&مصر لا تعترف بأي مشروع إلا إذا كان ممهورا بتوقيع «الخواجة»…&
حسام عبد البصير
&القاهرة ـ «القدس العربي» : أنجزت مصر انتخاباتها البرلمانية التي كشفت نتائجها عن أن التاريخ سيعيد سيرته الأولى مع «المحروسة»، التي ظلت على مدار ثلاثة عقود تمثل «البقرة الحلوب»، التي باتت حكراً على شريحة محدد، ولدت في زمن السادات وتكاثرت في عهد مبارك، الذي كان بمثابة الحضن الدافئ للصوص المال العام، وبعد أن راهن المصريون على مولد برلمان يعيد أموال الفاسدين المنهوبة، إذا بهم أمام برلمان يضم بين أعضائه عدداً لا بأس به ممن ذرفوا الدمع على رحيل الديكتاتور المستبد، الذي قامت ضده الثورة..
وفيما تهتم صحف مصر في الوقت الراهن بالتنديد بالقمع الأمني الذي تقوم به الداخلية ضد المواطنين، فوجئ المراقبون بالرئيس السيسي يلتقي بقيادات وعدد من كوادر المؤسسات الأمنية، مما جعله في نظر الكثيرين راغبا في أن يتمركز في منطقة وسط بين الجماهير وبين المؤسسات الأمنية التي تتعالى ضدها الصرخات، على إثر تزايد أعداد الضحايا الذين يتساقطون بسبب القمع الأمني في أقسام الشرطة، والذي فسره الرئيس بأنه عدد محدود للغاية من الحوادث مقارنة بمجموع مراكز الشرطة، ما اعتبره مراقبون رسالة من القيادة تهدف لطمأنة كوادر الشرطة، مفادها أنهم في مأمن من الملاحقة، وإن كان بعض أنصار السيسي شددوا على أن زيارة الرئيس تؤكد أنه منزعج بسبب الأسلوب القمعي الذي يمارس ضد المصريين، والذي كان سبباً مباشراً في إقدامهم على الثورة ضد الطغيان.. وفي الصحف المصرية الصادرة أمس، تواصل الهجوم على قيادات المؤسسات الأمنية، وعلى رأسها اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية. وكذلك ندد عدد من الكتاب باستمرار حالة اللامبالاة لدى الوزارة وسعي عدد من الكتاب لتحذير الرئيس ولفت نظره بأنه على رأس المتضررين، حال استمرار تعامل الشرطة بقسوة مع الجماهير. كما تنوعت الموضوعات والقضايا التي اهتمت بها الصحف وحفلت نتائج الانتخابات البرلمانية بصدارة الموضوعات وإلى التفاصيل:
متى يحنو السيسي&على المصريين؟
في لقائه بقيادات وطلبة الشرطة قال السيسي، إنه لا يريد أن تؤثر أي ممارسات فردية على تلاحم الجيش والشرطة والشعب، مؤكدًا أن المصريين أحرار، وأن من يخطئ ستتم محاسبته، وأن خطأ الفرد لا يصح بأن يعمم على جهاز بأكمله، مشددًا على رفضه لأي تجاوزات تتم بحق أي مواطن سواء كان مدنيا أو شرطيا. ومن جانبه يرى جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون»: «أن الزيارة كانت ضرورية، وبطبيعة الحال لا نعرف تفاصيل ما دار بين السيسي وقيادات الداخلية، والمؤكد أنه بعث لهم رسالة، بعيدا عن الخطاب المجامل الذي نقله التلفزيون، والمؤكد أن الداخلية وصلها مدى انزعاج رئيس الجمهورية من التجاوزات التي تهدد حكمه هو، وهو الذي سيدفع ثمنها الأكبر في النهاية. كانت هذه الزيارة ضرورية، كما كانت عبارة، «من يخطئ ستتم محاسبته»، تصويبا لرسالة خاطئة وصلت الجهاز قبل عامين ومسجلة بالصوت والصورة، فهم منها أن من يخطئ من رجال الشرطة لن يحاسب. الآن اضطر السيسي إلى أن يقول لهم: «من يخطئ ستتم محاسبته». غير أن تلك الرسالة تظل رسالة قاصرة إذا لم تعقبها رسالة أخرى يوجهها السيسي للشعب المصري، في لقاء مباشر مخصص للشعب وليس للشرطة أو الجيش، للشعب، وأن يعلن أمام «الشعب» هذه الرسالة، من يخطئ سيحاسب ويتعهد بذلك، لأن الشعب هو الأساس والشعب هو السيد ـ دستوريا ـ والشعب هو المجني عليه في تلك الأحداث، والشعب هو الذي ينتظر من رئيس الجمهورية أن يحنو عليه».
