القاهرة - سالي أشرف وسهير عبدالحميد: عاصفة «التجميل» تجتاح الفنانين الرجال أيضاً!...لكنهم ينكرون دائماً أنها مرت بهم!
&
فقد ولّت الأيام التي كانت فيها الفنانات يستأثرن بالطَّرْق على أبواب عيادات التجميل...بعدما صار هوس الجمال والرشاقة والبشرة اللامعة يدفع مشاهير الفنانين الذكور، ليس فقط إلى التخلص من زيادةٍ هنا أو عيب هناك، بل ربما إلى جلب جمال «إضافي»، أو استبقاء الجمال الأصلي، في الاتجاه المعاكس لحركة الزمن!!
&
«الراي» سعت إلى تتبع عاصفة الهوس بالجمال والتجميل التي أذعن لوطأتها الفنانون الرجال، فصرنا نرى الكثيرين منهم يمتلكون أجساماً رشيقة، وبشرات رقيقة، كأنهم في العشرينات من عمرهم، بينما يكونون قد ناهزوا العقدين السادس والسابع...في الحقيقة!
&
لكن الولع بالنجومية والرغبة الحارقة في التشبث بالجاذبية وسط دوائر «الفانز» جعلا الفنان يلهث خلف الجمال الشكلي، بوصفه رأسمال النجم، وخشبة نجاته من الغرق في أمواج الرتابة والتكرار!
&
رحلة «الراي» لم تقتصر على إماطة النقاب عن التجارب التجميلية التي خاضها مشاهير الفنانين العرب في مصر ولبنان، والتعرف على دوافعهم ورغباتهم وغاياتهم...بل ساءلت كوكبة من النجمات الشهيرات عن آرائهن في عمليات التجميل الرجالية، ورؤيتهن لركض زملائهن من الفنانين الذكور على مضمار الجمال والتجميل، واستجوبتهن عن الدوافع الخفية التي يعتقدن أنها تقف وراء المبالغة الرجالية، وحجم العلاقة بين الفن والنجاح والجمال، وهل ينتقدن اللهاث الذكوري خلف عمليات التجميل، أم يرَين أن الوسامة التي تتمخض عنها هي حق للرجال أيضاً؟
&
«نعم» نعرف هوس نجمات الفن في الوطن العربي «عموما»، وفي مصر تحديدا بـ «جراحات التجميل»، ولكن «لا» يعرف الجمهور، أن هناك «نجوما» أيضا، وقعوا في هوى «جراحات التجميل».
&
وعلى الرغم، من أن جراحات التجميل ارتبطت أكثر بالنجمات، فإن «الراي»، وهي تفتش في هذا الملف، تبين لها أن العديد من الفنانين الرجال خضعوا لـ «التجميل»، بعد أن بات الماكياج وسيلة لا تشبع رغبتهم في الحصول على «سن أصغر» أو «شكل أحلى» فوجدوا في عالم «البوتكس» وشد الوجه وغيرهما سرا في الحفاظ على نجوميتهم وشعبيتهم أمام الجمهور...و في ما يلي التفاصيل:
&
الفنان عمرو دياب يثير التساؤلات المشوبة بالدهشة، بين جمهوره ومتابعيه، عن السر وراء احتفاظه بإطلالة مميزة وجسم رشيق، وهو الذي تجاوز سن الـ 50، غير أن ما يتسرب عن كواليس حياته يكشف عن أنه يخضع لعملية حَقن شهرية بمادة «البوتكس»، بهدف شد الوجه وإخفاء التجاعيد بمنطقة الجبهة والأنف وعلى جانبي الفم.
&
مقربون من دياب، قالوا لـ «الراي»، إن عمرو لا يعتمد كلياً على هذه الحقن فقط، بل يحرص منذ بداياته على ممارسة التمرينات الرياضية يوميا للحفاظ على رشاقته، إضافة إلى اهتمامه بالجديد في الموضة العالمية على صعيدي الأزياء وتصفيف الشعر، و«التاتوه»، حتى يكون مختلفاً عن بقية نجوم جيله.
