الصحافة الأميركية: رهان على مصالحة عراقية.. وهيلاري بحاجة إلى «فلسفة جديدة»

&&طه حسيب

&

&«يو إس إيه توداي»

تحت عنوان «الزعيم العراقي سينشد دعماً أميركياً متواصلاً في محاربة داعش»، استبق «جيمس ميشيلز» زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن، والتي بدأت أمس، بتقرير في «يو إس إيه توداي» يوم الأحد الماضي، استهله بالقول إن هذه الزيارة هي الأولى للعبادي، وهو يسعي من خلالها لمزيد من الدعم الأميركي في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يسيطر على ثلث مساحة العراق. واشنطن، حسب الكاتب، سترحب بالمطلب العراقي، كونها تنظر لـ«داعش» كمصدر تهديد متنامٍ. لكن للولايات المتحدة رغبة في أن يسير العراق على طريق المصالحة بين الطوائف، وأن تنأى الحكومة العراقية بنفسها عن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران. وحسب «جبيمس جيفري» سفير الولايات المتحدة السابق في العراق، فإن أميركا ترغب في فِطام القوات المسلحة العراقية من الميليشيات المدعومة من إيران. البيت الأبيض ينظر للعبادي كقائد قادر على تحقيق المصالحة بين العراقيين، خاصة وأن سلفه نوري المالكي انتهج سياسات استعدى من خلالها السُنة، ما وفر مناخاً سمح لتنظيم «داعش» بالسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

«واشنطن بوست»

يوم الأحد الماضي، وتحت عنوان «صياغة الأجندة هي الجزء الأصعب بالنسبة لهيلاري»، رأت «واشنطن بوست» أنه بإعلانها خوض السباق الرئاسي، تدخل هيلاري كلينتون هذه المنافسة وهي تمتلك شهرة عالمية ومهارات لا ينكرها أحد وسجلا كبيرا في العمل الجاد، لكن هيلاري تدرك جيداً أن الطريق إلى البيت الأبيض ليس سهلاً. وحسب الصحيفة، فإنه بحلول عام 2016 سيكون قد مرت 8 سنوات على وجود «الديمقراطيين» في البيت الأبيض، وساعتئذ ستكون لدى كثير من الناخبين رغبة في التغيير، وإذا كانت هيلاري ترغب في الفوز بترشيح حزبها في الانتخابات التمهيدية، وهي على الأرجح ستنجح في ذلك فإن عليها إطلاق وعود بالتغيير وتمييز نفسها عن أوباما وسياساته دون أن تخسر معجبيه، وأن تنجح فيما فشل فيه «الديمقراطي» آل جور عام 2000 عندما لم يستطع الفوز على بوش الابن بعد فترتين من رئاسة بيل كلينتون ذي الشعبية الكبيرة نسبياً. هيلاري بحاجة إلى الظهور بفلسفة واضحة في الحكم تناسب المرحلة الراهنة، هي وعدت بأن تصبح في عيون عامة الأميركيين «بطلة»، لكنها لم توضح كيف ستغير الاقتصاد.

«نيويورك تايمز»