المحروسة على فين؟
سؤال يستحق التأمل، خاصة بعد تزايد أوضاع المواطنين بؤساً، ويتولى الإجابة عليه أحمد محمد المغاوري في «إخوان أون لاين»: «هل نحن أمام حقيقة مرة تكشف إلى أي مدى كان الاستخفاف الذي تعرضت له فئات عريضة من شعب مصر؟ فعندما كان يتحدث إعلام السيسي أيام رئيس مصر د. مرسي عن «الرئيس الدكر» الذي تحتاجه مصر ليحسم الأمور ويضبط الشارع وينقذ البلاد، فجاء المنقذ (بتاع بكرة تشوفوا مصر، ومصر أد الدنيا، ومفيش ومقدرش أديك، ولازم نكون كده وأخيرا ميصحش كده) فحدث ما حدث في مصر من انهيارات. ويرى المغاوري أن مصر إما مقبلة على الفوضى أو الانهيار الاقتصادي، وبالتالي الاستعمار الخارجي. ويتابع الكاتب قائلا، حتى الآن رغم القتل والحرق والاغتصاب والسجن للشرفاء، وسرق الأموال واستفزاز أهل سيناء بعد أن شردهم من ديارهم، رغم كل هذا الإجرام لا يزال مخطط صناعة الفوضى فاشلا. لكن لن يقف ذلك المجنون عن مخططه فلديه مجموعات تخريب ورعاع وبلطجية يستخدمهم أينما أحب، كما فعل من قبل عند انقلابه. لذا فمن الممكن أن يستغل الأزمات التي يصنعها في مصر، سواء اقتصادية أو أمنية أو سيادية حتى تصل هذه الأزمات إلى ذروتها، ويكون هناك مبرر لاحتدام الموقف وبدء المواجهة. واعتقد أنه لن يتظاهر إلا القليل الثائر، كما هو الوضع الآن بعد هذه القبضة الأمنية وامتلاء السجون بشرفاء مصر. وفي لحظة ما يعطي الأمر لبلطجيته، بعد أن يأخذ الموافقة، ويضمن تأمين الجارة المدللة إسرائيل. والعازل المائي وتفجير الأنفاق جزء من هذا المخطط، فيطلق الرعاع المدججين بالسلاح في الشوارع ويسميهم عندئذ «الدواعش» فيكون لديه المبرر ليطلق دباباته وطائراته وقواته المعدة سالفا لهذا المشهد لإحداث فوضى عارمة في مصر، فتبدأ عندها الشرارة التي ينتظرها هو وأزلامه لتضيع مصر».
المشاركون ليسوا خونة
انتهت معركة الانتخابات البرلمانية لكن توابعها لازالت مشتعلة بين الكتاب والثوار، خاصة اولئك الذين اتهموا من شارك في التصويت بأنهم خانوا الثورة، لكن أكرم القصاص في «اليوم السابع» يرفض دعاوى الخيانة التي باتت تلاحق كل من رفض الامتثال للمقاطعة وعلى حد رأيه، «لا يمكن قبول إهانة كل من شارك ووصمه بالعار والتآمر، واتهام الشعب بأنه غير واع، ولا يمتلك أي رؤية، ومنهم طبعا من باع صوته لمن يملك، وهو اتهام صحيح بحاجة إلى تفسير وأيضا إلى آلية لمواجهته، خاصة أنه ليس كل من اشترى الأصوات فاز، بما يعني أن من قبض ثمن صوت، ربما منح صوته لآخر يراه مستحقا.
يضيف القصاص فاز من ينتسبون للماضي، وخسر منهم أيضا، مع العلم أن من ترشحوا لا يوجد مانع قانوني لترشحهم. يعني في النهاية صديقنا الحكيم النهائي، «شتم» الشعب، مع أنه هو نفسه يدعو الشعب نفسه للنزول معه ومساندة أفكاره وقضاياه وزملائه من أصحاب القضايا، الذين يعتبرهم هم وحدهم الذين يفهمون ويعرفون. ولا نقول هذا باعتبار أن الوضع مثالي، بل هناك الكثير من الانتقادات للنظام الانتخابي، وآليات مراقبة الإنفاق وقواعد الترشح. لكن لا يمكن أن يكون الحل في مزيد من اللطم والولولة، وإذا كنتم وكلاء الشعب، فلماذا «تشتمون» الشعب نفسه وتطالبونه بأن يساندكم؟».
