حسنين كروم

الموضوع والخبر والتحقيقي الرئيسي في صحف السبت والأحد، كان عن سد النهضة في أثيوبيا، وتأثيره على حصة مصر من المياه، ونقصانها وأثار ذلك على أوجه الحياة فيها ndash; من شرب وزراعة وصناعة خاصة ان حصتها الحالية التي ستنقص لا تكفيها أصلا.
وتقرير اللجنة الثلاثية عن أثار السد، وتراوح التقديرات ما بين الفزع والاطمئنان، وبين المطالبة بالتهدئة والحوار مع اثيوبيا، وبين اتخاذ اجراءات عنيفة كما يطالب البعض خاصة حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية التي اصبحت تعمل وكيلا معتمدا من مدة للإخوان، بالجهاد المسلح ضد اثيوبيا تحت شعار الموت في سبيل المياه افضل من الموت عطشا، واتهامات صديقنا المحامي الكبير والكاتب وعضو مكتب ارشاد جماعة الإخوان السابق مختار نوح للرئيس مرسي بأنه ديكتاتور وقام في اقل من سنة من حكمه باعتقال ثلاثة آلاف وأربعمائة واثنين وستين رجالا ونساء وشبابا وأطفالا وممارسة التعذيب ضد بعضهم. والإعلان عن استمرار مطاردة المجرمين في سيناء وهو الوصف الجديد للإرهابيين، واعتصام القضاة الرمزي، في ناديهم واستعدادات المثقفين والفنانين، لإقالة وزير الثقافة إذا لم يصدر الرئيس قرارا بإقالته، عن طريق الاعتصام في مقارات الوزارة، واستمر الإخوان في تنفيذ خطتهم لأخونة الثقافة والفن. والقبض على عصابات قامت بعمليات سطو مسلح في القاهرة وأما عن بركات الإخوان ونحسهم فحدث ولا حرج، فقد مات ستة سائحين من المكسيك وإصابة خمسة وعشرين انقلب بهم الاتوبيس قرب سانت كاترين وارتفاع درجة الحرارة امس الى ثلاثة وأربعين درجة وزلزال خمس درجات على مقياس ريختر، وعدم وصول مياه الري لآلاف الأفدنة في عدد من المحافظات، فهل هناك نحس دكر مثل هذا؟
وإلى بعض مما عندنا:

انتقادات لاسماعيل هنية لتدخله بشؤون مصر

ونبدأ بالمعارك السريعة والخاطفة وقد كان رزق اسماعيل هنية رئيس الوزراء في قطاع غزة وفيراً في lsquo;أخبارrsquo; الأربعاء، بسبب مطالبته مصر إلغاء اتفاقية lsquo;كامب ديفيدrsquo;، فبدأ التحية زميلنا خفيف الظل عبدالقادر محمد علي بقوله في بروازه اليومي ndash; صباح النعناع ndash; lsquo;إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في غزة طلب من القيادة المصرية إلغاء اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وقال إن حماس لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري، فمصر دولة ذات سيادة، ولكننا نطالبها بإلغاء الاتفاقية، أو على الأقل إعادة النظر فيها من باب الإخوة، منتهى الجليطة ان يصدر مثل هذا الكلام عن سياسي مسؤول، وأرجو من السيد هنية ألا يسيء فهمي لأنني أتحدث إليه من نفس الباب باب الإخوةrsquo;.
ثم ندم زميله شريف خفاجي ليداعب هنية قائلاً: lsquo;من هو إسماعيل هنية الذي يطالب مصر بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد أو تعديلها، أليس في ما يطلب أو يدعو إليه مساس بالشأن الداخلي لمصر، ثم لا ينشغل ذلك الهنية، بوقف العدوان الإجرامي المستمر من جنود الاحتلال على بلاده بدلا من توجيه النصح والإرشاد لغيرهrsquo;.
والمهاجم الثالث لهنية في نفس العدد كان زميلنا السيد النجار بقوله: lsquo;لم ينس هنية أن يصطاد في الماء العكر بالإشارة إلى ما سبق أن طرحته حماس من إقامة منطقة تجارة حرة في رفح، ويرى أن ذلك الحل الدائم لشبكة الأنفاق ومعبر رفح، ألا لهنية أن يعرف أن مشاكل وهموم سكان غزة كثيرة وتحتاج منه كل جهد وتفكير، أما سيناء فأمنها في أيدينا ولا بديل عن هدم أنفاق الخراب، والدمار، ومعبر رفح ليست لدينا أي مشكلة فيه وابتعدوا عن فكرة المنطقة الحرة وفكروا في الحل الشامل مع إسرائيل سواء كان بالمقاومة أو السياسةrsquo;.

