علي العنزي
لا شك أن ما قامت به المملكة العربية السعودية بالتصدي للنفوذ الإيراني في اليمن، وضرب جماعة الحوثي التي استولت على السلطة فيه بانقلابها على الشرعية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، هو عين الصواب، فالسعودية بقيادتها للتحالف العربي المدعوم إسلامياً ودولياً، إنما تحمي مصالح الشعب اليمني وتحفظ له استقراره وأمنه، ناهيك عن حمايتها لمصالحها والمصالح العربية، لذلك تحظى عاصفة الحزم والتي انطلقت من عاصمة الحزم، بدعم شعبي يمنياً أولاً وسعودياً وخليجياً ثانياً، حيث غطت القنوات الفضائية الإقليمية والدولية مشاهد المظاهرات المؤيدة للعملية، التي انطلقت في المدن اليمنية فور سماع الشارع اليمني ببدء عملية الحزم، يلوح فيها المتظاهرون بإعلام المملكة العربية السعودية واليمن جنباً إلى جنب، وصور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو دليل قاطع على تأييد الشعب اليمني لعاصفة الحزم، وهو مؤشر واضح على عدم قبول الشارع اليمني لهذه الجماعة المسلحة المؤتمرة بالأوامر الإيرانية.
&
لقد جاءت عاصفة الحزم استجابة لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي بحماية الشعب اليمني والدولة اليمنية من قراصنة الحوثي، لذلك حظيت بالتأييد المحلي والإقليمي والدولي، كما أن هذه العاصفة أظهرت مدى الحنكة السياسية التي تتمتع بها القيادة السعودية عكسه التأييد الذي حصلت عليه إقليمياً ودولياً، والتحالف العربي الذي بنته للمشاركة في هذه العملية، إضافة لإظهارها أن المملكة تمتلك ذراعاً عسكرية قوية جداً، تستطيع من خلالها تحقيق اهدافها وحماية مصالحها ومصالح أشقائها الخليجيين والعرب، وأن هذه القوة لم تكن في يوم من الأيام قوة اعتداء، وتوسع، بل هي قوة ردع للمعتدي، وقوة حزم لمن يحاول أن يتطاول على المصالح العربية.
&
لقد أظهرت عاصفة الحزم حنكة وحكمة قيادة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فقد اتخذ القرار الحازم و وفي الوقت الحاسم، وبعد أن استنفذ كافة السبل السياسية لردع جماعة الحوثي ومن وراءهم، بدأها منذ أن استطاع أن ينقذ الرئيس هادي من إقامته الجبرية في صنعاء، وهي خطوة تدل على فكر واستراتيجية قائد، ومن ثم بناء تحالف سياسي وعسكري من خلال جعله للرياض محطة لكل من أراد أن يبحث حل للمشكلة اليمينة والتدخل الإيراني في اليمن الشقيق، فعشرات القادة من العرب والمسلمين والأجانب توافدوا على عاصمة الحزم ليلتقوا قائداً رسم وخطط ووفر كل ما يجعل عاصفة الحزم عندما تنطلق يكون حليفها النصر والنجاح الكامل، لذلك لا نستغرب عندما بدأت الضربة الأولى التأييد والاصطفاف خلف الرياض ومشروعها النهضوي الذي بدأ بعاصفة الحزم، ولن ينتهي إلا بإحقاق الحق وحماية المصالح العربية والإسلامية.