حلم المصريين أصبح حقيقة
ونبقى مع الانتخابات البرلمانية، ففي زاوية رأي «الأهرام» أثنت الصحيفة على الاستحقاق الانتخابي: «وبعيدا عن كل ما شاب العملية الانتخابية من ملاحظات، فإن هناك حقيقة عملية وحيدة، وهي أن هناك برلمانا منتخبا، وأن مؤسسات الدولة اكتملت، وأن خريطة الطريق التي توافقت عليها القوى الوطنية في 3 يوليو/تموز 2013، وصلت إلى خط النهاية. ولا شك أن المواطن المصري، سينتظر نتيجة اكتمال مؤسسات دولته.. وربما يعول المصريون كثيرا على البرلمان، في إضافة مناخ إيجابي، وبعث قدر أكبر من الحيوية في أوعية الأداء العام، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وهو أمر يضع عبئا كبيراً على النواب الذين سيخضعون لرقابة شعبية لا هوادة فيها، سواء من الذين صوتوا لهم في الصناديق أو حتى الذين غابوا لأسباب مختلفة عن المشاركة في الاختيار، ولذلك ربما يكون التحدي الأكبر للبرلمان هو إثبات أنه عند حسن ظن الذين اختاروه، وأنه قادر على استعادة وكسب ثقة الذين لم يشاركوا في اختياره. وإذا كانت المهمة الرئيسية للسلطة التشريعية هي الرقابة والتشريع، فإن هاتين المهمتين ينبغي أن تتوجها لكل ما ييسر حياة المواطنين. وتتابع الصحيفة: لعل ملفات التعليم والبحث العلمي والصحة والبطالة والاستثمار ومكافحة الفساد والعدالة الاجتماعية وحالة الطرق والمرور وفوضى الشارع ستحظى بأولوية لدى المواطن، وبقدر نجاح البرلمان في تحقيق تقدم بهذه الملفات، بقدر ما سيشعر المواطن بالرضا عن نوابه والعكس صحيح أيضا.. ولعل هذا هو التحدي الحقيقي لبرلمان 3 يوليو/تموز».
هل يريد العالم فعلاً
القضاء على «داعش»؟
لمن يبيع «داعش» نفطه؟ سؤال يتردد على ألسنة الكثيرين ويتولى الإجابة ياسر عبد العزيز في «الوطن»: «الجميع يعرف لمن يبيع «داعش» نفطه.. وأخيراً تجرأت روسيا على اتهام تركيا علناً بذلك، بعدما أسقطت أنقرة طائرة حربية روسية. لا أحد يستنكر قيام بعض أعضاء التحالف ضد «داعش» بشراء النفط منه. في أعقاب هجمات باريس، أعلنت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن لدى «داعش» 46 ألف حساب على موقع «تويتر»، وأنه يذيع نحو ألف شريط فيديو على شبكة «الإنترنت». وفي غضون ذلك، صوّت مجلس النواب (البرلمان) العراقي بالإجماع، يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على حظر مواقع «داعش» المختلفة على الشبكة العنكبوتية، كما أعلن موقع «تلغرام» الروسي حظر حسابات التنظيم والحسابات المرتبطة به. إن هذا الأمر مثير للاهتمام حقاً، إذ يبدو أن الجميع يعلم أين يوجد تأثير «داعش» وعناصره وصوته وخطابه، لكن لا أحد يهتم بحجب هذا الصوت أو إسكاته، طالما أنه لم تقع ضربات في قلب عاصمة أوروبية. وبحسب الكاتب تشير تقارير كثيرة إلى تمويلات ومعدات تأتي إلى «داعش» من دول في المنطقة، لكن أحداً لم يطلق عملية واسعة لتعقب تلك التمويلات أو تجفيف منابعها حتى اللحظة الراهنة. سيعزز هذا من فكرة أن العالم يريد أن يحتوي «داعش» من دون أن يقضي عليه، وهو الأمر الذي بدا واضحاً على أي حال في خطاب أوباما حيال التنظيم، كما يظهر كذلك في خطة التحالف الدولي وطبيعة الموارد ووتيرة الاستهداف التي حددها للتعامل معه. ويرى ياسر أن العالم لا يظهر جدية كافية لإنهاء «داعش»، وما يثور عن «حرب» تستهدف هذا التنظيم يبدو محل شك عميق».