تصريحات تليق بتلفزيون اطفال

وإلى معركة أخرى خاضها في اليوم التالي ndash; الخميس ndash; في lsquo;اليوم السابعprime; سكرتير عام تحريرها زميلنا محمد الدسوقي رشدي ضد صديقنا حازم صلاح أبو إسماعيل رئيس حزب الراية بقوله عن كلامه عن سد النهضة في أثيوبيا: lsquo;حازم صلاح أبو اسماعيل خرج من بطن البلاعة الفكرية التي يتقوقع بداخلها ليعلن للجميع أن دولة خليجية ndash; يقصد الإمارات طبعاً هي التي دبرت المؤامرة ضد مصر، وشاركت في تمويل سد النهضة انتقاما من مرسي، طبعا واضح من تصريح الشيخ حازم تأثره بطريقة تفكير بقلظ بينما كان يتحدث مع ماما نجوىrsquo;.
وهو يقصد الإعلامية الفنانة نجوى إبراهيم عندما كانت تقدم في التليفزيون المصري برامج للأطفال وكان فيها شخصية بقلظ.

سد النهضة: lsquo;نصرني الشباب وخذلني الشيوخrsquo;!

ومن بعض المعارك السريعة الى بعض المعارك حول حركة تمرد وسد النهضة في اثيوبيا وبدأها يوم الثلاثاء زميلنا في جريدة lsquo;عقيدتيrsquo; الدينية موسى حال، بإشادته بالشباب القائمين عليها بقوله: lsquo;نصرني الشباب وخذلني الشيوخ، هكذا قال رسول الله ndash; صلى الله عليه وسلم ndash; وهكذا تؤكد النظرية التاريخية والاجتماعية وهي أن الشباب هم مناصرو الدعوات والثورات على ثوابت الجهل والفسق والكفر، وأن الشيوخ بصفة عامة هم من يقف أمام أي دعوة إصلاحية تهدم ما تربوا عليه من أثام، فالشباب دائماً يناصرون الرسل والدعوات ومفجري الثورات ولا أدل على ذلك من شباب 25 يناير وشباب lsquo;تمردrsquo;، فشباب lsquo;تمردrsquo; الذي يتغنى بهم جموع الشعب الآن نرى فيهم عنفوان الشباب وإخلاص الزهاد وتفاني العباد، وأنهم من خيرة العباد، ولذلك أقبل عليهم الجميع خاصة أحزاب المعارضة لالتماس البركة فيهم والتآسي بمسلكهم، شباب lsquo;تمردrsquo; يعدون الجيل الثاني لشباب 25 يناير، ظنوا أن الحياة ستتغير للأفضل ظنوا خيراً في الإخوان أصحاب السلطة والمعارضة لكن خاب ظنهم، فالمعارضة خذلتهم وأصبحت مجموعة من الشخصيات الباهتة فالبرادعي مشغول بسفرياته ولا يلتقي مع الشعب إلا إذا استضافته قناة فضائية، عمرو موسى دخل المعارضة غلط فهو غير مقتنع بالإخوان والشباب، أما الأخ حمدين صباحي فهو عاشق للقاءات الفضائية والسفريات للخارج، أما الأخ أبو الفتوح فهو لا رائحة له ولا لون، أما باقي شخصيات المعارضة فهي شخصيات لا تمثل إلا أنفسهم وأما الإخوان الذين حصدوا حصاد الثورة وخزنوه في مخازنهم الخاصة فقد يأس منهم الشباب وضاق صدر الشعب المصري منهم في المقابل قامت حملة lsquo;تجردrsquo; قام بها الشيوخ فبات مصيرها الفشلrsquo;.
والحقيقة أن موسى في غمرة حماسته لشباب تمرد، ظلم البرادعي وعمرو موسى وحمدين، والسيد البدوي رئيس حزب الوفد وغيرهم من قادة أحزاب جبهة الإنقاذ لأنهم استمروا في مواقفهم الصارمة لنصرة الثورة والديمقراطية.

