&«بيغيدا» تريد تحميلهم المسؤولية وكأنهم من يقرر سياسات ألمانيا

&&صدمة الفرنسيين كانت كبيرة بعد الحادث المسلح على مقر الصحيفة الساخرة «شارلي ايبدو» الاربعاء الماضي، والذي أوقع اثني عشر قتيلا وعشرة جرحى، حسب احصاءات الشرطة الفرنسية. الصدمة كانت بسبب التعدي على حرية الكلمة، وحرية الصحافة المقدسين في فرنسا وأصابت في مقتل اربعة من كبار رسامي الكاريكاتير الفرنسيين، الا أن الصدمة الأشد والتي لم يركز عليها الاعلام الغربي بالمثل أصابت مسلمي أوروبا، والذين يكافحون بشتى الطرق الصورة النمطية التي ينظر بها بعض الأوربيون إليهم، ويحاولون صد موجات العداء للإسلام، والتي أصبحت تنمو نمو النار بالهشيم وتعرض حياتهم وثقافتهم للخطر.
ولعل ما رأيناه من هجوم على المساجد في فرنسا عقب الحادث الإرهابي في باريس بالرغم من إستنكار المسلمين للحادث، واعتباره إرهابيا، وما سبقه من اعتداءات قبلها في السويد، وايضا في المانيا وغيرها من الدول الاوربية، ينذرنا بأن الوضع قد يصبح خطرا، وأن خشية المسلمين في أوربا على أنفسهم منطقية ولها دوافعها ومبرراتها.


الباحث في شؤون الإرهاب في المانيا «ميشائيل لوردز «أعرب في حديث تلفزيوني أجرته معه محطة N24الاخبارية الالمانية أن حركات متطرفة مثل حركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» والمشهورة بأسم «بغيدا» وغيرها قد تحاول استغلال الحادث الارهبي في فرنسا لتكثيف نشاطاتها الداعية لمحاربة المسلمين. وقال أنه» بالرغم من أن المشاكل الاقتصادية التي نحياها يتأثر بها المسلمون الالمان ايضا، الا أن هذه الحركات تريد تحميل المسلمين المسؤولية وكأنهم هم من يقررون سياسات المانيا الاقتصادية والسياسية» وقال الخبير الالماني «تريد هذه الحركات والعديد ممن لف لفهم، انتقاد البطالة، والمخصصات القليلة، والضرائب، وارتفاع الاسعار، الا أنهم لا يجرأون على ذلك، وبدلا منها يحاولون إقناع انفسهم وإقناع الاخرين بأن المسلمين هم السبب لكل المشاكل الذين يواجهونها، وبأن الحل يكمن في مهاجمتهم».


وبالرغم من التأكيدات الحكومية الالمانية، بأن المسلمين لا يشكلون منافسا للعاطلين عن العمل من الالمان، مثل تصريحات رئيس وكالة التوظيف الاتحادية «فرانك يورغ فايسة» لصحيفة دي فيلت الالمانية في وقت سابق والذي قال أن «المهاجرين لا ينافسون الألمان العاطلين عن العمل في الحصول على وظائف، معتبرا أن معظم المهاجرين هم متعلمون ولديهم خبرات مهنية، وبأن الدولة الالمانية لديها نقص كبير في العديد من المهن التي تحتاج إلى تعلم وكفاءة، وبأن وجود المهاجرين يشكل رافدا مهما لشغر هذه الوظائف».
بالرغم من هذا كله نجد ارتفاعا كبيرا وتزايدا واضحا في نفوذ الحركات المتطرفة المعادية للإسلام حيث أفاد 29٪ من المشاركين في استطلاع أجرته شركة فورسا، بأنهم يرون أن حركة بيغيدا، اليمينية المتطرفة محقة في ما تفعله، فيما أوضح 13٪ من المشاركين أنهم يمكن أن يشاركوا في الاحتجاجات التي تنظمها «بيغيدا» في حال نُظمت النشاطات بمناطق إقامتهم أوفي مناطق قريبة منهم، بالاضافة إلى أن 71٪ من المهتمين بحزب «البديل لأجل ألمانيا» الداعم لاحتجاجات «بيغيدا» يساندون المظاهرات المناهضة للإسلام والأجانب، كما ذكر الاستطلاع أن 10٪ من المشاركين أوضحوا أنهم يمكن أن يصوتوا لحزب يكافح الإسلام في ألمانيا بالانتخابات المقبلة.
المسلمون مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى باتباع سياسات اعلامية واضحة، تدعو إلى إعتبارهم جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الذين يعيشون فيه، ويجب عليهم وضع اليات واضحة لمكافحة موجات العداء ضد الإسلام، ولا يتأتى ذلك الا من خلال تعاون إسلامي مسيحي لتفويت الفرصة على الحركات المتطرفة من اتخاذ ستار الدين غطاء لعنصريتهم، كما يجب على المنظمات الإسلامية أيضا التنسيق مع المفكرين والاعلاميين والباحثين الذين أنصفوا الإسلام في أوروبا، ودعوا إلى فصل واضح بين المشاكل التي تعيشها أوروبا وبين وجود المسلمين فيها.


يجب أن يعاد إلى الأذهان في ظل هذه الأوضاع الحرجة كيف ماتت « توتشي البيرق» الفتاة الألمانية المسلمة من أصل تركي، والتي ماتت بيوم عيد ميلادها الثالث والعشرين، بعد أن أنقذت فتاتين من الضرب و الاغتصاب في أحد مطاعم ماك دونالد بمدينة أوفن باخ الالمانية.
لعل هذا كله يشكل ردا على البعض الذين يريدون جعل المسلمين كبش فداء أو شماعة تعلق عليها مشاكلهم.
&