&أكدت تقارير إعلامية وجود خلافات عميقة بين قيادات تنظيم "داعش" في سورية، مشيرة إلى أن هذه الخلافات تجاوزت مرحلة التباين في وجهات النظر، إلى مواجهات مسلحة يستخدم فيها كل طرف مؤيديه لتصفية الطرف الآخر. وأضافت أن السبب الرئيس في هذه الخلافات يعود إلى التنافس على قيادة التنظيم.


واستندت التقارير على شهادات منشقين عن التنظيم، التي أكدت أن عدداً من القادة الميدانيين رفضوا ترك مناصبهم لصالح آخرين. إضافة إلى وجود أسباب أخرى للخلافات، بعضها ذو طابع عرقي، مشيرة إلى قادة التنظيم الذين ينحدرون من الشيشان يشعرون أنهم مستهدفون من نظرائهم ذوي الأصول العربية، الذين يرى بعضهم أن دور "الأجانب" داخل التنظيم لا ينبغي أن يكون على حساب العرب، وأن دور هؤلاء لم يعد ضرورياً كما كان في السابق، أي في بدايات نشوء التنظيم.
وذهبت التقارير إلى القول إن حادثة احتجاز الطيار الأردني معاذ الكساسبة الشهر الماضي أوضحت بجلاء هذه الخلافات، مؤكدة أن قادة شيشانيين طلبوا إعدامه على الفور، بينما كان رأي نظرائهم العراقيون إبقاءه على قيد الحياة ومساومة الحكومة الأردنية، مما أثار استياء واسعاً وسط الشيشانيين الذين يرون وجود تفرقة في التعامل مع الأسرى.


واستدلت التقارير على استشراء الخلاف بين المتشددين بما حدث في محافظة دير الزور، عندما صدرت أوامر قيادة التنظيم بتعيين أحد الولاة الجدد، وهو ما رفضه الوالي السابق وصاحب النفوذ العسكري القوي، عامر رفدان، الذي يحظى بتأييد عدد كبير من أفراد التنظيم، لتندلع المواجهات المسلحة وعمليات القتل بين أنصار رفدان وباقي عناصر التنظيم.
وفي مدينة الرقة التي تعد عاصمة التنظيم المتطرف، تبدو الخلافات أكثر دموية، حيث تمت عمليات إعدام بالجملة بسبب محاولات فاشلة لعزل مسؤول التنظيم هناك، موسى الشواخ، المعروف بأبي لقمان الرقاوي، إضافة إلى إعدام كثير من المقاتلين الأجانب الذين أرادوا العودة إلى بلادهم، بعد ما تبين لهم أنهم خدعوا بشعارات كاذبة. وأكدت التقارير وصول الشواخ إلى اتفاق مع "جبهة النصرة" بهدف السيطرة على المدينة وفصلها عن التنظيم المتطرف، تمهيداً لإعلان "ولاية" مستقلة.
في سياق منفصل، هددت إحدى كتائب الثوار بإعدام 20 من أسرى جيش النظام، وجميعهم من الطائفة العلوية، في حال لم تتم مبادلتهم بأسرى من الثوار المعتقلين في سجون وأقبية نظام الأسد.
ونقلت شبكة سورية مباشر عن القائد العسكري في لواء أنصار الحق، العقيد أبو محمد قوله إن المفاوضات مع النظام تعود إلى الثامن عشر من فبراير 2013، وقد باءت بالفشل، مشيراً إلى أنه سيتم عرضهم على محكمة شرعية تفتي بقتلهم.
ميدانياً، أكد الجيش الحر مقتل وجرح العشرات من جنود النظام في مواجهات مباشرة وقعت بحي بستان الباشا في حلب، إضافة إلى تدمير إحدى طائرات النظام الرابضة في مطار حلب الدولي، بصاروخ مضاد للدروع من نوع "تاو".
&