lsquo;الوفدrsquo;: حسنا فعلت حركة lsquo;تمرد

وفي نفس اليوم ndash; الثلاثاء ndash; أشاد ابننا وزميلنا في lsquo;الوفدrsquo; إبراهيم عبدالمعطي بحركة تمرد قائلاً: lsquo;حسنا فعلت حركة lsquo;تمردrsquo; عندما دعت القوى الوطنية إلى الاتفاق على مرشح رئاسي واحد هذه الدعوة خطوة نحو الاستفادة من أخطاء ثورة يناير في البدايات، إذ نجحت الثورة في اقتلاع الرئيس السابق حسني مبارك لكن الثوار لم يفكروا في مرحلة ما بعد خلع lsquo;مباركrsquo; وكانت النتيجة ان جلس المجلس العسكري على عرش مصر، لكنه أدار المرحلة الانتقالية مرتبكاً، وأتاح للإخوان مساحات لم تتح لغيرهم وكان ذلك بتوصية من الولايات المتحدة الأمريكية التي منحت ثقتها للإخوان وحاولت تجربتهم في الحكم ولما وصلوا الى الحكم كانوا نقمة على الوطن، استفادت حركة lsquo;تمردrsquo; من الدرس ويجب ان تستعد من الآن لمرحلة ما بعد lsquo;مرسيrsquo; عندما اندلعت الثورة لم يفكر الثوار في مرحلة ما بعد lsquo;مباركrsquo; واليوم الفرصة متاحة للتفكير فيما بعد رحيل lsquo;مرسيrsquo; عن الحكم لا يكفي هدم نظام lsquo;الإخوانrsquo; وحده كما فعلنا مع lsquo;مباركrsquo;، وإنما يجب ان نفكر بشكل جدي في التخطيط الجيد للمرحلة التالية لتكون مرحلة بناء بدلا من lsquo;التوهانrsquo; الذي نعيشهrsquo;.

lsquo;المصريونrsquo;: حركة
تمرد عبث سياسي

لكن هذا لم يعجب ابنا آخر لنا، هو الباحث والكاتب المهندس يحيى حسن عمر، فقال يوم الخميس في lsquo;المصريونrsquo;: lsquo;يدعي المتمردون انهم يحاكون سوابق سياسية حدثت من قبل حتى في التاريخ مثل جمع التوقيعات للوفد المصري عام 1919 وتكوين البرلمان الشعبي الموازي عام 2010 ردا على تزوير الانتخابات مثل هذه الاجراءات الرمزية تفهم في سياق تاريخي تنسد فيه منافذ الاحتكام إلى الصندوق، أما بانعدام وجود الانتخابات أصلاً كما في الحالة 1919 أو بتزويرها كما هي في حالة 2010 أما والبلاد في طريقها لانتخابات برلمانية يشكل حزب الأغلبية فيها الحكومة وينفذ عن طريق تواجده في المجلس التشريعي والسلطة التنفيذية ما يشاء من البرامج الإصلاحية، فان اللجوء لمثل هذه الاجراءات يعد من قبيل العبث السياسيrsquo;.

اثيوبيا اعلنت بناء السد
بعد مغادرة مرسي لها

أما بالنسبة لسد النهضة الاثيوبي، فقال عنه في نفس اليوم زميلنا سعيد الشحات أحد مديري تحرير lsquo;اليوم السابعprime;: lsquo;في 14 مايو عام 1964، أعطى الزعيم الخالد جمال عبدالناصر إشارة البدء بتحويل مجرى مياه نهر النيل، كان ذلك بحضور الزعيم السوفيتي lsquo;خروشوفrsquo; واستكمالا لبناء مشروع السد العالي الذي يعد رمزاً لنضال مرحلة قادها عبدالناصر من أجل استقلال مصر ونهضتها، الثلاثاء أعلنت اثيوبيا تحويل مجرى مياه النيل لإنشاء سد النهضة والمفارقة ان موعد الإعلان يأتي في الشهر نفسه الذي اعلنت فيه مصر تحويل مجرى النهر، وبعد ساعات قليلة من عودة الرئيس مرسي من اثيوبيا بعد مشاركته في أعمال القمة الأفريقية، بين ما فعلته مصر عبدالناصر، وما تفعله اثيوبيا الآن تسع وأربعون عاما، تبدلت فيها أحوال وتغيرت سياسات ولم تعد مصر إلهاماً للقارة السمراء، كما كانت في زمن عبدالناصر حيث تأسست سياسات كثيرة تم السير فيها على أساس أن القارة ظهير مصر الأمني، ومنبع النيل الذي تعيش عليه مصرrsquo;.
إييه، إييه، وهكذا ذكرنا سعيد جزاه الله كل خير، بالذي كان ياما كان بالذي حدث في عهد خالد الذكر وسالف العصر والأوان، وهذا الاحتفال الذي أشار إليه حضره أيضا ملك المغرب الراحل محمد الخامس الذي كانت فرنسا قد اعتقلته وعزلته أثناء نضال اشقائنا ضد احتلالها، وعينت بدلاً منه الجلاوي باشا، كما حضره الرئيس العراقي وقتها عبدالسلام عارف.

