&قائد الجيش اللبناني يتعهد بضرب الإرهاب وخلاياه بيد من حديد وأهالي العسكريين يرفعون علم الاستقلال فقط بعد عودة الأسرى


سعد الياس

&يحتفل لبنان &الأحد بالذكرى الـ72 للاستقلال، وسط تزايد التحديات الأمنية على الحدود وفي الداخل، ووسط استمرار خطف العسكريين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية»، وفي ظل قتال «حزب الله» في سوريا، حيث يتوالى سقوط القتلى من عناصره وآخرهم مصطفى المقدم الذي سبق أن قتل الرائد في الجيش اللبناني، وسام حنا، في طوافته فوق تلة سجد، بحسب ما أعلنت «كتائب عبدالله عزام».
ولمناسبة الاستقلال، وجه قائد الجيش، العماد جان قهوجي، أمرا أمس إلى العسكريين، ومما جاء فيه: «يطل عيد الاستقلال الثاني والسبعون، بينما تستمر معركة الجيش ضد الإرهاب من دون هوادة، لا سيما بعد ازدياد نشاطاته الإرهابية وتهديده السلم العالمي، ومحاولاته المتكررة في لبنان لضرب الاستقرار الوطني، وترويع المواطنين الآمنين، كما حصل بالأمس القريب في استهدافه الوحشي والجبان الضاحية الجنوبية للعاصمة. لكن جميع محاولاته ومخططاته ستبوء بالفشل كما فشلت سابقا، أمام وعيكم ويقظتكم، وتصديكم بكل قوة للتنظيمات الإرهابية وخلاياها التخريبية أينما كانت، وأمام صمود اللبنانيين والتفافهم حولكم، ورفضهم القاطع لهذه الظاهرة الغريبة عن نسيجهم الاجتماعي، وتضامنهم الوطني الواسع، في مواجهة أي عملية إرهابية تستهدف أي منطقة أو فئة لبنانية».


وأضاف: «أدعوكم اليوم إلى المزيد من رص الصفوف والبقاء على أهبة الاستعداد، سواء على الحدود الجنوبية لمواجهة العدو الإسرائيلي، والتمسك بالقرار 1701 ومندرجاته بالتعاون مع القوات الدولية، أو على الحدود الشرقية وفي الداخل، لضرب الإرهاب وخلاياه التخريبية بيد من حديد، وللحفاظ على مسيرة السلم الأهلي في البلاد. وإني على ثقة تامة بأنكم لم ولن تسمحوا بإسقاط مؤسسات الدولة، وقادرون على مواكبة مختلف الاستحقاقات الدستورية والوطنية المرتقبة بجهوزية أمنية كاملة. أيها العسكريون: على الرغم من استمرار الشغور الرئاسي لفترة طويلة، بالتزامن مع تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وانعكاسها على انتظام عمل المؤسسات والحياة المعيشية للمواطنين، واصلتم أداء واجبكم الوطني بكل اندفاع وإخلاص، مقدمين المثال في التماسك والولاء للمؤسسة، والتزام حماية مرتكزات الوفاق الوطني والعيش المشترك في كنف الدولة وحمى القانون. وهذا ما جعل اللبنانيين، على اختلاف مكوناتهم، يعلقون أنظارهم على دور جيشكم في حماية لبنان والحفاظ على مكتسبات شعبه».
وختم قهوجي: «المهمات الجسام الملقاة على عاتق الجيش في هذه المرحلة، لا يمكن أن تنسينا في أي لحظة معاناة جنودنا المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية. فلهؤلاء الأبطال الصابرين، تحية وفاء وعهد منا على متابعة قضيتهم، والعمل بكل السبل المتاحة لتحريرهم وعودتهم سالمين إلى كنف عائلاتهم ومؤسستهم. وفي عيد الاستقلال، يشخص إليكم اللبنانيون مجددا، حراسا للقيم الوطنية، ومحط ثقتهم بالخلاص والإنقاذ، فارفعوا رؤوسكم لأنكم أبناء مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء، التي حمت الوطن وستحميه، مهما اشتدت المحن وغلت التضحيات».


وفي ذكرى الاستقلال، قال حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف «يمر عيد العلم مناسبة للاحتفال ورفع الراية عاليا في وطني. ونحن اليوم نحتفل لنرفع علمنا عاليا ولنا الفخر به. لكنني أتساءل اليوم في ظل المآسي والعجز والظلام الذي نعيشه في لبناننا: هل يمكن لنا الاحتفال برفع العلم أم بتنكيسه؟ وسأل: «كيف يرفع علم في لبنان وله في الأسر حماة الوطن وحماة العلم مخطوفون مذلولون؟ كيف يرفع علم في لبنان ونحن لا ننتمي لهذا العلم ونستبدله في مناسباتنا بأعلام طائفية وحزبية ونزيله أحيانا لنضع مكانه أعلاما لا تمثلنا؟ كيف نرفع علمنا في ظل فساد وظلم وتهميش وتحقير لنا؟ كيف نرفع علما ونحن بتنا ربما لا نعرف معنى ألوانه الطاهرة؟ كيف نرفع علما والدماء في الارض لا زالت تسيل؟ كيف نرفع علما ولسنا لبنانيين اصلا؟ كيف نرفع علما ونحن نتضامن مع اليمن وفرنسا والصين وأمريكا ومع العالم أجمع ولا نتضامن مع أنفسنا وعلمنا ولبناننا»؟
وتابع: «تعلمت ان العلم يرفع شامخا في النصر، تعلمت ان العلم يرفع شامخا في العز، تعلمت ان العلم يرفع في بلد له سيادته على أرضه، تعلمت ان العلم يرفع شامخا عند شموخ ضمائر حكامه وشعبه. ماذا أقول وبماذا أحتفل ولي في الأسر 25 جنديا يذلون كل يوم»؟ وختم: «سأرفع علمي يوم يعود المخطوفون ويوم تنصع قلوب اللبنانيين، ويوم يكون علمي في القلوب له رمزه، سيكون شامخا في السماء، كما هو شامخ في عقلي وفي قلبي وليس في الهواء».
&