رام الله – بديعة زيدان: «صراع الإرادات»، هو الاسم المبدئي للمسلسل الذي بدأ المخرج الفلسطيني يوسف الديك تصويره في عدد من مدن الضفة الغربية، وبخاصة مدينة رام الله، عن نص وسيناريو للكاتب جمال مشهور، وإنتاج شركة الفينيق للثقافة والفنون، على أمل عرضه في رمضان المقبل، على شاشات فلسطينية أو عربية.
&
والعمل، الذي يعتمد على نص مكتوب منذ تسعينات القرن العشرين، يعبر، وفق الديك، عن «مرحلة مهمة من تاريخ الشعب الفلسطيني»، ألا وهي انتفاضة عام 1987، وتعرف بـ»الانتفاضة الأولى»، إذ يغوص «صراع الإرادات» في العلاقات الاجتماعية ما بين طبقات وشرائح مختلفة للشعب الفلسطيني في تلك الفترة التي شهدت صراعات يومية مع الاحتلال الإسرائيلي، سواء من خلال الفعل في الميدان، أو مواجهة المتعاونين مع الاحتلال (العملاء أو الجواسيس).
&
ولا يغفل العمل العلاقات الإنسانية التي من شأنها تغيير الصورة النمطية عن الفلسطيني، من خلال قصة حب تجمع بين شاب وفتاة، مع أن هذا النوع من العلاقات كان مغيباً في تلك الفترة، بل وربما يعتبر من المحرمات، ليؤكد أن لا تعارض بين العشق بمفهومه الكلاسيكي، وبين الحالة النضالية الفردية والجمعية، في طرح جريء يتطرق لقضية شائكة تتمثل في ظاهرة «الزواج المختلط» بين أتباع الديانات المختلفة، والحديث في فلسطين بطبيعة الحال عن المسلمين والمسيحيين.
&
ويرى الديك، انحيازه لـ»الانتفاضة الأولى»، أمراً طبيعياً، كون تلك المرحلة «لا تزال تعيش في وجدان وضمير الشعب الفلسطيني كمرحلة نقية ومؤلمة في آن، وعلامة بارزة في تاريخ هذا الشعب في ما يتعلق بمسيرته المتواصلة في صراعه مع الاحتلال، وسعيه الدائم للاستقلال، وتحقيق حلمه بدولة مستقلة على أرضه المحتلة».
&
ويقول الديك لـ»الحياة»: «حتى اليوم لا تزال حكايات الانتفاضة تسكن الكثير ممن عايشها، أو ممن استمع إليها ممن انخرط في يومياتها، حتى باتت أشبه بالحكايات الأسطورية، فهي شكلت حالة ما من الانتصار، لكنها للأسف لم تأخذ حقها في التوثيق، بخاصة على صعيد الدراما التلفزيونية».
&
ويتحدث عن أهمية الالتفات لإنتاج الدراما في فلسطين، بخاصة بعدما حققته السينما الفلسطينية في العقد الأخير من نجاحات عالمية، لافتاً إلى أن الثورات العربية والتحولات في المنطقة جعلت المشاهد العربي يتوق للتعرف إلى تفاصيل الحكاية الفلسطينية عبر الشاشة.
&
ويقول: «في السابق كان المشاهد العربي يتابع فلسطين كخبر، وبات لا بد أن يتابع تفاصيل الحيوات الفلسطينية من خلال الدراما، التي نسعى ليس فقط لإدراجها على الخريطة البرامجية للقنوات الفضائية الفلسطينية، بل والعربية أيضاً، مشدداً على أن في فلسطين ممثلين مبدعين وكادراً فنياً وتقنياً قادراً على إدارة عجلة الإنتاج... لو نجحنا في تسويق «صراع الإرادات» كتجربة درامية فلسطينية خالصة قد نخطو خطوات مهمة باتجاه البدء في وضع لبنة لصناعة دراما فلسطينية، تكسر حاجز الرهبة عند الجهات الرسمية، وعند القطاع المدني والخاص في فلسطين، وحتى في العالم العربي لدعم الدراما الفلسطينية».
&
ويكشف الديك أن هناك موافقات مبدئية لمشاركة نجوم عرب في «صراع الإرادات»، وبخاصة نجوم الدراما الأردنية، إضافة إلى ممثلين بارزين من فلسطين، انخرطوا في عملية التصوير المتواصلة، وبينهم: نسرين فاعور وكامل الباشا وحسين نخلة ومحمود عوض وميساء الخطيب، وعدد من خريجي الدراما والمسرح من النجوم الجدد، وبينهم الممثلة ياسمين قضماني من الجولان السوري المحتل، وتلعب دوراً أساسياً في المسلسل، الذي لا يزال ينتظر فضائيات فلسطينية أو عربية، ليضمن موقعاً له على الخريطة البرامجية الرمضانية، بعد شهرين أو يزيد قليلاً.