خازوق مصر وخازوق اثيوبيا

المهم انه في نفس العدد قام زميلنا وأحد مديري التحرير عبدالفتاح عبدالمنعم مشكوراً مأجوراً بتوضح فارق بين جوهري كان غائباً عني على الأقل بين نهضة اثيوبيا ونهضة الإخوان هو: lsquo;الفرق كبير بين مشروع النهضة الوهمي لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي وrsquo;سد النهضةrsquo; الاثيوبي وهو أن الأول تحول الى lsquo;خازوقrsquo; للشعب المصري كله، أما الثاني فهو lsquo;خازوقrsquo; ثاني قدمه الشعب الإثيوبي هدية للرئيس لإخواني محمد مرسي في زيارته الأخيرة وتقديرا لدور الإخوان في تدهور الحال والأحوال في مصر المحروسة، نحن لبسنا خازوق الوهم الذي روج له الإخوان ومشايخ السلفية الذين وصل بهم الحال ان يقوموا بتشبيه حكم مرسي بحكم الفاروق عمر بن الخطاب، أما شعب اثيوبيا فله النهضة والعزة والكرامة لأن لديه قيادة قوية تريد تحقيق نهضة حقيقية لبلده، وليس نهضة أونطة كما فعل مرسي والإخوان بشعب مصرrsquo;.

lsquo;الحرية والعدالةrsquo;: لم تعرف
مصر رئيسا ارحم من مرسي

وإلى بعض من المعارك العنيفة الدائرة حول الرئيس محمد مرسي، بسبب سياساته وقراراته وتصريحاته، وقول زميلنا الإخواني عامر شماخ يوم الخميس في lsquo;الحرية والعدالةrsquo; مشبهاً إياه بالرسول صلى الله عليه وسلم: lsquo;الاستفزازات التي يتعرض لها السيد رئيس الجمهورية من جانب هؤلاء المعارضين كفيلة ndash; لو كان هناك آخر غيره في السلطة ndash; بانقلاب عليهم وسجنهم وترويعهم وهذا ما كان يحدث في العهود السابقة حيث لم يكن أحدهم يجرؤ على ذكر اسم الرئيس مجرداً، ولم يكونوا يعرفون الطريق المؤدية الى قصر الاتحادية فلما من الله علينا برئيس يعرف ربه ويعرف حق شعبه عليه ويواصل الليل بالنهار من أجل استنقاذ بلده مما هو فيه اصطنع هؤلاء lsquo;المغاويرrsquo; الحروب ضده وباتوا يشكلون العصابات لإفشال حكمه، فمنهم من يطلق الشائعات للانتقام منه ومنهم من تفرغ لإحراق المباني والمؤسسات وقطع الطرق وتعطيل وسائل المواصلات، فلا تكاد تمر ساعة إلا وهناك حريق مشتعل تجاهد الرئاسة في إطفائه ثم تتفرغ لطمأنة الجماهير وحثها على الصبر واحتمال أذى هؤلاء العبيد، وأنا أؤكد أن lsquo;مرسيrsquo; لن يكون مستبدا يوما ما، لأنه يدرك ثقل التبعة الملقاة على كاهله ويعلم ndash; قبل دخوله القصر ndash; ان ابتلاءات عظيمة سوف يتعرض لها ومن ثم فقد تهيأ لتلك المواقف محتسباً أجره على الله متذرعا بما تذرع به النبي ndash; صلى الله عليه وسلم ndash; عندما أزمع في بناء دولته الرشيدة، فعفا عن المتجاوزين بل استغفر لهم وشاورهم في الأمر وما هي إلا سنوات معدودات حتى قويت شوكة الدولة وتجاوزت المحلية وصارت مثالا في الحق والقوة والحرية، أن مرسي جاء ليخرجهم من عبودية مبارك ومن سبقه من الحكام الى حيث الحرية والكرامة.
وإلى حيث فطرة الله التي فطر الناس عليها وإذا كانوا مصرين على الرفض ولا يستوعبون ذلك فإن الزمن كفيل بأن يداوي أمراض قلوبهم ويذهب رفع ملولهم وغشاوة أعينهم وهكذا العبيد تمنعهم بلادتهم ومحدودية ذكائهم من الإسراع الى الحق ومن السير في مواكب الأحرارrsquo;.

