تركي الدخيل

عندما نناقش تجدد أساليب الإرهاب وتغير طرقه واستراتيجياته وأهدافه لا يمكننا بتاتاً أن نغفل أن المرأة موضوع مستغل من قبل القيادات الإرهابية بغية التجنيد. وإذا كانوا يقولون علّم رجلاً تعلم فرداً وعلّم امرأةً تعلم عائلةً، فإن منطق الإرهاب استخدم نفس هذه العبارة، جنّد رجلاً تجند فرداً، لكن جند امرأةً تجند عائلةً. أسماء نسائية عديدة طرحت أسماء شريكة في الإرهاب وصنعه وفي العمليات وسبل توسيعها وترسيخ آثارها وأدوارها. بعض الإرهابيين احتموا بالسكنى عند النساء، والبعض الآخر يتنقل بالعباءة النسائية، وهذه هي المشكلة أن الإرهاب استغل الثقافة quot;الحريميةquot; المبالغ فيها بالمجتمع من أجل الاحتماء بها واللوذ بها.

لفت نظري تحقيق مميز نشر في هذه الجريدة وأعدته الصحافية حسنة القرني حول المرأة والإرهاب والتجنيد، من ضمن ما يهم إيراده هنا ما قاله الدكتور محمد المحمود:quot;لابد من قراءة الحراك الإرهابي على مدى 12 سنة الماضية والتي استغلت المرأة فيها قناة للوصول إلى ما لا يستطيع الوصول إليه حتى إن الرجل في أحيان كثيرة تلبس بلباس المرأة بهدف تجاوز عقبات التفتيش التي تتعثر بسبب الخصوصية النسوية ما يؤكد استخدام خصوصية المرأة من قبل التنظيمات الإرهابية، من الضروري التنبه إلى الدور الذي باتت تلعبه المرأة في التنظيمات الإرهابية حيث لم تعد مجرد ضحية حيث تبين عند القبض على بعضهن إلى أنهن كن ممارسات وصانعات ومنتجات للعمل الإرهابيquot;!

المسؤولون يعلمون أن الرقابة على الإرهاب في الأوساط الرجالية أكثر منها في الأوساط النسائية، ولا يمكن إنكار وجود أنشطة تحريضية ذكر فيها اسم أسامة بن لادن بالتبجيل في مناشط نسائية وبخاصةٍ المؤسسات التي تنشط في المساء من جمعيات ونشاطات وغيرها. الوسط النسائي لا بد أن يكون موضع اهتمام وتوعية في الخليج عموماً إذ تزرع بذور أفكار إرهابية في أوساط نسائية هي بمنأى عن الرقابة الرسمية إلى أن تكون تلك الأوساط متلوثةً بالإرهاب ويصعب علاجها، مثل النساء اللواتي هربن إلى اليمن أو العراق وهنّ سعوديات لكن لوثة الإرهاب أدركت منهن مدخلاً.

بآخر السطر، علينا أن نعلم أن الإرهاب يتجدد بخلاياه ويجدد من جلده وهو ليس على لونٍ واحد، أو أسلوبٍ واحد بل يغير ويبدل ولئن لم ننتبه إلى التجنيد النسائي فسنكون بالفعل أهملنا مرضاً لابد من مبادرته بالعلاج السريع.