مبارك مزيد المعوشرجي

من المعروف أن الدكتور محمد مرسي كان مرشح الإخوان الاحتياطي لمنصب رئيس الجمهورية المصرية بعد شطب المرشح الأصلي خيرت الشاطر لأسباب دستورية وفجأة أصبح السجين المهرب من سجن وادي النطرون في سيناء قبل أشهر قليلة رئيسا لأكبر دولة عربية افريقية بدعم مالي ومعنوي وسياسي من الإخوان في العالم أجمع.


دكتور مرسي رجل غاب عن الساحة السياسية المصرية طويلا إما لعمله في الخارج وإما سجنه في الداخل وتنقصه الخبرة والتجربة العملية لإدارة دولة بحجم مصر وشعبها فتخبط في قراراته وخسر حلفاءه وولى المقربين إليه ولحزبه ما استطاع مناصب الدولة القيادية محاولة منه لأخونتها وهنا قد نقول إن مرسي قد فشل وهناك من يقول إن دكتور مرسي لم يكن أكثر من واجهة للحكم لا أكثر ولا أقل وإن القرارات المهمة كانت بيد المرشد العام لجماعة الإخوان دكتور محمد بديع وسعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة وغيرهما الكثير فتقاسموا مصر وخيراتها فتولوا وولوا المناصب العليا لهم ولأنصارهم.
وهنا نقول إن من فشل هم الإخوان كحركة سياسية وصنيعتهم الدكتور مرسي، ويقول آخرون إن تخلي مرسي والإخوان عن دول الخليج العربي ومصادرة استثماراتهم الضخمة وهم من مول ودعم إعلاميا وماليا ثورة 25 يناير وساهموا في وصول الإخوان إلى الحكم وتحولوا إلى إيران سعيا منهم للتمويل وجعلوا منها حليفا استراتيجيا ولكن إيران لم تعط مصر إلا الوعود والأوهام واقتصر دورهم على نشر المذهب الشيعي فيها وتحييدها في القضية السورية وبعد متابعة دقيقة للأحداث التي جرت أخيراً في مصر من خلال الإعلام العربي والدولي يمكن القول إن الأمور الثلاثة مجتمعة.
جهل مرسي في إدارة الدولة وتسرع الإخوان في محاولة الانفراد بالحكم، وإقصاء القوى السياسية التي شاركت في 25 يناير وتخليها عن العرب وابتزازهم بالتحالف مع إيران. أمور ثلاثة هي ما عجل بفشل أول تجربة انتخابية ديموقراطية نزيهة في مصر بعد ستة عقود من الحكم العسكري الديكتاتوري.