الرئيس مبارك كان يتقبل ايضا الهجوم عليه

وهذه ليست المرة الأولى التي يشبه فيها عامر الرئيس بالرسول صلى الله عليه وسلم، فقد فعلها من قبل، كما شبه منذ أكثر من شهر في نفس المكان خيرت الشاطر بالرسول أيضاً، وكان قبلها أيضا قد هدد الله سبحانه وتعالى أن هو أدخل خالد الذكر الجنة بعد حسابه، إما نفيه تعرض الرئيس السابق للهجوم، فهو أمر معيب منه، لأن الإخوان هم الذين كانوا يعارضون بتحفظ وهم يتحدثون عن مبارك، بينما غيرهم هاجموه بعنف هو وزوجته وابنه جمال بأعنف العبارات وأولهم زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل الذي كتب مقالا قال فيه أنه يشعر بالعار لأن مبارك رئيسه وطالب بعزله كما شارك في الهجوم بضراوة زملاؤنا وأصدقاؤنا بلال فضل وإبراهيم عيسى، والرسام الموهوب عمرو سليم، وجمال فهمي وعبدالله السناوي ومجدي أحمد حسين، وحمدين صباحي، وعبدالعظيم مناف، وغيرهم كثير.
وإلى lsquo;اللواء الإسلاميrsquo; وزميلنا زغلول عبدالحليم وقوله عن الرئيس: lsquo;الرجل الذي على رأس الحكم الآن اختاره الشعب في حرية كاملة وبنسبة واحد وخمسين وثمانية عشر من مائة في المائة في الدول التي نصفها بالديمقراطية، وكانت الأنظمة الفائتة تحصل على ثلاث تسعات وكنا نراها تعمل قريباً منا وفي أوروبا أيضاً ولكنها الشرقية أيام المد الماركسي، في مصر الآن نظام ديمقراطي يمر بمرحلة انتقالية حادة، وأصعب ما فيها انها بمرجعية إسلامية، ولننظر الى حماس صاحبة المرجعية الإسلامية وما يحدث لها من القريب والبعيد، فالقضية هي محاربة أن تقوم الأمة على مرجعية إسلامية.
- النظام الحاكم في مصر تقوم على مرجعية إسلامية.
- النظام الحاكم في ليبيا يقوم على مرجعية إسلامية.
- النظام الحاكم في تركيا يقوم على مرجعية إسلامية.
- نظام الحاكم في إيران يقوم على مرجعية إسلامية.
lsquo;مع اختلافنا معهrsquo;، إذن هي حرب على المشروع الإسلامي أو المرجعية الإسلاميةrsquo;.
لكن زميلنا الرسام محمد عبداللطيف فاجأ يوم السبت في lsquo;اليوم السابعprime; زغلول بخبر غير سار، إذ ادعى انه كان حاضرا في اجتماع الجمعيات الخيرية الأهلية واستمع الى كلمة الرئيس التي قال فيها: أنا عارف كويس قوي، مين بيقول إيه، أزاي، علشان إيه، وشاهد أحد الحاضرين السكارى وفي يده زجاجة خمر والعياذ بالله، وهو يقلد المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم ويقول للرئيس، وإييييييه ترللم، ترللم.

