&أوباما اعتبر الاتفاق حول برنامجها النووي «تاريخياً»
&&بدأت إيران مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر بعد سنوات عانت خلالها من العقوبات الاقتصادية والسياسية بسبب المخاوف من برنامجها النووي، ودشّن ذلك عمليا بصدور البيان الختامي المشترك للمفاوضات النووية بين طهران ومجموعة (5+1) في لوزان بسويسرا من قبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني.
وكان المفاوضون الإيرانيون والأوروبيون أعلنوا أمس الخميس على شبكات التواصل الاجتماعي التوصل إلى اتفاق مرحلي حول البرنامج النووي الإيراني، فقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في تغريدة على تويتر «أنباء سارة»، فيما غرد وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف مؤكدا «التوصل إلى حلول»، كما أشار وزير الخارجية الألماني في تغريدة إلى «تفاهم بشأن النقاط الأساسية بغرض التوصل إلى اتفاق نهائي».
وتتالت بعدها تصريحات المسؤولين الدوليين فأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحافي أمس بالاتفاق، إلا أنه حذر طهران من أن العالم يراقبها ليتأكد من التزامها بالاتفاق.
وقال «إذا لجأت إيران إلى الخداع فإن العالم سيعرف»، موضحا أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد محادثات ماراتونية في مدينة لوزان السويسرية يقوم ليس على الثقة بل على «التحقق غير المسبوق».
وبدورها أعلنت الرئاسة الفرنسية أنها «ستسهر»على ان يكون تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع ايران «موثوقا به ويمكن التحقق منه»، محذرة من أن العقوبات «ستفرض مجددا إذا لم يطبق الاتفاق».
وأضافت الرئاسة الفرنسية في بيان أن «فرنسا ستحرص كما تفعل دائما بالتنسيق مع شركائها، على أن يتم تنفيذ (التفاصيل) بهدف التوصل إلى اتفاق موثوق به ويمكن التحقق منه»، محذرة من أن «العقوبات التي رفعت يمكن أن تفرض مجددا إذا لم يطبق الاتفاق».
وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أمس الخميس إن اتفاق الإطار مع إيران يمثل «خطوة مهمة» تجاه منعها من الحصول على أسلحة نووية.
وأضافت في بيان بعد أنباء عن التوصل للاتفاق في المحادثات بين القوى العالمية وايران في لوزان بسويسرا «اقتربنا أكثر من أي وقت مضى من اتفاق يجعل من المستحيل لإيران أن تمتلك أسلحة نووية.»
فيما اعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن الاتفاق سيضمن، في إطار المعايير المتفق عليها، بأن برنامج طهران سيكون سلميا.
وكشفت خبيرة دولية معروفة من مجلس الاطلسي ان الولايات المتحدة أقنعت إيران بالموافقة على صفقة لمدة 15 عاما وافقت طهران بموجبها على تدابير مختلفة لقطع المسارات الاربعة للسلاح النووي.
وقالت الخبيرة باربرا سلافيين خلال مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين إن إيران تريد ان تبقى التفاصيل سرية حتى موعد اختتام المحادثات يوم 30 حزيران/ يونيو، ولكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما تريد نشر بعض التفاصيل حتى تخمد التهديدات المطالبة بتشريعات تفرض عقوبات جديدة على إيران.
كما أكدت «ورقة حقائق أمريكية» نشرت أجزاء منها وكالة أنباء رويترز أن عمليات التفتيش القوية لسلسلة إمداد اليورانيوم في إيران ستدوم 25 عاما، وأن العقوبات الامريكية على إيران بسبب الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان والصواريخ طويلة المدى ستبقى بموجب الاتفاق النووي المستقبلي.
وأكدت الورقة ما كشفته الخبيرة الدولية حول موافقة طهران على عدم بناء أي منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم لمدة 15 عاما، وأنها وافقت على تقليص مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب البالغ 10000 كيلوغرام الى 300 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 3.67٪ طيلة المدة المذكورة.
كما أشارت إلى أن قرارات مجلس الأمن الدولي السابقة سترفع مع معالجة إيران للمخاوف بشأن برنامجها النووي.
من ناحيته أكد وزير الخارجية الإيراني أن قرارات مجلس الأمن الدولي ستنتهي بموجب اتفاق شامل مستقبلي، وتحدثت وسائل الإعلام الإيرانية أن الاتفاق يتعلّق بعشرة أعوام وليس خمسة عشر عاماً كما قيل.
هذا وأثنى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على نتائج المفاوضات مع إيران بخصوص ملفها النووي، واصفا ذلك بأنه «يوم عظيم».
وكتب رئيس الدبلوماسية الأمريكية على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا إنه أصبح الآن لدى الدول المشاركة في المفاوضات «معايير لحل القضايا الكبرى المتعلقة بالبرنامج النووى الإيراني».
أضاف كيري قائلا: «وسنعود قريبا للعمل بشأن الصفقة النهائية في هذا الصدد».
وأعرب كيرى عن» عظيم الشكر»لفريق الدبلوماسيين الأمريكيين الذين عملوا خلال المفاوضات».
كان الرئيس أوباما مارس ضغوطا متواصلة باتجاه تحقيق اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني برغم المقاومة التي أبداها الكونغرس الأمريكي لهذا الاتفاق.
من جهته جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوة أمس الخميس للقوى العالمية لكي تسعى «لكبح» قدرات إيران النووية بشكل كبير ضمن أي اتفاق في المحادثات بين الطرفين.
وفي رسالة عبر موقع تويتر جدد نتنياهو مطالب إسرائيل بأن تكف إيران عن «إرهابها وعدوانها».
وربط بتعليقاته رسما توضيحيا لضلوع إيران في صراعات الشرق الأوسط بما في ذلك في اليمن والعراق ولبنان ومصر، في حين كانت تتواصل المحادثات في لوزان.
وكتب نتنياهو قائلا «أي اتفاق ينبغي أن يكبح بشكل كبير قدرات إيران النووية.»
ونتنياهو هو أحد المنتقدين للاتفاق مع إيران وأبدى شكوكه في أن يحقق هدف إسرائيل في منع إيران من تحقيق القدرة على إنتاج سلاح نووي.
&
التعليقات