أحمد الفراج&


من الواضح أن الحزب الجمهوري ما زال يعاني من شح الشخصيات السياسية المؤهلة لقيادة زعيمة العالم الحر، وهذا ليس جديداً، فمنذ رئاسة رونالد ريجان، وجورج بوش الأب (1980-1992) ، لا يزال الحزب غير قادر عملياً على المراهنة، وبثقة، على أي شخصية، ومنذ ذلك الحين، أي منذ ربع قرن تقريباً، كان جورج بوش الابن ( 2000-2008)، هو الرئيس الجمهوري الوحيد المنتخب، وللعلم فبوش الابن لم يفز بانتخابات عام 2000 بجدارة، فقد كان الفائز الحقيقي، حسب التصويت الشعبي، هو المرشح الديمقراطي، البرت قور، كما حصل خلاف على أصوات الناخبين في ولاية فلوريدا، ثم تم حسم موضوع الفوز بالرئاسة عن طريق المحكمة العليا لصالح بوش الابن، أي أن فوز بوش في فترته الأولى لم يكن مقنعاً، هذا إذا اعتبرناه فوزاً، ثم فاز في ولاية ثانية، بعد جهد جهيد، على المرشح الديمقراطي الضعيف، وزير الخارجية الحالي جون كيري، وقد سبق أن كتبنا عن ملابسات ذلك.

تمر على الأحزاب السياسية فترات ضعف ووهن، ليس في أمريكا وحسب، بل في كل أنحاء العالم، والحزب الجمهوري الأمريكي يمر بهذه المرحلة، ففي انتخابات عام 1996، كان السيناتور بوب دول، هو أفضل مرشح جمهوري، وكان حينها كبيراً في السن نسبياً، ويفتقد للكاريزما، إضافة إلى أنه كان في مواجهة المرشح الديمقراطي لفترة ثانية، الرئيس المتألق بيل كلينتون، ولذا فقد خسر بكل سهولة، ثم كان المرشح في عام 2000 وعام 2004 هو بوش الابن، وتخيل أن يكون بوش الابن هو مرشح هذا الحزب العريق، الذي يُسمى حزب لينكولن، إشارة إلى الرئيس التاريخي، ابراهام لينكولن، أما في عام 2008، فقد كان أفضل شخصية جمهورية قدمها الحزب هو السيناتور جون مكين، وهو سياسي عريق، ومحارب قديم، ولكنه يفتقد لكل مواصفات الرئيس لأقوى قوة عالمية، وزاد الطين بلة أنه اختار الحاكمة، سارة بالين، لتكون نائباً له، وهي سيدة تصلح لكل شيء، إلا للسياسة، فعلاقتها بالسياسة تشبه علاقة شعبان عبدالرحيم بالفن، إذ كانت وبالاً على مكين، وبالتالي خسر من الرئيس الحالي باراك أوياما في نهاية المطاف.

استمر نحس الحزب الجمهوري، وخصوصاً أن أنصار الحزب اليمينيين كانوا مستائين من فوز رئيس أسمر، وقد عملوا بكل جهد ممكن للوقوف في وجه أوباما في معركة إعادة الانتخاب، في 2012، وقد تمخض جهدهم عن ترشيح الحاكم السابق، ميت رومني، وهو رجل أعمال ثري، وقد اختار عضو مجلس النواب، الشاب بول راين، ليكون نائباً له، ومع ذلك فقد خسر أمام أوباما، ما يعني أنك تستطيع أن تصنع أي شيء، ولكنك لا تستطيع أن تصنع شخصية سياسية من عيار ثقيل، فالزعامة موهبة فطرية، لا علاقة لها بالعلم والشهادات العلمية، فهل بإمكان الحزب الجمهوري أن يفك هذا النحس في الانتخابات القادمة 2016؟!. هذا ما سنجيب عليه.