& نبيل مسعد


شهدت باريس أسبوع الموضة الموسمية الخاصة بأزياء ربيع - صيف 2016 الجاهزة. وإذا كان الحضور قد تهافت مثل العادة على اكتشاف الأحداث المدونة ضمن القائمة الرسمية التي تحددها غرفة نقابة الموضة الباريسية، فقد دفع به فضوله أيضاً إلى الإطلاع على هامشيات هذا الأسبوع الزاخر بالمواهب الشابة التي ستحتل في يوم قريب صدارة الجدول الرسمي المذكور.


«في ما وراء الحدود»، تلك هي التسمية التي أطلقتها مبتكرة الأزياء اللبنانية ندا تلحمة على مجموعتها الربيعية الصيفية لعام 2016 المطروحة في إطار الهامشيات المذكورة والتي تدور بذكاء حاد حول السفر ولوازمه الأنيقة من حيث الملبس. تشكيلة جميلة، مرحة وهوائية تتأقلم مع كل الأذواق والأعمار، مؤكدة أن المرأة أينما سافرت تظل سيدة الموقف ما دام مظهرها يعكس حقيقة هويتها وجاذبيتها. وأبهرت تلحمة جمهور موضة باريس بموديلاتها مطلقة الرياح الربيعية فوق خريف باريس الممطر ورافعة معناويات كل من تمتع بحضور تشكيلتها الخفيفة المكونة من موديلات صالحة للنهار والسهرة والمناسبات الرسمية ومن ثم النشاطات الرياضية، وكل ذلك بذكاء في التصميم يحسدها عليه أي مصمم منضمّ إلى لائحة غرفة النقابة.
ولا بد من ذكر ذلك، كون ندا تلحمة درست أولاً في أكاديمية الفنون الجميلة اللبنانية في بيروت، ثم في مدرسة «إيسمود» الباريسية قبل أن تعمل لدى كل من ديور وشارل جوردان وشانيل حيث عملت رسامة في قسمي الموضة الجاهزة والهوت كوتور طوال أربع سنوات متعرفة خلال هذه الفترة من حياتها المهنية على كل من إيمي ديرا وأليكس روتان اللذين طارا في ما بعد بأجنحتهما حال ما فعلت ندا. وراح الثلاثي يقدم المجموعات الثلاث في اليوم ذاته في باريس طارحاً الدليل على ما يستطيع المصمم المتخرج من عند شانيل فعله بمفرده إثر توليه رسم موديلاته وتفصيلها بنفسه.

بساطة ورقي


وللعودة إلى الوراء بعض الشيء في مشوار تلحمة، نرى أن المصممة عادت إلى بيروت عام 2004 وراحت تبتكر فساتين الأعراس لزبونات معيّنات، وأمام رواج نشاطها وسعت نطاقها مؤسسة دارها الشخصية في منطقة الأشرفية في العام 2007 ومتخصصة في الموضة الجاهزة والراقية على السواء.


وتلخص تلحمة تشكيلتها الجديدة بالكلمات الآتية: «مجموعة تمنح الحياة معناها وتبث الحياة في حواسنا سامحة لنا بالتحليق بعض الشيء»، معـــبرة هـــكذا عن الدمـــج في الموديلات المقدمة بين البساطة والرقي مع التركيز على عنصر سهولة حمل هذه الأزياء في حقيبة السفر وثم بطبيعة الحال سهولة ارتداء كل موديل منها في المناسبات اللائقة من نهارية وليلية ورياضية.
ولفتت انتباهنا التنورات غير المتناسقة هندسياً التي تذكرنا بأن ندا تلحمة تعلمت في أكاديمية الفنون الجميلة، وثم الفساتين القصيرة والسراويل الشورت وأيضاً الكومبي شورت، والأجزاء العلوية على أشكالها وأنواعها، والكل بمواد ناعمة خفيفة مزركشة ومطرزة بالدانتيل أو مطبوعة، لا تخاف الظهور في أكثر المناسبات تنوعاً ورقيّاً.