مصر تقتل مواهبها
عن مصر الطاردة لمواهبها سلطت سحر جعارة في «المصري اليوم» الضوء على بعضهم: «حين حصل مصطفى الطالب في الفرقة الأولى في كلية الهندسة جامعة المنصورة على لقب «أفضل باحث عربي»، في بطولة العالم للمبدعين العرب، التي تم تنظيمها في لندن لعام 2015، عن مشروعه الذي أذهل الجميع باسم «السد العربي الذكي».. لم نسمع عنه أو يسعى أي من المسؤولين لتحقيق مشروعه على أرض الواقع، ربما يكون قلبه الأخضر قد تحطم من التجاهل في لحظة يأس، أو على العكس ربما تكون الأجيال الجديدة قادرة على أن تهزم اليأس، رحل مصطفى إلى أبيه، حيث يعمل في شركة دعاية وإعلان في الإمارات.. وهناك وجد مكانا له تحت الشمس في مدرسة المتفوقين في دبي. فاز مصطفى بالميدالية الذهبية في المعرض الثامن للمخترعين في الشرق الأوسط في الكويت، وهنا كانت سقطته الدرامية، لقد رفع علم الإمارات، وهو الأمر الذي اعتبره البعض خيانة وعدم انتماء ومرسوماً بإسقاط الوطنية عنه (!!) وتؤكد الكاتبة أنه لا أحد اهتم بمشروع مصطفى الصاوي نفسه، ولا ناقش حكومتنا لماذا لم تتبناه؟ «السد العربي الذكي»، هو مشروع لإنتاج أكبر طاقة كهربائية متجددة على مستوى العالم، يأتي من دمج 3 طاقات متجددة مع بعض التعديلات الهندسية في كل مصدر من الثلاثة، بحيث يكون الإنتاج هو 33.1 جيجا في الساعة الواحدة، وعملية تحلية للمياه بتكلفة 20٪ فقط من التحلية الدولية.. لكن هذا آخر همنا فنحن دولة تعادي العلم والعلماء ولا تعترف بأي مشروع إلا إذا كان ممهورا بتوقيع «الخواجة». المفروض بحسب جعارة على كل من سمح لنفسه باستهجان مشهد مصطفى رافعا علم الإمارات أن يمتنع عن سماع أغنية «بشرة خير»، وأن يقاطع صوت حسين الجسمي.. شريطة أن يكون منشقاً على الحالة التي خلقتها تلك الأغنية في العالم العربي».
وزير الداخلية آخر من يعلم
التصريحات التي اطلقها وزير الداخلية في حواره مؤخراً دفاعاً عن الهجوم الضاري الذي تتعرض له الشرطة أثار الكثيرين من بينهم غادة الشريف في «المصري اليوم»، التي لفت انتباهها قول الوزير بأن من ستثبت عليه الإدانة من الضباط سيفصل من عمله!.. وعلقت قائلة: «ما أعلمه يا سيدي الوزير أن النفس بالنفس.. ربنا قال كده، وكلام ربنا يغلب تصريحات الوزراء.. وبالتالي من تثبت عليه التهمة يجب أن يعامل بالمثل!.. ثم ما معنى التصريح بـ»أن من تثبت عليه التهمة»؟.. ألا يفتح هذا بابا لتسليك الضابط من التهمة؟ وتتساءل الكاتبة في حادثة طبيب الإسماعيلية تحديدا، ألم تتوفر كاميرا في الصيدلية فضحت الاعتداء عليه الذي بدأ في الصيدلية؟.. أم هل نتوقع أن زوجته ستتعرض لتهديدات لتغير أقوالها، أو أن تقول بأن الكاميرا كانت معطلة؟ ثم ألا تكفي وفاة المحتجز في القسم كأكبر دليل على إثبات التهمة؟ أم أننا نتعشم خيرا في تقرير الطبيب الشرعي؟ ثم أن الطب الشرعي أصلا تابع لوزارة العدل، يعني تبع الحكومة، فهل عمرك شفت الحكومة تدين نفسها؟ هذا يجعل الكاتبة تتساءل هل في الداخلية طابور خامس؟ أن يصدر بعض القيادات أوامر ينتج عنها استفحال العنف في أقسام الشرطة فهذا لا يعني سوى أمر من اثنين، إما أننا أمام بداية انتقام الداخلية من المواطنين «ع اللي فات واللي جرى..» وإما أن هناك بالفعل خلايا داخل الداخلية تعمل ضد الرئيس وتريد أن تشعل غضب المواطنين عليه، ماذا حدث لأول ضابط اتهم بقتل محجوز في السجن؟ ماذا حدث مع ثاني ضابط؟ طب ماذا حدث مع الثالث؟ الإجابة وفق غادة هي أننا لا نعلم.. هل عوقبوا فعلا؟ نحن لم نسمع عن أي إعدامات، رغم أن الضرب حتى الموت هو قتل عمدي مع سبق الإصرار والترصد!».