في افتتاحيتها ليوم السبت الماضي، وتحت عنوان «مرحلة جديدة من الهجمات المعادية لأوباما»، نشرت «نيويورك تايمز» افتتاحية، استهلتها بالقول إنه كلما اقتربت رئاسة أوباما من نهايتها، علت أصوات «الجمهوريين» واشتد غضبهم في الهجوم على الرئيس، وتلك ظاهرة واضحة للعيان ولا تخطئها العين. المشرعون «الجمهوريون» في واشنطن وشتى أرجاء الولايات المتحدة، يركزون على وضع العراقيل أمام أجندة أوباما والإساءة إليه شخصياً وذلك منذ وصوله إلى البيت الأبيض عام 2009. لكن نبرة الخطاب السياسي المعارض لأوباما باتت مزعجة، فهي لا تستهدف مجرد النيل من سياساته، بل إلحاق الضرر بشرعيته كرئيس. وحسب الصحيفة، حاول «الجمهوريون» الهجوم على أوباما والتشكيك في «مواطنيته» والتذكير بأنه أسود ومن ثم أفريقي، والإشارة إلى أنه يدين سراً بالإسلام، وفي هذا المنحى يتسم الهجوم بالعنصرية. النموذج الصارخ على هجمات «الجمهوريين» على الرئيس تمثل في الخطاب الذي وقعه 47 سيناتوراً «جمهورياً» في مجلس الشيوخ، والذي يشير إلى أن أوباما ليست لديه سلطة في التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، ولنا أن نتخيل ماذا كان سيحدث لو أقدم «الديمقراطيون» على خطوة مماثلة وكانوا أرسلوا رسالة للكرملين عام 1986 يخبرون فيها جورباتشوف بأن رونالد ريجان ليست لديه السلطة في التفاوض على خفض الترسانة النووية. ليس هناك اختلاف بين خطاب «الجمهوريين» وخطاب «الديمقراطيين» المفترض، المشكلة في الحقيقة أن بعض المشرعين «الجمهوريين» لا يحبون أوباما ويرفضون إحرازه أي انتصار سياسي. والأخطر من هذا أن «الجمهوريين» يهاجمون أوباما في أمور قد حسمها الأميركيون منذ الحرب الأهلية، فالمشرعون في ولاية أريزونا يجهزون مشروع قانون يحظر على هذه الولاية توظيف أية موارد بشرية أو مالية في تنفيذ أو تسهيل أو التعاون مع أي أمر تنفيذي يصدره رئيس الولايات المتحدة لم يتم تأكيده في الكونجرس أو لا يتسق مع الدستور. ويبرر «الجمهوريون» مواقفهم بأن أوباما يتصرف كملك ويصدر أوامر تنفيذية تتعلق بمسائل الهجرة والتلوث، هذه الاتهامات تزيد من حالة عدم الثقة في الحكومة وتلحق الضرر بمنصب الرئيس وليس فقط شخص أوباما.

«شيكاغو تريبيون»

في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «ضرب بوكو حرام»، علّقت «شيكاجو تريبيون» على حوار أجرته هيئة الإذاعة البريطانية »بي.بي.سي« مع الرئيس النيجيري »محمد بخاري«، وطرحت عليه تساؤلاً مؤداه: ماذا تخططون بشأن التعامل مع «بوكو حرام»؟ هل تتفاوضون معها أو تضربونها بشدة؟ إجابة «بخاري» كانت أمينة حيث قال: نضربهم بماذا؟ ربما تكون إجابة «بخاري» هادئة أو ساخرة، لكن ليس سراً أن نيجيريا رغم اقتصادها الأكبر حجماً في أفريقيا، فإن جيشها دون المستوى، لذا يتعين على بخاري الرئيس المنتخب المنخرط في الديمقراطية، والذي كان ضابطاً سابقاً، أن يُجري إصلاحات في الجيش بأقصى سرعة ممكنة. فحركة «بوكو حرام» تُشكل تهديداً لنيجيريا وما ورائها، خاصة وأن الحركة اصطفت مع «داعش»، ما يعني أننا أمام خطر يشبه الخطر القائم في الصومال وأفغانستان وسوريا، حيث لا يوجد قانون والميليشيات المسلحة تنشط وتنتشر. الحركة تنشط منذ ست سنوات، وعدد مقاتليها يبلغ 10 آلاف مقاتل، وقتلوا آلاف المدنيين وسيطروا على مناطق شاسعة شمال شرق نيجيريا، ومن أشهر جرائمهم اختطاف 276 فتاة العام الماضي وهن لا يزلن في قبضة الحركة. الغريب أن تشاد والنيجر يقومان بمعظم الأدوار القتالية ضد «بوكو حرام» علماً بأنه يتعين على نيجيريا القيام بالدور الأكبر. وحسب الصحيفة، فإن مشكلات الجيش النيجيري تعكس ثقافة الفساد وسوء الإدارة في البلاد، فرغم غنى نيجيريا بالنفط، فإن ثمة فجوة هائلة بين شمال مسلم وجنوب مسيحي، ناهيك عن تفشي الفقر. بخاري الذي قال إن «بوكو حرام» ستدرك قريباً قوة إرادتنا الجماعية. فهو سيحارب الحركة بجيران نيجيريا وبالتعاون مع المجتمع الدولي.

&

&