ساعد الثبيتي

على غرار برامج "يسر"، و"هدف"، و"أبشر"، كيف يمكن تحويل المبادرة التي أطلقتها كلية الباحة الأهلية للعلوم إلى برنامج وفاء –يحمل اسم حزم- لأبناء وأسر أولئك الشهداء الأبطال الذين سقوا أرض الوطن بدمائهم الطاهرة؟
هذه المبادرة كما قال عنها رئيس مجلس أمناء كلية الباحة الأهلية للعلوم الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، مبادرة وفائية تتضمن تخصيص عشرة مقاعد كمنح دراسية لذوي الشهداء للدراسة في أي تخصص من أقسام الكلية.
صحيح أن المبادرة انطلقت من إحدى المؤسسات الأكاديمية الأهلية التي استشعرت مسؤوليتها الوطنية والاجتماعية، ولكن لا يمنع ذلك أن تتبناها الجهات المتخصصة، وتجعل منها مشروعا وطنيا يُعنى ببرامج الابتعاث الخارجي، وكذلك المنح الدراسية الداخلية لأبناء الشهداء في الكليات والمدارس الأهلية، امتدادا لما تقوم به وزارة الداخلية من اهتمام بهذه الفئة.


القاسم المشترك بين "مبادرة حزم" و"عاصفة الحزم" هو الوفاء واستشعار المسؤولية، فكما جاءت "عاصفة الحزم" استشعارا من المملكة بمسؤوليتها الإنسانية والدينية ووفاء للجار الجنوبي، جاءت "مبادرة حزم" وفاء لشهداء الوطن.
هذه المبادرة في حاجة إلى إيجاد نظام إلكتروني وطني أشبه بأنظمة مبادرات بعض مؤسسات الدولة التي استُحدثت أخيرا، وإنشاء قاعدة بيانات بمعلومات ذوي الشهداء، ويرتبط هذا البرنامج بكل مؤسسات الدولة الحكومية والقطاع الخاص، بحيث يُعرف ذوو الشهداء عند مراجعتهم للجهات الحكومية بمجرد الاستعلام بأرقام سجلاتهم المدنية، ومن ثم تكون لهم امتيازات خاصة في المنح الدراسية وبرامج الابتعاث والمفاضلات الوظيفية، والعلاج، والقروض العقارية، والخدمات المختلفة، وهذا أقل ما يقدم لأبناء وذوي الشهداء.
من عهدة الراوي:
وبعد أن أصبحت مبادرة حزم واقعا ملموسا في إحدى المؤسسات التربوية الأهلية التي تقع تحت مظلة وزارة التعليم، أصبحت الكرة في مرمى وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل لتتبنى وزارته هذه المبادرة، وأنا على يقين أنها لم تغب عن ذهنه، وهو الوزير الذي يعد من أكثر الوزراء الجدد إطلاقا للمبادرات.