فتاة شبرا شاهد عيان على جرائم الشرطة
فتاة شبرا التي أتمت سبعة عشر عاماً هي أحدث الضحايا ــ المعروفين ــ لتجليات الخلل النفسي والاضطراب السلوكي الذي يعانيه بعض أفراد الأمن في بلدنا، وفق وصف نادر بكار في «الشروق»، الذي يتابع متألما سرد مأساتها.. «السيدة المسكينة ينفطر قلبها على ابنتها التي انتهكت كرامتها ونهش عرضها على يد من يُفترض فيهم حمايتها والذود عنها، لم تستطع إلا أن توجه خطابها للرئيس.. لا أشك للحظة أنها مع ملايين غيرها ممن هم على الشاكلة نفسها قد اختاروه طمعا في حد أدنى من الأمان لا أكثر من ذلك.. الأمان الذي قايضت مؤسسات الدولة الشعب عليه مقابل حريته، فإذا به يفقد الاثنين معا! أما والدها فمثل بدوره الغالبية الكاسحة نفسها لكن من منظور آخر.. حالة الرجل تبدو متواضعة للغاية لكن النفس الحار الذي يتردد مع كلماته شيء مغاير لهيئته.. كان يمثل المصري حينما يُدفع دفعا إلى حافة اليأس.. حينما يرى في لحظة أن كل ما بذله من ماء وجهه طوال عمره ليكفل (الستر) لأسرته الصغيرة، أصبح هشيما تذروه الرياح أمام عينيه.. يا ترى بأي قصة عبقرية سيتحفنا الإعلام هذه المرة؟ أي كذبة جديدة تجري الآن صياغتها بشأن هذه الفتاة وأهلها؟ ويتساءل الكاتب هل يا ترى سيتطور الأمر ليشمل الآخرين؟ مشفقٌ أنا على الزملاء، فالضحايا كثيرون هذه المرة وكلهم في أسبوع واحد تقريبا.. نريد شيئا أكثر حبكة هذه المرة. لو صح ما قاله أحدهم «الإعلامي أحمد موسى» من أن السيسي أقام الدنيا ولم يقعدها، لما علم بما حدث له من اعتداء في فرنسا، وهو التوقيت الذي يتزامن مع كل حالات الانتهاك تلك، فلا أدري متى تظفر هذه المسكينة وغيرها بالاهتمام نفسه!».
البابا متهم أم ضحية؟
لازال سفر البابا تواضروس لإسرائيل يجلب عليه الكثير من الهجوم ومن أحدث المهاجمين كريم ملاك في «الشروق»: «إذا قررنا أن نصدق كلام قداسة البابا تواضروس الثاني، أن هذه الزيارة للقدس رعوية، أي لصلاة الجنازة على الأنبا إبراهام مطران أورشاليم، وليست سياسية، فنصبح أمام عدة صياغات لمفاهيم تقاليد الكنيسة الرسولية، الأمر الذي يضع الكنيسة القبطية في مكانة خاصة ويجعل بعض المسيحيين في الغرب يسعون لزيارة مصر لكي يلتمسوا هذه الكنيسة التي يمتد تاريخها للرسل.
