سركيس نعوم
&

تابع "مصريو واشنطن" بلسان أحد البارزين منهم كلامه على مصر وعلاقتها بحركة "حماس" الفلسطينية، وعن تأثير ذلك في بلادهم وخصوصاً في الأوضاع بشبه جزيرة سيناء كما بقطاع غزة، قالوا: "في مسألة غزة تتمنى مصر أن يخفِّف كل الناس وكل الجهات عن أهلها الضيق الذي يعيشون فيه. أما قضية الأنفاق التي ربطتها بمصر فقد تسبَّبت بضرر حقيقي للأخيرة. وكانت "حماس" ترعاها وتتبنى إنشاءها وتحميها. ونحن (أي مصر) قد أقفلناها. طبعاً ما تسأل عنه، من إخلاء لشريط حدودي مصري مع غزة من سكانه وهدم بيوتهم بهدف منع الإرهاب وتسلل ممارسيه من غزة الذي طاول سيناء أو الحدِّ منه على الأقل، صحيح ولا ننكره. لكنه نُفّذ في إطار خطة قديمة لبناء مدينة رفح الجديدة. طبعاً، تنفيذ هذا المشروع يتم على مراحل وسيأخذ وقتاً، وتمويله سيؤمَّن في شكل أو في آخر. وهو لا بد أن يخلق فرص عمل جديدة لأبناء المدينة وربما لمنطقتها، كما أنه سيجدِّد البنى التحتية فيها أو سيعيد بناءها".


سألتُ: ماذا عن بناء عاصمة جديدة لمصر؟ وهذا أمر سمعت عنه مؤخَّراً من صديق أميركي مهم ونافذ رغم خروجه من السلطة. فهو كان يتساءل عن صحة هذا الخبر لأنه يعتقد أن عند مصر مشكلات كثيرة وكبيرة منها الفقر والاقتصاد المتردّي والبنى التحتية المتهالكة والمحتاجة إلى ترميم أو إلى إعادة بناء، ولأنه أيضاً يخشى انهيارات داخلها وخصوصاً مالية ومعيشية، ولأنه أخيراً يظن أن المال الذي ستُبنى به العاصمة الجديدة يحتاج إليه شعب مصر ومرافقها كلها. أجاب: "أقول لك أولاً إنها ليست عاصمة جديدة لمصر. القاهرة كانت عاصمتها وستبقى. هذا الاقتراح أو بالأحرى هذه الفكرة قديمة وقد تمّ تداولها يوم كنت في كلية الهندسة قبل نحو 40 سنة. والحديث عنها لم يتوقف يوماً. ما سبب هذه الفكرة؟ عندما بدأ الكلام عنها قبل عقود كان عدد سكان القاهرة قد بلغ نحو ثمانية ملايين نسمة، علماً أنها بُنيت أساساً لتستوعب نحو مليون ونصف مليون نسمة، سكانها الآن حوالى 18 مليوناً وهذا أمر لا يُحتمل. وتشير الإحصاءات إلى أن هذا العدد سيصبح عام 2020 أي بعد خمس سنوات حوالى 40 مليوناً وربما أكثر. فهل هذا حجم ديموغرافي معقول لمدينة وإن كانت العاصمة؟ طبعاً لا. هذا العدد يوازي عدد سكان دولة متوسطة الحجم الديموغرافي. لذلك لا بد من خفض عدد سكانها. من هنا أتت فكرة العاصمة الإدارية. في مصر نحو 25 في المئة من اليد العاملة موظفة في الحكومة والدوائر الرسمية. ولهؤلاء عائلات تسكن وإياها القاهرة الصغرى والكبرى. وعندما تُخرجهم منها بعد إنجاز بناء العاصمة الإدارية وانتقال الإدارات الحكومية كلها إليها تكون خفَّضت عدد سكان القاهرة بنسبة الربع. وفي النهاية، لن تكون حكومة مصر هي مموِّلة المشروع لأنها لا تستطيع ذلك بكل بساطة، بل دولة الإمارات العربية المتحدة. وهي بذلك تدعم مصر. لكنها، في الوقت نفسه، تستفيد، إذ لا بد أن يوفر ذلك لها ولمواطنيها توظيفات مهمة وعائدات مجزية. طبعاً، قد يقول البعض إنّ مشروعاً من هذا النوع يستفيد منه عادة القسم المرتاح مادياً من الشعب. وفي ذلك شيء من الصحة. لكن يجب عدم إغفال عشرات آلاف الوظائف والأعمال الكبيرة والصغيرة التي سيوفِّرها المشروع حتى يكتمل وبعد إنجازه". سألتُ: ماذا عن "الإخوان المسلمين"؟ لقد حصلت على معلومات عن لقاء حصل بين الرئيس باراك أوباما و"الإخوان" الأميركيين وربما كان معهم "إخواني" أو أكثر مصري. لكن مسؤولاً أميركياً مهماً نفى ذلك. ثم وصلتني معلومات عن اجتماعات، وليس اجتماعاً واحداً، حصلت بين "الإخوان" و"الخارجية" في واشنطن وتحصل في انتظام. ما رأيك في ذلك؟ أجاب: "حصل اجتماع بين عدد من الجمعيات الإسلامية الأميركية وأوباما. وكان على رأسها جمعية ISNA التي يتزعَّمها شخص اسمه آدم. في الجمعية تيارات مختلفة، منها واحد متعاطف مع "الإخوان". لكن انطباعي أنا هو أن آدم ليس "إخوانياً". وقد التقينا أكثر من مرة. وأحد اللقاءات كان في أثناء إفطار رمضاني أبدى لي فيه ارتياحه لإخراج "الإخوان المسلمين" من السلطة في مصر. "حصل اجتماع آخر حضّر له مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان مالينوفسكي. لكنه لم يحضره بل أناب ممثلاً عنه".
ماذا قال أيضاً أحد أبرز "مصريي واشنطن" أيضاً؟
&