الخلاف بين الجماعة والمرحوم
سيد قطب ومجموعته

وإلى حلقة أخرى من تزوير التاريخ والتي كشفها الى حد ما، مشكوراً مأجورا المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف في الحلقة الثامنة من ذكرياته والمنشورة يوم الثلاثاء 21 مايو في ملحق خاص بجريدة lsquo;الحرية والعدالةrsquo;، ويعدها زميلنا عبده مصطفى دسوقي، وفيها يكشف بتفصيل اكثر عن الخلاف الذي كان موجودا بين الجماعة، وبين المرحوم سيد قطب ومجموعته والتي قبض عليها عام 1965 فيما عرف بقضية تنظيم سيد قطب، وكان في السجون عدد آخر من الإخوان وقياداتهم المحكوم عليهم في قضية 1954 المعروفة بمحاولة اغتيال عبدالناصر ndash; آسف، أقصد خالد الذكر، وكان عاطف قد أشار من قبل عندما كان في سجن طرة بالقاهرة الى الخلافات الفكرية مع هذه المجموعة، ويقول عاكف عن نقله مع آخرين الى سجن منقباد في الصعيد: lsquo;انضم إلينا عام 1968 ما يقرب من سبعين أو ثمانين أخاً من قضية 1965 وقد نشأت في بعضهم بذور فكر التكفير وقد بذلنا معهم جهدا كبيرا، فهم أخوة كرام نحبهم ولكن تفكيرهم كان قد اضطرب من جراء الأحداث التي مروا بها والتعذيب الذي لا قوه وعدم وجود من يوجههم التوجيه السليم، وظللنا من عام 1968 حتى 1971 نحدثهم ونحاورهم ودارت بيننا وبين المستشار حسن الهضيبي رسائل وحوارات كتب على ضوئها كتابه: lsquo;دعاة لا قضاةrsquo;، جمع فيه النقاط التي يثيرها أصحاب هذا الفكر ود عليها ردا شافيا ثم أتى الأمر الحاسم من الإمام الهضيبي وأرسل إلينا، من أراد أن يلتزم بفقه وفكر الإخوان فأهلاً ومرحبا به ومن لم يرد تلك فليفارقنا ويلتزم بالطريقة التي تعجبه فالتزم جميع الإخوان تقريبا بالصف، وبداية اتجاههم هذا الاتجاه انهم كانوا يمتثلون بفكر سيد قطب ويقولون انه هو الذي يقول ذلك والحقيقة انهم هم الذين لم يفهموا سيد قطب، وبالنسبة لكتاب lsquo;معالم في الطريقrsquo; الذي اتهم به الشهيد سيد قطب فقد قرأناه قبل أن يصدر بعد تداوله حيث ارسل قطب إلينا الكتاب قبل طباعته ارسل لي باسمي خطابا مخصوصا يستثيرني فعدلت بعض العبارات التي يمكن أن تحمل أكثر من وجه فليس كل من سيقرأ الكتاب سيدرك الحدود الفاصلة بين تكفير الأفعال وتكفير الأشخاص لكن البعض أقنعوا أنفسهم بما أرادوا بعدما رأوا من الأفعال الشنيعة في محاربة الإسلام وأهله، ولم يكن هناك متسع من الوقت ليرد هو عليهم لا سيما مع التضييق الشديد في داخل السجن والحق ان سيد قطب كما أعرفه على خلق قويم وفهم دقيق ولم يكفر الناس وهذا ما أكده لي الاستاذ عمر التلمساني بعدما قابله في مستشفى طرة بعدما كتب كتاب lsquo;معالم في الطريقrsquo; الذين اتهموه بذلك وأعدموه وعبدالقادر عودة والشيخ فرغلي ويوسف طلعت نقول فيهم حسبنا الله ونعم الوكيل وحسابهم عند اللهrsquo;.