فالتناقض هنا هو في فصل مفهوم السلطة الرعوية عن الأمور السياسية. المشكلة هنا هي أن هذا هو موقف إسرائيل بالضبط في رفعها الحصار على القدس من قبل العرب عبر تضييق وحصر مفهوم المقاطعة خارج إطار التقديس والذهاب إلى المسجد الأقصى، بهذا التناقض يستمر مفهوم المقاطعة لإسرائيل وتستمر عملية التقديس والسياحة الدينية. تَكمن المفارقة هنا أيضا إذا قررنا أن نعطي قداسة البابا حقه في التعبير عن «نفسه» وإتمام رغبة الأنبا إبراهام ووصيته، في أن تصبح المواقف الرعوية التي تصيغ تقاليد الكنيسة مشخصنة، أي هناك فصل بين ما هو رعوي ــ وهنا تناقض فج ــ وما هو سياسي، أي موقف الكنيسة في مقاطعة إسرائيل. ويرى الكاتب أن في هذا احتراما واضحا للكنيسة وتقاليدها بالمقاطعة منذ 1967 الأمر الذي دفعت الكنيسة ضريبته، ليس فقط في الاستيلاء على دير الكنيسة القبطية «دير السلطان» في القدس، رغم حصول الكنيسة القبطية على حكم محكمة من سلطة الاحتلال لتسليمه لها، نتذكر هنا الثمن الباهظ الذي دفعته الكنيسة في عصر البابا شنودة، عندما تم الدفع بعملية كامب ديفيد ورفض البابا للذهاب لإسرائيل مع السادات. الكارثة بحسب الكاتب أن سفر البابا تواضروس ليس التطبيع، بل أن تصبح فكرة تقاليد الكنيسة مطاطية وتفقد كل ما هو بالضرورة يتسم بتقليد متوارث».
القتل على الوظيفة لا يقره عقل ولا شريعة
القتل على الوظيفة لم يعرفه الإسلام طوال عصوره، فلا يمكن قتل إنسان لمجرد وظيفته ولا يمكن هدم الكيان البشري، الذي خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه واستخلفه على أرضه وحمله أعظم التكاليف هكذا بهذه البساطة، كما يعتقد الكثيرون ومن بينهم ناجح إبراهيم، الذي يؤكد في «اليوم السابع»: «أن دواعش سيناء وكل الدواعش اخترعوا القتل على الوظيفة، فإذا رأوا ضابطاً في الشرطة أو الجيش أو أمين شرطة يلبس الزي العسكري أمطروه بوابل من الرصاص، من دون أن يعرفوا عنه شيئاً، أو يعرفوا أي مبرر لقتله وهذا والله من أسوأ أنواع القتل وأحطه، ويلحق بهذا النوع قتل القضاة، فهل يعقل أن يقوم قاتل بقتل قاض لا يعرف اسمه ولا رسمه ولا أي شيء عنه لمجرد الخصومة السياسية أو الفكرية مع آخرين، وهل قتل الناس أصبح سهلا ميسوراً هكذا. قد يقول بعض هؤلاء ألم تسمع عن القاضي الذي حكم على خمسمئة بالإعدام مرة واحدة، وفي الجلسات الافتتاحية للمحاكمة؟ فأقول له: القضاء يصحح نفسه بنفسه، ويصوب نفسه بنفسه، ولديه آليات محكمة للمراجعة والتصحيح للأحكام، فإن أخطأ قاض فخطؤه خطأ اجتهاد وليس خطأ هوى وعناد، وقابل للتصحيح عبر الآليات القانونية، فهناك الاستئناف والنقض، وهناك استطلاع رأى المفتي، وهناك العفو الرئاسي وكلها مراحل تتلو مراحل للتصحيح، وفيها مراحل ملزمة قانوناً للنقض. أما الذين يقتلون بالوظيفة فهم الخصم والحكم والجلاد والكلمة كلمتهم والرصاصة رصاصتهم والغباء والقسوة والاغتيال مهنتهم، فلا مكان لتصويب ولا موضع لتصحيح، ولا قبول لمراجعة، ومن يعترض من الأتباع «ينطرد» أو يقتل أو يصبح عميلاً خائناً. ويتساءل إبراهيم ما ذنب هؤلاء القضاة إن فرضنا جدلاً أن أخطأ أحدهم».
