راجح خوري
&
عشية الإجتماع الدولي في روما الذي دعا الى وقف النار وتشكيل حكومة إتفاق وطني في ليبيا، قال مصدر رسمي بريطاني إن حكومة ديفيد كاميرون تخطط للتدخل في ليبيا بسبب مخاوف متزايدة من استهداف "داعش" اوروبا إنطلاقاً من الساحل الليبي القريب جنوباً.
&
بريطانيا ليست وحدها تخشى هيمنة الإرهابيين على مدينة سرت ومحيطها الحيوي، فرنسوا هولاند ايضاً يحذّر من الخطر الإرهابي في ليبيا ويدعو الى عمل عسكري جماعي وحازم ضد المتطرفين، وكانت فيديريكا موغيريني قد وصفت الوضع الليبي في مؤتمر الأمن الذي انعقد في ميونيخ بأنه "يشكّل مزيجاً مثالياً جاهزاً للإنفجار وسينفجر على ابواب اوروبا"، أما وزير الدفاع الإيطالي باولو جنتيلوني فقد حذّر من ان اوروبا لن تقدم ليبيا هدية الى "داعش"!
&
وسط هذه الأجواء وقع مجلس النواب الليبي والمؤتمر الوطني العام "إعلان مبادىء" لحل الأزمة بعد فشل ١٦ جولة من المفاوضات، هذا الإعلان شكّل المنطلق الذي بنى عليه مؤتمر روما يوم الأحد رهانه المتفائل لحل الأزمة المتمادية منذ اربعة أعوام، على رغم ان هناك قوى داخل ليبيا إعتبرته مجرد قفزة في الهواء!
&
جون كيري قال بعد الإجتماع إنه لا يمكن السماح للوضع الليبي بالإستمرار وإنه من الضروري التوصل الى إتفاق لوقف النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي الأزمة، التي بدأت تثير قلقاً عميقاً في الدول الأوروبية على السواحل الجنوبية للمتوسط، وهكذا فإن توقيع الأفرقاء الليبيين أمس على الاتفاق يمكن ان يساعد في الإنتقال الى مواجهة تنهي سيطرة "داعش" على مناطق حيوية مهمة تثير القلق من ان تصبح ليبيا قاعدة إنقضاض ارهابية نحو الشمال!
&
وبغض النظر عن صحة ما أُشيع عن إنتقال أبو بكر البغدادي يرافقه زعيم "بوكو حرام" أبو بكر شيكاو الى ليبيا وتمركزهما في "قاعة واغادوغو" الأكثر تحصيناً تحت الأرض والتي انشأها القذافي، فإن سيطرة "داعش" الكاملة على مدينة سرت، تجعله قريباً من الوصول الى الخليج النفطي المهم حيث منصات البريقة ورأس لانوف الغنية، واذا تمكن من السيطرة على النفط هناك سيمتلك قوة كبيرة تساعده في التسلّح وإستقطاب المزيد من الإرهابيين.
&
الرهان الدولي والإقليمي في مؤتمر روما على نجاح الليبيين في تشكيل حكومة وحدة وطنية توحّد جهودهم بما يساعد على خنق "داعش"، ينطلق من خشية متزايدة لسيطرة الإرهاب على الساحل الليبي الذي يمتد مسافة ألفي كيلومتر في مقابل أوروبا، التي لا تبعد أكثر من ساعة طيران عن خليج سرت، وإذا كانت الزوارق الليبية قد أغرقت جزيرة لامبيدوزا الإيطالية بالمهاجرين فيمكنها ان تغرق أوروبا بالإنتحاريين لهذا يبدو الرهان على الحل الليبي الفرصة الأخيرة قبل التدخل العسكري!