&
النجم الشاب تامر حسني، بدوره سار على خطوات من سبقوه نفسها، لكي يظهر بشكل مماثل ويصبح ملقباً بـ «نجم الجيل».
&
مقربون من حسني، قالوا إنه يستخدم أيضاً حقن «البوتكس» والتمرينات الرياضية، كما خضع لعملية «تان» التي تعمل على تغيير لون الجسم إلى درجة أغمق من لون الجسد الطبيعي.
&
ورغبةً في التميز عمد حسني إلى تخفيف شعر حاجبيه اللذين كان ظهر بهما ملتصقين في بداية شهرته، وقد أكسبها حالياً لوناً أفتح من الأسود.
&
أما الفنان سمير صبري فقد استسلم قبل سنوات لعمليات شد الوجه ونفخ الخدين والشفتين، حتى يظهر بالصورة نفسها التي ظهر بها في صدر شبابه، غير أن خضوعه لهذه العملية مرات عديدة جعله يظهر بصورة مرتبكة أحيانا. وكشفت شخصيات قريبة من سمير صبري عن أن جراحات التجميل سببت له ضعفا في عضلات الوجه.
&
في هذا السياق يُعدُّ الفنان المصري عمر الشريف، من بين أشهر الفنانين الذين أجروا جراحات التجميل، حيث أزال الشامة السوداء التي كانت موجودة أسفل عينه، بعدما اتجه إلى السينما العالمية، وكانت هذه الشامة الشهيرة تظهر في معظم الأفلام المصرية التي قام الشريف ببطولتها.
&
معروف أن الشريف بادر بإزالة شامته عندما عُرض عليه فيلم «دكتور زيفاجو»، وأصبح يعتبرها من الأشياء التي تمثل عيبا في وجهه، ووصل به الأمر إلى حد التصريح سابقاً بأنه لا يحب أن يرى أفلامه القديمة بسبب وجود هذه الشامة، معتبراً أنها تقلل من جاذبيته.
&
أما الفنان هاني شاكر، فهو يحرص على حقن خديه بالبوتكس، من أجل إخفاء التجاعيد أسفل العين، وهي ليست ظاهرة بشكل واضح، في حين من يتأمل وجه الفنان أحمد عز، يلاحظ أنه ظهرت عليه آثار حقن أسفل العين والخدين بالبوتكس، وأثارت الصور التي ظهر بها وجهه في حالة انتفاخ زائد موجة من القلق لدى معجبيه.
&
وفي المقابل نفى عز أن يكون عولج بحقن البوتكس، مؤكداً أنه لا يرغب في إجراء جراحات التجميل.
&
الفنان مدحت صالح انضم إلى طابور الخاضعين لعمليات شد الوجه منذ فترة قريبة، وذلك بعدما مرّ بأزمة نفسية ناتجة عن تعاطيه المخدرات ودخل على اثرها مصحة لعلاج الإدمان، ولكنه عاد أخيراً بصورة تبدو أكثر أناقة وجاذبية في محاولة لاستعادة جمهوره مرة أخرى، حيث خضع لعملية شد الوجه.
&
وانضم إلى قافلة عشاق «الجراحات التجميلية» والمهووسين بها، الفنانون حسين فهمي وشقيقه مصطفى فهمي والمطرب محمد فؤاد وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز، بهدف الحفاظ على نضارة بشرتهم والظهور بشكل أكثر شباباً.
&
باروكة وشعر مزروع
&
وفي منحنى آخر، على طريق «التجميل»، أقبل مجموعة من النجوم المصريين، وخاصة سمير غانم وأحمد آدم وعزت أبو عوف، على تغطية الصلع بالإقبال على «باروكة الشعر».
