شملان يوسف العيسى

كشف متحدث باسم الحكومة اليمنية عن عزم حكومته التقدم بطلب عضوية مجلس التعاون الخليجي. مشكلة القيادة اليمنية التي طالبت بالانضمام إلى مجلس التعاون هو تصورها الخاطئ بأن الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي يمكن تحقيقها بتبني فكرة انضمام اليمن للمجلس الخليجي.

بعيداً عن التمنيات الطيبة والأماني والنظريات المخلصة، ثمة سؤال مؤداه: هذه الفكرة ستلقى القبول والتطبيق؟ من دون الحاجة إلى دراسة ما إذا كانت البيئة السياسية في اليمن ملائمة ومستعدة من الانتقال من حالة الفوضى والحروب الأهلية والنزاعات القبلية والمذهبية إلى حالة الاستقرار. السؤال الذي نود طرحه على من يطالب بضم اليمن لمجلس التعاون: هل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية مهيئة ومتقبلة للانضمام. في بلد لا توجد فيه سلطة مركزية واحدة يحترمها كل طوائف الشعب اليمني؟ كيف يمكن المطالبة بالانضمام للمجلس واليمن لا يوجد فيه استقرار سياسي أو اقتصادي، لذلك مطلوب أولاً ضمان الأمن والاستقرار في كل ربوعه؟

&


التساؤل الثاني: هل النخبة السياسية والقبلية والحركات السياسية والأحزاب المتعددة لديها الاستعداد للتخلي عن ولاءاتهم القبلية والطائفية والمناطقية من أجل الانصهار في بوتقة المواطنة والتخلي عن ولاءاتهم الجانبية من أجل توحيد الشعب اليمني وضمان أمنه واستقراره؟

وحتى لا يتم اتهامي بأنني ضد انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي، أعتقد بأن هنالك خطوات عملية وعقلانية يجب أن تتخذ قبل الإقدام على الانضمام لمجلس التعاون الخليجي وهذه الخطوات هي أولاً: الدعوة إلى حوار وطني بين جميع فئات المجتمع اليمني من دون إقصاء أحد تحت إشراف دولي محايد للعمل على حل مشاكلهم المعلقة في مجتمع قبلي موغل في القبلية والطائفية. يتركز الحوار حول ما هو النظام السياسي الملائم لليمن ويصلح لهم كشعب على أن يكون هذا النظام نظام مؤسس يسعى إلى التقليص التدريجي لنفوذ القبلية والطائفية وإحلال فكرة «المواطنة» عند الفرد اليمني بعيداً في الولاءات الجانبية.

ثانياً: نحتاج إلى برلمان منتخب في الشعب يتم اختياره من قبلهم على أن يتكون البرلمان من مجلسين. مجلس الشعب يتم انتخابه من الشعب بشكل مباشر، أما المجلس الأعلى (مجلس الأعيان) فيضم النخبة الثقافية والعلمية من قضاة ومحامين وأطباء وعلماء اليمن يتم اختياره.. كما يتم اختيار رؤساء القبائل والطوائف والأقليات اليهودية والمسيحية وغيرهما في اليمن، مهمة المجلس الأعلى مراقبة أداء مجلس النواب أو الشعب حتى لا يتحول أداة للأحزاب الدينية أو القبائل والطوائف وغيرهم.

ثالثاً: يحتاج اليمن في المرحلة القادمة بعد انتهاء الحرب إلى مشروع مارشال خليجي ينهض باليمن اقتصادياً، وحتى يصلح حالة الشعب يحتاج إلى توفير الخدمات من تعليم وصحة وكهرباء وماء وغيرها. كما نحتاج إلى إقامة صناعات والاهتمام أكثر بالزراعة لتوظيف شباب اليمن وخلق فرص جديدة لهم. وأخيراً مطلوب من الجميع في الخليج والوطن العربي فتح حوار حضاري وعلمي مكثف حول كيف يمكن إنقاذ اليمن من أزماته المتكررة. والشعب اليمني شعب طيب، ويستحق الحياة ومن حق أطفاله الأبرياء التطلع إلى حياة أفضل مما هم عليه.
&