الإمارت تمنح إسرائيل قبلة الحياة
فخر إسرائيل غالباً ما يأتي من الدول العربيّة الشقيقة والمؤيّدة للقضية الفلسطينية، وسواء كان بالنسبة لممارساتها الاحتلالية على الأرض، أو بالنسبة حتى لأعمالها العسكرية ضد الفلسطينيين، وبالذات ضد حركات المقاومة، أو بالنسبة لمساندتها في المحافل الدولية، وسواء كانت بقصدٍ أو بغير قصد، وبحسب محمد عايش الأسطل في «الشعب»: «مجرّد السكوت أو التراخي من الدول العربية باتجاه ممارسات إسرائيل الاحتلالية، كالتضييق على الفلسطينيين وإقامة المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم المنازل العربية، كما هو حاصل منذ الماضي وإلى الآن، هو لدى إسرائيل مثيراً للفخر، كما أن التصويت في الأمم المتحدة أو الامتناع عنه لصالح إسرائيل، مثلما قامت مصر بالتصويت إلى جانبها في الأمم المتحدة، وامتناع دول عربية أخرى، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في شأن حصولها على عضوية كاملة في لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، يعتبر مُثيراً أيضاً للفخر الإسرائيلي. ويأتي الفخر الأعظم، كما يشير الكاتب من ناحية وجود علاقات حميمية مع بعض الدول العربية، باعتبارها قمّة الأماني الإسرائيلية، بشكلٍ لم تستطع إسرائيل التكاسل عن إبرازه والإعلان به، رغم اشتراطات تلك الدول، بأن تظل تلك العلاقات، ضمن الإطارات السرّية. يضيف عايش: خلال اليومين الفائتين، طالعتنا الأنباء، بأن إسرائيل خلال أسابيع قليلة، ستقوم بافتتاح ممثلية دبلوماسية رسمية (علنية) تابعة للوكالة الأممية للطاقة المتجددة (IRENA)، في دولة الإمارات العربية، وتحديداً في إمارة أبو ظبي، وبتعيين الدبلوماسي رامي هاتان، ليكون رئيساً لها، وذلك في أعقاب الاتفاق، الذي تم بين مدير مكتب الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، مع مدير الوكالة د.عنان أمين، وذلك خلال زيارته السرّية التي قام بها غولد للعاصمة الإماراتية، وكانت إسرائيل قد أعربت عن غبطتها، باعتبارها ستكون الدولة الوحيدة من بين 145 دولة المنتمية لتلك المنظمة».
أمريكا هل تتستر على تركيا؟
وإلى خارج الحدود يأخذنا عبد القادر شهيب في «فيتو» حول تركيا وعلاقتها بأمريكا: «ليس مفاجئا أن تتضامن بقوة أمريكا مع تركيا، وتخرج علينا واشنطن تعلن رفضها للاتهامات الروسية للأتراك، بأنهم يبيعون النفط لحساب داعش، وبذلك يساهمون في تمويل هذا التنظيم الإرهابي الأكبر في العالم كله.. فإن أمريكا تجد أو تعتبر نفسها في مواجهة إستراتيجية مع روسيا، ليس على ساحة الشرق الأوسط، وإنما في مناطق شتى في العالم، ولذلك ستقف دائما على الشاطئ الآخر الذي يقف عليه الروس. لكن كان من الممكن أن يكتفي الأمريكان بدعم أو مساندة تركيا بدون إعلان أو بدون حماس، كما هو ظاهر الآن بعد إسقاط الأتراك عمدا طائرة عسكرية قاذفة روسية على الحدود السورية التركية.. إلا أن الأمريكان اختاروا غير ذلك..
اختاروا الوقوف علنا مع الأتراك وبحماس بالغ.. برروا إلى درجة الترحيب بإسقاطهم الطائرة الروسية، واستنفروا الناتو لدعمهم عسكريا، ودافعوا بقوة عن أنقرة ورفضوا الاتهامات الروسية للأتراك بالتورط في بيع النفط لحساب «داعش»، بل تورط أردوغان وابنه وأسرته تحديدا في ذلك. وهذا يعني شيئا آخر غير أن أمريكا تخوض مواجهة إستراتيجية مع روسيا، فالمواجهة الإستراتيجية لا تعني التخلي عن الذكاء والدهاء التكتيكي مثلما فعل الأمريكان.. والشيء الآخر الذي أعنيه، هو أن بيع النفط لحساب «داعش» يقوم به الأتراك بعلم وموافقة الأمريكان، أو على الأقل عدم رفضهم أو ممانعتهم.. إذن يدافع الأمريكان بقوة وحماس عن الأتراك، في مواجهة الاتهامات الروسية؛ لأنهم يدافعون أساسا عن أنفسهم!».