&
واعترف الفنان محمد هنيدي لـ «الراي»، بأنه قام بزرع شعر صناعي للحفاظ على هيئته أمام الجمهور، موضحاً أنه لا يقوم بأي عمليات تجميل أخرى، حتى لو كان الخضوع للحقن بالبوتكس، ومعبراً عن أن كل خط يظهر في وجهه يذكره بمشواره الفني الذي كان مزيجاً بين الحزن والسعادة والنجاح والسقوط، ومؤكداً أنه لا يجد أزمة في ذكر عمره الحقيقي، وأنا تعود الحديث عن ذلك بصراحة.
&
من زاويته قال الفنان أحمد آدم إنه يظهر بالباروكة في معظم أعماله، ولكن حين تطلب منه الدور الذي يجسده أن ينزعها مثل شخصية «القرموطي»، استغنى عنها على الفور، من دون أن يشعر بأي انزعاج.
&
أما الفنان سمير غانم الذي لازمته الباروكة على مدار سنوات طوال، فقال إن كل مرحلة فنية لها شكلها ومتطلباتها، مضيفاً: «عندما بدأتُ في تقديم البطولات المطلقة وشخصية الجان كان لابد من تغيير الشكل الذي كنتُ أظهر به مع ثلاثي أضواء المسرح، لذلك فكرت في ارتداء الباروكة، وليس عيباً أن يظهر الفنان بشكل جميل أمام جمهوره، وكثير من الرجال سواء كانوا فنانين أو غير فنانين يحبون أن يكون شكلهم جميلاً».
&
الفنان أحمد ماهر، وهو من مشاهير الفنانين الذين يرتدون باروكة منذ بداياته الفنية، لم يظهر بلا باروكة إلا في فيلم «ناصر 56»، مع الفنان أحمد زكي، وهو يرى أنها مهمة بالنسبة إليه.
&
وهناك نجوم آخرون يرتدون الباروكة، ومن بينهم أشرف عبدالغفور ويوسف شعبان، وهادي الجيار، ولكنهم فضلوا عدم الحديث عنها.
&
تدبيس المعدة
&
الأمر لدى «جراحات تجميل الفنانين»، لا يتوقف عند الباروكة وزرع الشعر والحقن بالبوتكس، ولكن هناك جراحات «تدبيس المعدة» التي تساعد الفنانين على الظهور أكثر نحافة ورشاقة.
&
ومن أبرز الفنانين الذين أجروا هذه الجراحة في الفترة الأخيرة الفنان أحمد زاهر الذي فقد 20 كيلوغراماً من وزنه، وذلك أثناء تقديمه لمسلسل «حكاية حياة».
&
وروى زاهر لـ «الراي» تجربته مع فقد الوزن، قائلاً إنه عندما عرض عليه المخرج محمد سامي دوراً في «حكاية حياة»، وهو لرجل وسيم متعدد العلاقات النسائية، اشترط أن ينقص وزنه.
&
أما الفنان ماجد المصري، فقال إن تغيير «النيو لوك» للفنان يبرزه ويجعل شكله جديدا للغاية من دون عمليات تجميل من الممكن أن تؤثر بشكل سلبي أو تظهر أشياء غير مرغوب فيها.
&
وأضاف لـ «الراي»: «إن الرجل المصري دائما لديه رونق وجمال خاص لا يحتاج إلى عملية تجميل، إلا إذا كان شكله سيئا ويريد أن يحسِّن منه، أما إذا أراد النجم أن يغير من نفسه فعليه بتغيير النيو لوك الخاص به من خلال تغيير نمط ملابسه التي تعودها أو من خلال تصفيف شعره بطريقة مختلفة وتغيير قصة لحيته، وهذا يعتبر تغييرا».
&
بريق الشهرة
&
وأجمع عدد من أطباء جراحات التجميل على أن خضوع الفنانين لعمليات التجميل يعود إلى بريق الأضواء والشهرة والمعجبين.
