&سمير شحاته

&

&

&

مازلت أتذكر ونحن نضرب كفا على كف استغرابا على حال مطرب رومانسى يغنى للحياة والحب، تحول فجأة إلى قاتل وساخط،


أطلق لحيته معلنا الجهاد، وعلت وجهه ملامح حادة والرشاش على كتفه مختالا بجرائمه، حكم عليه غيابيا بالاعدام لاعترافه بقتل جنديين.. بنفس الغموض عاد فضل شاكر وأطل علينا حليق اللحية ومهندما وملامح وديعة معلنا رغبته للعودة إلى الحياة الطبيعية، مما يعنى ان عيشته كانت ضد الطبيعة البشرية. تخيل ان الشخص الذى كان يغنى لك بالأمس، يقتلك اليوم، ثم يعود فجأة ليغنى وكأن شيئا لم يحدث، حلق اللحية لايعنى التخلى عن الفكر الجهادى التكفيرى وإطلاقها لايعنى التدين وطهارة القلب. فى الأغانى تسبل عينيك فتصدقك الفتيات والشباب، لكن عندما يتعلق الأمر بالدم والوطن، لاينفع تسبيل ولانحنحة، مازالت معارك مدينة عبرا ومشاركة شاكر المتشددين بزعامة الشيخ أحمد الأسير ضد الجيش اللبناني، وقتلهم عددا من الجنود ماثلة أمامنا. نحن لسنا ضد إعلان التوبة، لكننا ضد التلون والتحايل وفقا لأهداف جماعتهم، آخر المنشقين عن داعش معلنا الندم، أبوحمزة التونسى، قال: لا أتذكر كم امرأة اغتصبتها فى أثناء المداهمات وكنا نقتل أى أحد، أطفالًا ونساء ورجالا وشيوخا، مثل هذا الارهابى هل تقبل توبته وتتعاطف معه؟ وذباح داعش محمد إموازى الشهير بجون الجهادى قاطع الرءوس يقول «أنا لست متطرفاً»، هل نصدقه رغم الجرائم البربرية التي ارتكبها!


يا سادة.. الأرواح أزهقت والدماء سفكت والأوطان انتهكت والأعراض هتكت، ولايشفى الغليل إلا خضوع هؤلاء المجرمين للقانون والامتثال للعدالة، البوابة الوحيدة للتوبة، اما نحن فلن نكف عن الغناء وحب الحياة.

&