لبنان: ردود من سلام وجنبلاط على موقف نصرالله من البحرين … و«المستقبل» سيطرح القضية على مجلس الوزراء


&&سعد الياس


&&في وقت كانت البلاد تنعم بإيجابية الحوارات القائمة بين أطراف سياسية متخاصمة وتبتعد عن السجالات، إلا أن السجال الذي نشأ على خلفية كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن البحرين خلق أجواء من التوتر بعد سلسلة ردود استغربها حزب الله خصوصاً ان الانتقادات على كلام نصرالله جاءت من رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي رفض توصيف البحرين بأنها اسرائيل ثانية، وكذلك من الوزراء نهاد المشنوق وأشرف ريفي ونبيل دي فريج وغيرهم.
فبعد تنديد مجلس وزراء جامعة الدول العربية بتصريحات نصرالله ومطالبة الحكومة اللبنانية بموقف منها، ودعوة وزير الخارجية البحرينية خالد بن محمد آل خليفة لبنان إلى «أن يقف مع أشقائه كما وقفوا معه في السرّاء والضرّاء»، واستدعاء دول الخليج السفراء اللبنانيين وتسليمهم مذكرات احتجاج رسمية، أكد الرئيس سلام في بيان أصدره «ان الموقف الرسمي للبنان من القضايا العربية والدولية تعبّر عنه حكومته التي ينطق بإسمها رئيس مجلس الوزراء، وليس أي جهة سياسية منفردة حتى ولو كانت مشاركة في الحكومة الائتلافية».


وقال «ان لبنان الذي عانى كثيراً من التدخّل في شؤونه حريص على عدم التدخّل في شؤون أي دولة، فكيف الحال إذا كانت هذه الدولة دولة شقيقة عربية مثل مملكة البحرين»، التي أكد أنّ لها «مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين الذين ساهم الكثير منهم في نهضتها ونعِموا وما زالوا ينعمون بخيرها وبالأمان في ربوعها»، وأمل «ألاّ تؤدّي أي غمامة صيف عابرة إلى تعكير أجواء الأخوة العميقة بين لبنان والبحرين أو بينه وبين أي دولة شقيقة من دول مجلس التعاون الخليجي التي لها أفضال كثيرة على بلدنا وشعبنا».
واضاف «إن مساحة التنوع السياسي الموجودة في لبنان، والتي تسمح بظهور مواقف مختلفة ومتعارضة من الشؤون الداخلية والخارجية على حد سواء، يجب ألا تكون مبرراً لإلحاق الضرر بالمصالح اللبنانية أو بعلاقات لبنان بأي دولة شقيقة أو صديقة». وفيما أكد وزير الخارجية جبران باسيل «ان كلام السيد نصرالله لا يعبر عن موقف الحكومة اللبنانية».


وعلمت «القدس العربي» أن وزير الداخلية نهاد المشنوق طلب في الجلسة الثالثة من الحوار مع حزب الله في عين التينة تقديم اعتذار من حزب الله إلى البحرين عن موقف أمينه العام الذي يترك تداعيات سلبية على لبنان واللبنانيين في دول الخليج. كما علم ان وزراء المستقبل سيطرحون هذا الملف في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل في ضوء مخاوف من إمكان انعكاساتها الواسعة على الرعايا اللبنانيين في بعض دول الخليج.
وكان النائب وليد جنبلاط اعترض على موقف نصرالله من دون تسميته منتقداً «المواقف السياسية التي تشبّه البحرين ودورها بما تقوم به إسرائيل والصهيونية التي هي العدو التاريخي للعرب»، معتبراً أنه «لا يجوز إطلاق هذا التشبيه مهما بلغ عمق الاختلاف السياسي». كما دعا إلى «العودة إلى وثيقة بسيوني التي تشكل المدخل الصحيح لحل الأزمة القائمة في البحرين التي لن تحل إلا بالحوار والتفاهم والتوافق الداخلي والمصالحة الوطنية». ورأى جنبلاط أنه «بصرف النظر عن آراء القوى السياسية اللبنانية في تطورات الواقع في البحرين، إلا انه من الضروري الأخذ في الاعتبار أن مئات الآلاف من اللبنانيين يقيمون في دول الخليج ويساهمون مساهمة فاعلة في مجتمعاته ويستفيدون من خيراته»، مشيراً إلى أن «التحويلات المالية الكبيرة لهؤلاء اللبنانيين إلى ذويهم في لبنان تلعب دوراً هاماً في الصمود الاقتصادي اللبناني، ومن غير المفيد على الإطلاق إصدار مواقف سياسية في هذه المرحلة الحساسة لا تراعي هذا الأمر».
وأعلن وزير العدل أشرف ريفي في بيان أن «حزب الله يثبت مرة جديدة أنه يلعب دور الأداة للنفوذ الايراني في المنطقة، وما المواقف التي صدرت عن أمينه العام، بخصوص البحرين سوى نموذج عن هذا الدور الذي بات يعرّض مصلحة لبنان وأمنه لأشد الأخطار، كما يؤدي إلى توتير علاقته بالدول الشقيقة والصديقة».


وقال «إن ما ألمح اليه حزب الله من تهديد مبطن للبحرين، والإساءة إليها، يتجاوز كل الخطوط الحمر، فبالإضافة إلى المشاركة في الحرب في سوريا دعماً للنظام الدكتاتوري، والتدخل في العراق واليمن، لحساب إيران وبطلب منها، تأتي التهديدات للبحرين، لتنعكس مزيداً من السلبية والأخطار على لبنان، حيث يجيز فريق لبناني لنفسه التصرف كما لو أنه مرشد الجمهورية، ومقرر سياساتها، والمتحكم في مصيرها، وهو ما نرفضه بشكل قاطع».
وأضاف «ان ما صدر عن حزب الله، يستدعي من الحكومة اللبنانية تقديم اعتذار لدولة البحرين، كونه يشكل اعتداء خارجاً عن كل الاصول، وسأطرح هذه القضية على طاولة مجلس الوزراء، وأتقدم شخصياً كمواطن لبناني، باعتذار من البحرين، آملاً أن لا يؤثر موقف حزب الله المخالف للإرادة الوطنية الجامعة سلباً، على العلاقات التاريخية بين البلدين».


في المقابل، لفت مصدر قيادي بارز في 8 آذار إلى ان حزب الله قرر عدم الرد على حملة مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، كي لا يستفيد المتضررون من هذا السجال. لكنه إستغرب حملة الردود المحلية على كلام السيد نصرالله، لأن السيّد وبالاساس في خطابه لم يقل ان كلامه يعّبر عن موقف الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية، وأعلن انه لا يريد إحراج أحد في كلامه.

وأعلن موقف حزب الله من الحراك السلمي في البحرين رغم اعتقال الشيخ علي سلمان، وبالتالي ليس هناك من مبرر لهذه الحملة مطلقاً. وسأل القيادي في 8 آذار «أين كان حرص المعترضين اليوم على كلام السيد نصرالله من حملاتهم على سوريا والرئيس بشار الاسد، حيث كانوا يطلقون الحملات العنيفة على سوريا. وكنا نقول لهم هذا الأمر يضر بمصالح اللبنانيين، فلم يكترثوا له وواصلوا هجوماتهم حتى وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم، علماً ان كلام السيد عن البحرين ودعمه للحراك السلمي ليس الأول وهو موقف معروف، بالتالي فإن الرد غير مبرر، وليس فيه أي نوع من الشطارة».

&