&
وأكد خبير التجميل الدكتور عادل حسين عمرو لـ «الراي» أن «المشاهير أكثر عرضة لعمليات التجميل، مثل تصغير الأنف والتخلص من التجاعيد وشد الوجه، وأيضا التخلص من الوزن الزائد، رغبةً في المحافظة على ما وصلوا إليه من شهرة ونجومية، هذا بالإضافة إلى الظهور بإطلالة أكثر شباباً، فهذه دائماً ضريبة الشهرة».
&
وأكمل: «عمليات التجميل ليست متوقفة فقط على النساء، بل أصبح النجوم أيضا يقبلون عليها للحفاظ على المعجبين، خاصة وأن الرجل لابد أن يظهر بصور أنيقة كي يجذب حوله المعجبين».
&
في هذا السياق تحدث الدكتور هاني شحاتة، استشاري الأمراض الجلدية وخبير التجميل بالليزر في المركز القومي للبحوث، عن هوس الفنانين بالتجميل قائلا: «عمليات التجميل اختلفت كثيرا عن الماضي وتطورت بشكل مذهل، فبعد أن كانت تقتصر على إظهار عيب خلقي صارت تُجرى من أجل التغيير، وأصبح يحرص عليها الفنانون رجالاً ونساء، والتي تختلف بين كل منهم لكي يظهروا على الشاشة أكثر نضارة وجمالا وإخفاء علامات السن».
&
ولفت إلى «أن الفنانات يحرصن على إجراء عمليات ملء الخدود والذقن والشفاه، سواء بالدهون أو بالبلازما، أما الرجل فيحرص على الحقن بالبوتكس في منطقة الخدود، من أجل إخفاء التجاعيد في منطقة أسفل العين، وهي أكثر منطقة ظهوراً لأعين المشاهدين في وجه الفنان على الشاشة».
&
و واصل شحاتة «أن هناك توقيتاً مناسباً يجب فيه إجراء عمليات التجميل - خاصة عمليات الشد - حتى تظهر بشكل طبيعي، ولا تؤثر في حركة الوجه، فمثل هذه العمليات تبدأ من نهاية الثلاثينات وبداية الأربعينات»، مبيناً «أنه لو تم إجراؤها بعد ذلك فسيكون الوقت متأخراً، وستكون هناك كمية من جلد الوجه كبيرة يصعب التحكم فيها، وهذا سبب فشل بعض عمليات الشد في الأمثلة السابقة من الفنانات، أو أن الطبيب أقدم على شد الوجه بشكل زائد فأثر ذلك على نجاح العملية».
&
وعن إخفاق عملية الحقن بالبوتكس لدى بعض الفنانين قال الدكتور شحاتة: «نوعية البوتكس قد تكون غير مناسبة للبشرة وطبيعتها، وهذا سبب فشلها، وحينئذٍ يظهر الوجه بشكل منتفخ».
&
وهبي وفوزي وشوقي... فعلوها زمان!
&
الفنان المصري الراحل يوسف وهبي، يعد من أوائل الفنانين الذين أجروا عملية تجميل لتصغير أنفه، وقد أجراها في ألمانيا نهاية الثلاثينات من القرن الماضي، وكان أول عربي ومصري يجري عملية تجميل، وأصبح بعد ذلك معشوق النساء.
&
بدوره كانت للفنان محمد فوزي أيضا قصة معروفة مع عمليات التجميل، حيث كان يتسم بشفتين غليظتين جعلتا المخرجين في بداية حياته الفنية يرفضون أن يُسندوا إليه بطولة الأفلام، حيث اشترط عليه المخرج محمد كريم أن يجري عملية تصغير لشفته العليا لكي يقوم ببطولة فيلم «أصحاب السعادة»، وبالفعل أذعن فوزي وأجرى العملية التي جعلت شفته أكثر تناسقا.
&
ومثلهما اتجه الفنان فريد شوقي إلى عمليات التجميل، خاصة عندما بلغ عمر الخمسين، إذ بدأ يظهر على رأسه الصلع، فبادر بارتداء باروكة، وظل يرتديها أكثر من 25 عاماً، إلى أن تطورت عمليات زرع الشعر، حيث خضع لإحداها.