حقيقة الدعوة للعنف وتكفير المجتمع والنظام

والملاحظ هنا هو التناقض في كلام عاكف عن سيد قطب، فهو يريد أن ينفي عنه دعوته للعنف وتكفير المجتمع والنظام، ويتهم أنصاره بأنهم لم يفهموه، وهم الذين اعتنقوا أفكارا اعنف، ومنهم المرشد العام الحالي ومحمود عزت الأمين العام ونائب المرشد، ورشاد بيومي ndash; وكانوا مع غيرهم شبابا في هذه القضية وهم الذين أعدوا خطط الاغتيالات والتفجيرات والتدريب على السلام في بعض الشقق وفي منطقة جمصة وعاكف نفسه يعترف بأنه لم يوافق على عبارات في مسودة الكتاب لأنها تحمل اكثر من وجه، والخلط بين تكفير الأشخاص وتكفير الأفعال، بالإضافة الى رفض المرشد العام الثاني المرحوم احمد حسن الهضيبي هذا الكتاب وتحذيره الإخوان في سجون طرة وغيرها ممن التقوا مع سيد قطب من الاختلاط به، أو مناقشته بعد أن بلغه ما يدعو إليه ابتداءا من عام 1955، في سجن طرة بالذات، وهو ما اعترف به سيد قطب نفسه في رسالته الى خالد الذكر، والتي نشرنا من قبل معظمها نقلا عن صحيفة lsquo;المسلمونrsquo; التي قامت بنشر نصها كاملا على حلقات واعترف فيها سيد قطب بشجاعة بحكاية الاسلحة والتنظيم، وهاجم النظام، والأمر الغريب انه رغم رفض إخوان 1954 ومرشدهم أفكار سيد قطب وتحذيرهم الإخوان منه، فان الكتاب معالم في الطريق، صدر في القاهرة عام 1964 عن مكتبة وهبة بكل عباراته التي اعترض عليها الإخوان واعتبروها تكفيرا للمجتمع والنظام ودعوة للعنف، ثم الأعجب أن يكون مرشد الإخوان الحالي وقادة مكتب الارشاد ورئيس الجمهورية من هذه المدرسة، التي كان يقاومها المرشد العام الثالث المرحوم عمر التلمساني الذي واصل اتباع خط المرشد الثاني أحمد حسن الهضيبي واستمر الخط بعد وفاته مع المرشد الثالث المرحوم محمد حامد أبو النصر، لأن التلمساني كان مخلصاً لما انتهوا إليه في السجون من أن سبب نكبات الجماعة صدامها العنيف المتواصل مع الأنظمة، أيام الملك ومع خالد الذكر، وهو الذي غير موقفها من قضية تعدد الأحزاب بعد خروجه من المعتقل عام 1982، إذ أعلن ايمانها بالإضراب ولم تكن تعترف بالتعددية الحزبية منذ مؤسسها حسن البنا في عام 1928، وحتى التلمساني نفسه في عام 1981، وكتاباتهم موجودة ومنشورة في صحفهم ومجلاتهم وكتبهم التي أصدروها.

الجماعة ومرحلة
الخروج من العمل السري

هذا وقد ذكرنا بالتلمساني ndash; عليه رحمة لله ndash; زميلنا وصديقنا الإخواني بدر محمد بدر بقوله عنه في lsquo;أهرامrsquo; الأحد: lsquo;نجح الأستاذ التلمساني في قيادة الإخوان المسلمين للانفتاح على المجتمع في أوائل الثمانينيات والمشاركة الفاعلة والايجابية في الحياة السياسية والمساهمة العملية في الضغط من أجل الإصلاح السياسي وعندما استكملت الجماعة هيكلها التنظيمي في تلك الفترة أصبحت حاجتها ملحة للخروج من دائرة العمل السري المطارد أمنياً إلى دائرة أوسع من الحركة والعمل الميداني لتربية وتوجيه وتثقيف الكوادر وإكسابهم خبرات وتجارب أكثر أهمية في العمل الدعوي والسياسي، وخاض الاستاذ التلمساني مناقشات وحوارات لإقناع الإخوان بأهمية المشاركة السياسية والنزول بقوة إلى الشارع والتعامل الايجابي مع الظروف المحيطة خصوصا ان الجماعة في تلك الفترة كانت تتعرض لضغوط أمنية متزايدة وهو ما دفع فضيلة المرشد العام للمضي قدماً في الانفتاح على المجتمع كوسيلة ايضا لتخفيف الضغط الأمني وحصل على موافقة مجلس شورى الجماعة عام 1983 بالمشاركة الايجابية في العمل السياسي وتفويض المرشد العام في تفعيل القرار، كانت رؤية الاستاذ التلمساني تتلخص في أن العمل السياسي والعام، بالإضافة الى انه جزء لا يتجزأ من صميم فهم الجماعة للإسلام بشموله وكماله وصلاحيته للتطبيق في كل زمان ومكان فهو أيضا يفتح الباب أمام أفراد وقيادات الإخوان للعمل والتأثير داخل المجتمع وتقديم صورة صحيحة وحقيقية عن دعوة الإخوان وهو ما أسهم بوضوح في تأسيس المرحلة التي تعيش فيها الجماعة الآن ويتولى رموزها مناصب رئيس الدولة ورئيس مجلس الشورى ووزراء ومحافظينrsquo;.