عبدالله خلف

أثير جدل حول المشهد الامريكي لنهاية التاريخ في جريدة laquo;الأهرامraquo; شارك فيه القس رفعت فكري سعيد، ومحمد تاج الدين في التواريخ التالية 18 و 25 مارس 2013 في صفحات الاهرام السياسية، واستؤنف الموضوع في 8 أبريل 2013.
القس رفعت فكري سعيد علق حول laquo;الربيع العربيraquo; الذي خلقته الولايات المتحدة الأمريكية: ذكر الاستاذ محمد تاج الدين ان الحركة الصهيونية العالمية هي حركة مسيحية بروتستانتية وليست يهودية، نشأت في اعقاب حركة التصحيح في القرن السادس عشر.. وما يدور في الشرق الاوسط.. حركة سياسية واقتصادية وحربية من مخططات الصهيونية البروتستانتية الامريكية.
رد القس رفعت سعيد قائلا: نحن نرفض الربط الخاطئ بين الحركة الصهيونية والاصلاح الديني البروتستانتي الذي قام على موجات في القرن الخامس عشر، والسادس عشر. والاسس التي قام عليها الاصلاح. في هذا العهد الاصلاحي، كتب مارتن لوثر كتابا ضد اليهود عنوانه: اليهود وكذبهم وان مجامعهم يجب ان تحرق، وكتاب صلواتهم يجب ان يزال من الوجود ويجب ان يطردوا خارجا، وهذا ما تم من طردهم واغلاق مجمع برلين عام 1572، وتعليمات لوثر هذه كانت بداية تشريد اليهود والافران والهولوكست ومع اضطهاد البروتستانت لليهود ازدادت الكراهية بين المسيحية واليهود.
lt; الاستاذ محمد تاج الدين اعتذر عن التعميم عندما قال ان الكنائس البروتستانتية وهي اكثر من عشرين الف كنيسة تتضامن مع الصهيونية العالمية.
وعاد وقال انما قصدتُ اليمين المسيحي المتطرف وهم طائفة المتطهرين من اتباع laquo;كالفينَraquo; التي ظهرت في بريطانيا في القرن السادس عشر، وهاجر الكثير من قساوستهم وحاخاماتهم الى العالم الجديد لما لاقوا من اضطهاد أوربي وهيمنوا علـى البروتستانت الامريكي.
رغم اختفاء مصطلح المتطهرين الا ان انتشارها في كنائس laquo;البرسبيتاريانraquo; لازال أثرها يحرك السياسة الامريكية.
وتقمص المتطهرون الدراما التوراتية حتى سموا انفسهم شعب الله المختار، وسموا عند هجرتهم للولايات المتحدة مستعمرتهم في بليموث ارض الميعاد او اسرائيل الجديد، قبل ان تنصرف الصهيونية العالمية الى البحث من مواطن اخرى لانشاء دولة اسرائيل عليها.. وكانت المواقع متعددة لانشاء دولة اسرائيل عليها وهي:
- في اوغندا.
- في اوربا الشرقية بين روسيا والبلقان.
- في اوربا الشرقية في بولندا.
- في احد الاقاليم الالمانية.
- في امريكا الجنوبية.
- بالاضافة الى بليموث الامريكية.
حتى استقر أخيرا في فلسطين ولقد تغلغل المتطهرون في الاوساط المالية والسياسية في الولايات المتحدة الامريكية وصار منهم زعماء في امريكا مثل جون آدم الأب، وزكريا تيلور وقال محمد تاج الدين: هذا هو الاتجاه السياسي البروتستانتي الذي قصدته حيث هيمن المتطهرون على سياسة واموال الولايات المتحدة الامريكية.
واتفق القس رفعت فكري سعيد، ومحمد تاج الدين ان هناك بروتستانت في العالم لا يؤمنون بالتفسير الحرفي لنبوءات التوراة. وهناك كثير من المذاهب البروتستانية يذهبون الى كراهية اليهود. وقال تاج الدين ان هناك ما يدل على ان %45 من الشعب الامريكي يؤمنون في الايام الاخيرة ودعم اسرائيل لحرب نهاية العالم او نهاية التاريخ.
وقال القس سعيد ان الكنيسة المصرية بكل طوائفها ضد الاتجاه الاصولي الغربي المرتبط بالصهيونية العالمية، والكنسية المصرية لا تؤمن بالايام الاخيرة وانتهاء العالم، رغم ان %40 من الشعب الامريكي يؤمن بذلك واتفق الاثنان القس رفعت سعيد ، ومحمد تاج الدين في رفض تفسير الحقائق الكبرى في الايمان وربط الاحداث السياسية، وهناك فريقان قد عقدا العزم على تفسير الدين المسيحي بهوى السياسة، اولهما اليمن المحافظ الامريكي وثانيهما الجماعات السرية الحاكمة من خلف الاستار التي تستغل العواطف الدينية والشعبية لتحقيق مآرب الصهيونية.