دحام العنزي

نشهد الله ونشهد المحمدين محبتهم والولاء لهم وسعادتنا بما حصل من دعم للاستقرار ومحافظة على الدولة وترسيخ الانتقال السلمي للسلطة وخلق مشهد آمن في المستقبل البعيد والقريب

&


الأوامر الملكية الحكيمة التي تم إعلانها بعد فجر يوم الأربعاء الماضي كانت لبنة قوية وفاعلة يضيفها ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين إلى بناء الدولة الحديثة وتثبيت دعائم الانتقال السلس للسلطة.


حزمة أوامر الخير تلك كانت محل قبول الشعب السعودي ورضاه ومباركته، بل إنني لا أبالغ إذا قلت إن الجميع كان ينتظرها بفارغ الصبر لما لها من تأثير في خلق واقع مستقبل مختلف لمملكتنا الحبيبة. هذه الأسرة المباركة التي يمتد حكمها منذ ما يزيد عن ثلاثمئة سنة كانت ولا تزال ممثلة بملوكها وأئمتها الذين توالوا على تقاليد زمام السلطة في البلاد حريصون كل الحرص على إرساء قواعد وتقاليد تستحق الاحترام فعلا.


ولي العهد السابق الأمير مقرن ذلك الرجل الذي يعلم الكل ما بذله من مجهود جبار لخدمة الوطن من خلال عمله مع الملك عبدالله -يرحمه الله- والملك سلمان أبى إلا أن يضع بصمته في الدفع باتجاه دعم حكومة الشباب المنتظرة. تقدم إلى الملك بطلب إعفائه من منصبه "ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء" وليس هناك سعودي واحد لا يعلم لماذا تقدم مقرن الذكاء ومقرن التطوير بهذه الاستقالة وفي هذا التوقيت بالذات. صاحب السمو الملكي الأمير مقرن يؤمن أنه قد حان الوقت ليتولى الجيل الثالث من الأسرة مسؤوليات الحكم، وكان يدعم هذا التوجه لذلك اتخذ هذا القرار الموفق والصائب من أجل أن يصبح الأمير محمد بن نايف وليا للعهد. أدرك بثاقب نظره أن هذا الوقت هو الأنسب ليبدأ هذه المرحلة التي طالما انتظرها الشعب، وها هو يراها تتحقق حيث أصبح ولي العهد ونائبه هم السلطة الأعلى بعد خادم الحرمين كنائب لرئيس مجلس الوزراء ونائب ثاني ولي عهد وولي ولي عهد.


خادم الحرمين أشار في أمره الملكي المتعلق بخطاب الأمير مقرن بطلب الاستقالة إلى مدى مشاعر الحب والاحترام التي يكنها له، وكأنه يقول لقد باركت هذا التوجه وسأقبل بإعفائك من أجل ذلك الحلم الذي طالما راودنا وهو رؤية قيادة شابة مثل الأمير محمد بن نايف وهو في بداية الخمسينات وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي لا يزال في بداية عقده الثالث. هذا الترتيب للبيت الداخلي والثقة الملكية بتلك العقليات الشابة لتقود المرحلة القادمة بكل اقتدار إحدى حسنات خادم الحرمين الكثيرة لما لتلك الأمور من دعم قوي للاستقرار والتبشير بمستقبل مشرف. كان أبرز تلك الأوامر بل أهمها تعيين ذي الهمة سمو الأمير محمد بن نايف وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى احتفاظه بحقيبة وزارة الداخلية وتعيين فخر الأمة الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بحقيبة وزارة الدفاع، وتعيين معالي الأستاذ عادل الجبير وزيرا للخارجية بعد قبول طلب استقالة عميد الدبلوماسية العربية سعود الفيصل لظروفه الصحية التي لا تخفى على أحد منذ أعوام عدة، بعد أن قاد السياسة الخارجية لما يزيد عن أربعة عقود بكل نجاح. ذو الهمة لقب يطلقه الشباب السعودي على ولي العهد الجديد الذي كان يدير ملفا أمنيا لدولة بحجم قارة بكل كفاءة واقتدار محاربا للإرهاب مجففا لمنابعه مناصحا لمن وقع فيه من مواطنيه لدرجة أذهلت العالم الغربي، فتسابقت دوله مطبقة للتجربة الناجحة مثنية على صاحبها، منذ أن كان مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية والنجاحات تتوالى في دحر الإرهاب التكفيري بهمة عالية، وكنا ولا زلنا نرى الأمير نايف -يرحمه الله- في ابنه محمد يحفظه الله، فخر الأمة الأمير محمد بن سلمان يجمع اغلب شرائح المجتمع السعودي بمختلف أطيافه وكثير من شعوب العرب على استحقاقه لهذا اللقب عن جدارة لما أبداه من اقتدار وكفاءة كوزير للدفاع والأعمال الجبارة التي قام بها كفارس عربي نبيل قادة معركة العزة والكرامة ضد تدخلات الأجنبي في المنطقة ونصرة لليمن السعيد وشعبه الذي استغاث بأبيه فشمر عن ساعديه ملبيا نداء الكرامة، هو قليل الكلام والتصريحات جدا لكنه كثير الفعل ويعمل بصمت وحزم وتلك صفات النبلاء العظام ورجال الدولة.


اللهم نشهدك مبايعتنا ولي العهد وولي ولي العهد على المنشط والمكره فيما يرضي الله عز وجل نسمع ونطيع ولا ننازع الأمر أهله. الوطن يحتفل منذ فجر الأربعاء احتفاء بالانتقال إلى حكومة الشباب وتمكينهم بحيث أصبح الأمير محمد أول ولي عهد من الجيل الثالث. نشهد الله ونشهد المحمدين محبتهم والولاء لهم وسعادتنا بما حصل من دعم للاستقرار ومحافظة على الدولة وترسيخ الانتقال السلمي للسلطة وخلق مشهد آمن في المستقبل البعيد والقريب أيضا.
من يسألني عن بلادي السعودية أقول بكل فخر وثقة وطني جار التحديث. لا أكاد أصدق أن النائب الثاني لمجلس الوزراء في بلادي شاب في بداية الثلاثين من العمر وما لهذا من دلالات وآثار إيجابية في نقلة تطويرية على جميع الأصعدة في مشهد لم يكن مألوفا منذ عهد المؤسس الراحل العظيم عبدالعزيز طيب الله ثراه. فعلا يستحق القادة الشباب تلك الألقاب التي أطلقها عليهم شعبهم المحب الذي يثق أنه بوجودهم في أعلى الهرم تحت توجيهات سلمان الحزم سيكون هناك غد أفضل ليس فقط على مستوى الأمة السعودية بل العربية والإسلامية أيضا. أخيراً وفق اللهم ذو الهمة وفخر الأمة لما تحب وترضى.
&