ليس كل دعوة للاصطفاف وراءها نوايا حسنة
«يصر الكثير من الداعين للاصطفاف الوطني أن يتجاوزوا الإرادة الشعبية التي يتغنون بها ليل نهار، كما يشير رضا حمودة في «الشعب» وذلك عندما يسقطون حق عودة الرئيس المختطف محمد مرسي للحكم، وكأنه جاء للحكم بانقلاب أو بقوة السلاح، وهو الذي انتخبه الشعب المصري بحرية وشفافية لأول مرة في التاريخ، وكأنها قضية شخصية مع الإخوان المسلمين، ويرى الكاتب بيان حركة 6 أبريل الأخير مستفزاً أكثر من اللازم، حيث اعتبره رِدة أخلاقية للحركة، ذلك أنه بلا طعم ولا لون ومائع الفكرة والمضمون، ولا يخدم بنظري سوى سلطة الانقلاب، بل أستطيع أن أزعم أن البيان كُتب لانقاذ النظام من الغرق الوشيك، خشية تصدر الإسلاميين مشهد الحكم مرة أخرى، ربما خوفاً من هاجس الانتقام جزاء تواطؤهم مع العسكر في السر والعلن بهدف إزاحة الإخوان من الحكم. ويصف رضا البيان بأنه مفخخ من عنوانه «قبل الطوفان»، في إشارة واضحة لتحركات الذكرى المرتقبة الخامسة لثورة 25 يناير/كانون الثاني، وكأن الحركة أرادت أن تنتشل الانقلاب من الغرق، فلم يذكر البيان من قريبٍ أو بعيد كلمة «انقلاب»، ولم يحدثنا عن مستقبل أو مصير نظام عبد الفتاح السيسي، ثم اختصر أزمة البلاد في وضعها الاقتصادي المتردي. المثير، بحسب الكاتب، في البيان عندما دعا نصاً إلى بدء ترسيم العلاقات المدنية العسكرية بشكل يحفظ للوطن قوات مسلحة ذات هيبة، ويحفظ كذلك للوطن حياة سياسية ديمقراطية رشيدة، قبل أن تحدد لنا الحركة تفصيلاً كيف يتم ترسيم هذه العلاقات؟ ومن الذي سيقوم بترسيمها؟ وما هو دور القيادات العسكرية الحالية في هذا الترسيم؟ وقبل هذا وذاك من هو الوكيل أو المتحدث باسم الطرفين المدني والعسكري؟».
أبو تريكة أطلق رصاصة الرحمة على تاريخه
ونتوجه بالمعارك الصحافية ضد لاعب النادي الأهلي الشهير محمد أبو تريكة الذي لا ندري ما الذي ذكر به ياسر بهيج في «الأهرام»: «وقد تسبب تصريح تريكة نجم مصر والنادي الاهلي بانتمائه السياسي للإخوان، بشكل علني صارخ، عن صدمة للعديد من عشاقه وعشاق فنه الكروي، باعتباره مبدعًا كرويًا وليس لاعبًا عاديا، بدأ من الصفر حتى حفر اسمه من نور في التاريـــــخ الكروي المصري، وبات قبل اعتزاله على اعتاب العالمية، وهذا الكفاح دومًا يستهوي المصريين. والمشكلة وفق ما يشير الكاتب لم تكمن في الاعتراض على التعبير عن توجهه السياسي، باعتباره حقًّا لكل مواطن، وانما في طريقة التعبير، بل وصل الأمر لاستثمار أمواله في مشاريعهم، وكان الأولى به عدم إقحام السياسة في مجاله، ليحمي تاريخه وشعبيته، وقد اســـتغل ذلك هــــواة الصـــيد في الماء العكر، الذي عكـــره القديــــس بيديـــه للاسف، وأعطاهم الفرصة لتشويه تاريخه وإفساد سمعته وبالطبع الناس مذاهـــب فيما يســـمعون، وهذا ما ترتب عليه أن انقسم عليه جمهــوره الذي أحبه، فمنهم من أسقطه من حساباته، وهم كُثْرٌ، وآخرون، وهم قلة، عابوا عليه ما فعله، واعتبروه سقطة في تاريخه، وعدت، وإن لم تنل من شعبيته لديهم كلاعب، قبل أن يدخل مستنقع السياسة، وتزل قدماه في وحلها. لكن الكاتب يعترف أن أبو تريكة لا يستحق أن نبخس قدره وتاريخه، حتى إن أخطأ».
التعليقات