&&عمرو عبد السميع

&

&

&

مازلت أتابع الموجة الغلابة للتطرف اليمينى الأوروبى المستهدفة للأجانب (وبالذات العرب والمسلمين). والحقيقة أننى لا أستطيع أن ارد تلك الموجة إلى سبب واحد، ولكن المشترك الوحيد بينها هو مواجهة التطرف الإسلامي.

&


إذ يتنامى شعور (وطنى ويميني) جارف فى اليونان يطالب بإبعاد الأجانب، رغم صعود حزب سبيريزا اليسارى المتشدد إلى سدة الحكم، لأن البلد اقتصاديا لا يقوى على حمولة المهاجرين الإجانب إلى اليونان، اليونانيون يهاجرون بحثا عن العمل!، وهكذا وضع فرنسا التى زادت اعداد المنبطلين فيها مليونا من البشر فى عهد فرانسوا هولاند.

&

أما ألمانيا فوضعها مختلف، إذ يرغب مجتمع البيزنيس ونقابات العمال فى وجود المهاجرين الأجانب الذين تحتاجهم سوق العمل.

&

ولكن مع اختلاف الأسباب (العملية) فإن الأسباب (الثقافية) و(المزاجية) تظل أكثر حضورا فى هذا الملف.

&

وهى التى تتمثل فى ظهور منظمات ألمانية متطرفة مثل (تنظيم الأوروبيين الوطنيين المناهضين لأسلمة الغرب)، وحركة (بيجيدا) و(المبادرة من أجل ألمانيا) أو فى الخطاب الذى صار تقليديا فى فرنسا وبلجيكا وبريطانيا، والذى يدعو إلى طرد الأجانب ومواجهة خطر (الأسلمة).

&

وكان ذلك رد فعل (مفهوم) و(غير مقبول) فى آن واحد، إذ أصبح العرب والمسلمون مجتمعا موازيا فى بلاد الغرب، إذ طالب عمر بكرى فستق ـ زعيم جماعة المهاجرين فى لندن، والمسجون حاليا فى سجن روميه اللبنانى الشهير بعد طرده من بريطانيا ـ بإسلام الملكة اليزابيث، فى حين ارتدت مجموعات من المتطرفين الإسلاميين فى مدينة فورتال بألمانيا شارات: (شرطة الشريعة) وهددوا السكان بالتزام ما يسمى السلوك الإسلامي.

&

وفى بلجيكا تحولت بعض احياء العاصمة إلى ما يشبه مناطق مستقلة ومنها مولينبنك الذى يضم 22 مسجدا، هناك تيار كامن من العنصرية فى أوروبا وأمريكا ولكن الجماعات العربية والإسلامية المتطرفة هى التى أطلقته.. هى التى اطلقته.
&