تركي عبدالله السديري


من المؤسف ما نراه اليوم لدى روسيا كموقف ضد الدول العربية التي تقوم بدورها المشرف ضد العصابة الحوثية.. للأسف روسيا تضع نفسها ضد العالم العربي برغم تاريخ طويل في تحالفها مع العرب عسكرياً فترة المواجهات العربية ضد إسرائيل في الستينيات والسبعينيات، لتؤكد بتصرفها الأخير أنها ليست حليفة للعرب، بل للأنظمة الغاشمة والمعزولة مثل النظام السوري..

طبعاً روسيا لا تستطيع أن تفعل شيئاً بعيداً عن حدودها، ولن تستطيع أن توقف السعودية ودول التحالف العربي.. يبين ذلك بكل وضوح من خلال كلمة الأمير سعود الفيصل التي سخّف فيها رسالة الرئيس بوتين خلال القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ..

سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل - وهو عميد الدبلوماسية العربية بخبرة تصل إلى الأربعين عاماً على رأس الحضور في السياسة العالمية - يعلم جيداً حدود التأثير الروسي التي لا تزيد عن مشاغبة دبلوماسية ومساومات في غير محلها..

للأسف روسيا دائماً حليف الدول التي تعادي أمريكا، وبعد نهاية هذه الدول مع أمريكا يتركون روسيا ويعودون لأمريكا..

انظروا إلى التاريخ الآن؛ إيران تحاول صنع جسور مودة مع أمريكا بعد المفاوضات الأخيرة في سويسرا.. السبب أن روسيا تفتقد الاستراتيجية وصنع الشراكات الطويلة، وعلاقتها بالنظام الحاكم وليس الشعب بمثل علاقتها الحالية مع بشار..

لم تكن روسيا تحتاج أن تقوم بموقفها الأخير ضد دول التحالف العربي؛ لأنه لا أحد ينوي مشاغبتها على القوقاز أو جمهورية أوكرانيا..

في نظري أن مشكلة روسيا ليست الحصار الدبلوماسي والاقتصادي عليها من الغرب، بل من العداوات التي تصنعها ضد ذاتها وكذا التحالفات المحدودة الزمن والهدف لها خارجياً..
&