصادية والأمنية الفادحة المعروفة لهذه السياسات وذلك عبر laquo;تعديلraquo; تلك السياسات بما يحقق العدالة (والحرية والمساواة) لجميع المعنيين، والموجوعين من سلبيات السياسة الامبريالية المعروفة، نحو العرب والمسلمين.إن إقلاع هذا الغرب عن الاستغلال والميكافيللية، ودعم الصهيونية، ستنتج عنه (غالبا) صداقة حقيقية، وسلاما وارفا. وبدون ذلك، ستظل الكراهية تتنامى وتزيد.. تلك الكراهية التي غالبا ما تتجسد في: أفعال، وردود أفعال بالغة الضرر، في المدى الطويل، وبالنسبة للطرفين. ولنتساءل هنا: هل يمكن أن تنجح الحوارات الموضوعية ــ متى أقيمت ــ بين الطرفين في إقامة علاقات جديدة تقوم على العدالة والاحترام المتبادلين؟

أم أن الغرب laquo;المتسلطraquo; لن يقبل ذلك إلا اضطرارا أو عبر ثورات؟ يبقى الجواب على هذا التساؤل معلقا.والمؤمل أن يلعب laquo;مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافاتraquo; الذي افتتح يوم 26/11/2012م في مقره بفيينا دورا ملموسا في دعم التسامح بين الشعوب، وتحقيق السلام والأمن لكل المعنيين.ويعتبر هذا المركز أحد ثمار دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاستخدام أسلوب الحوار، وعلى كافة المستويات، لتحقيق الخير والسلام والاطمئنان للبشر. فعلى المستوى المحلي هناك laquo;مركز الحوار الوطنيraquo;، وعلى المستوى الإقليمي الإسلامي سيؤسس laquo;مركز الحوار بين أتباع المذاهب الإسلاميةraquo; بالرياض، وعلى المستوى العالمي laquo;مركز الحوار بين أتباع الأديان والثقافاتraquo;. قد يسهم الحوار المأمول في تجسير الفجوة بين الجانبين. ولكن الصداقة الحقيقية لا تنشأ إلا بسياسات منصفة.