&
إن مشاركة الملك سلمان في مؤتمر القمة العربية أظهرت مدى القوة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية، وتأثيرها القوي، فاستنهضت القوة العربية وأحيت التضامن العربي المشترك، فكانت كلمته في القمة خارطة طريق وتشخيص لأحوال العرب والمنطقة، فتطرق للتحالف بين الإرهاب والطائفية، وكذلك القضية الفلسطينية والمأساة السورية، والوضع في ليبيا والعراق، مشخصاً أن من يغذي هذه المشاكل وهذه الأزمات هو التدخلات الخارجية، خصوصاً الإيرانية التي لا تريد خيراً للعرب والمسلمين، لذلك دعا للتضامن العربي من منطلق القوة والاقتدار، بعد أن رأى الجميع قدرة المملكة على قيادة تحالف عربي في اليمن الشقيق، فاستجاب الجميع بالدعوة إلى إنشاء قوة عربية، وهي إحياء لميثاق الدفاع العربي المشترك الذي أيده الجميع، وكذلك أيد الجميع عاصفة الحزم، وشاركت عدد من الدول العربية في هذه العاصفة، إيماناً منها بعدالة القضية، وبموقف المملكة الحازم لحماية المصالح العربية في اليمن، من خلال إعادة الأمن والاستقرار لليمن، واجتثاث النفوذ الإيراني، والقضاء على من باع نفسه للأجنبي من أجل مصالح شخصية أو فئوية ضيقة.
&
استطاعت القيادة السعودية، منذ بدأ عاصفة الصحراء أن تحضى بتأييد دولي ابتداءً من الإدارة الأمريكية التي نادراً ما تؤيد أي عمل في بدايته، مروراً ببريطانيا وفرنسا، وانتهاءً بدول الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن تأييد العالم الإسلامي، فتحولت الرياض منذ اليوم الأول إلى وجهة للعديد من المسئولين الدوليين، سياسيين وعسكريين، فمن ماليزيا، إلى إندونيسيا، فباكستان، إضافة إلى رئيس مجلس النواب الأميركي الذي زار المملكة وقابل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ليتبين للجميع أن القيادة السعودية في تخطيطها لعاصفة الحزم لم تترك أي ثغرة يستطيع الحاقد والطامع النفاذ منها، فهذه هي الخطط الاستراتيجية المحكمة التي سوف تكون نموذجاً سياسياً واستراتيجياً يحتذى به.
&
ما قاله خادم الحرمين الشريفين خلال استقباله لأمراء الأفواج وشيوخ القبائل يوم الثلاثاء الماضي، بأن "أبوابنا وهواتفنا وآذاننا مفتوحة لمن له رأي أو حاجة" هي تعكس القوة التي تحظى بها القيادة السعودية وهي نابعة من التفاف شعبها حولها وتأييده لها بشكل مطلق، وثقته بها، فالشعب السعودي وقف خلف قيادته، واثقاً بحكمتها وحنكتها، وهذا هو ديدن هذا الشعب الذي لم يخذل قيادته يوماً من الأيام، وأثبتت الأيام والوقائع، التفاف هذا الشعب ومحبته وولائه لقيادته، وكم راهن الحاقدون على زرع الخلاف بينه وبين قيادته، لكنه خذل المتآمرين الداعين لخروجه على قيادته التي بايعها على الحكم بشرع الله وسنة رسوله، وها هو ينعم بالأمن والأمان، بينما العديد من الدول تفتقد لهذا الأمن الذي تنعم به المملكة العربية السعودية وشعبها، ولذلك عبر الشعب السعودي اليوم عن تأييده لعاصفة الحزم من خلال ما نتابعه على صفحات الصحف والقنوات الفضائية ووسائل الإعلام الجديد، وهذا الالتفاف والتأييد الشعبي مهم جداً، فهو يرفع الروح المعنوية للقيادة أولاً وللجنود وصف الضباط والضباط وبكافة أصنافهم وتخصصاتهم في الداخل والخارج ثانياً، فالشعب السعودي اليوم فخور بهذه القيادة الحازمة، وبشجاعة طياريه وجنوده البواسل، وكذلك برجال أمنه الداخلي الذين يسهرون على أمن واستقرار البلد المهم جداً في هذه الأوقات.
&
اعتقد أن عاصفة الحزم أصبحت نقطة تحول وارتكاز للوضع وللمستقبل العربي، وسنرى آثارها ونتائجها وانعكاساتها الإيجابية عربياً وإسلامياً في المستقبل القريب، واعتقد إنها أعادة الهيبة العربية، فمن رياض العرب انطلقت عاصفة الحزم من أجل اليمن والعرب.
&
التعليقات