بيروت - هيام بنوت: كما في كل رمضان يخوض الفنان وائل جسار تجربة غناء «تيترات» المسلسلات، وحصته هذه السنة ثلاثة أعمال هي «مريم» و«الماريونات» و«النهاية واحدة»، وبالإضافة إليها يعرض له حالياً مسلسل «أريد رجلاً».

وفضلاً عن كونه أول فنان لبناني اقتحم مجال غناء «تيترات» المسلسلات، يُعتبر وائل جسار الفنان العربي الأكثر غناء لها، وهو يرى أن هذا النوع من الأعمال أصبح جزءاً لا يتجزأ من عمل الفنان، كما أنه يؤمن له وجوداً فنيا في رمضان، ويضيف إلى تجربته الفنية، ولكنه رفض الإفصاح عما إذا كان الأعلى أجراً بين الفنانين الذين يغنون «التيترات»، مؤكداً أن هذا الأمر يبقى سراً بين الفنان والمنتج. وانتقد جسار في حديثه إلى «الراي» المطربين الذين اتجهوا نحو التمثيل، «لمجرد أنه خطَرَ لهم ذلك ولكنهم لا يملكون الموهبة»، معتبراً أن هذه الخطوة تسيء إليهم لأنها يمكن أن تكون فاشلة، وموضحاً أنه سبق له أن وافق على عمل تمثيلي كُتب خصيصاً له، لكنه ما لبث أن تراجع «لأن التمثيل صعب ويحتاج إلى جهد وتعب وهو ليس سهلاً على الإطلاق كما يعتقد البعض»، وإلى تفاصيل الحوار:

• سجلتَ «تيتر» مسلسل «مريم» للفنانة هيفاء وهبي الذي يعرض حالياً في رمضان. فهل يمكن القول إنك أكثر فنان وضع صوته على أغنيات الأفلام والمسلسلات؟

- كما أنني أول فنان لبناني يغني «تيترات».

• وهل أنت تحتل المرتبة الأولى بين الفنانين العرب الذين يغنون «تيترات» المسلسلات؟

- هذا صحيح.

• وهل هذا يعني أن غناء «تيترات» المسلسلات يُعتبر أولوية في عملك الفني؟

- غناء «تيترات» المسلسلات تحوّل إلى جزء لا يتجزأ من عملنا الفني، وفي الوقت نفسه فإن المنتجين والقيمين على صناعة الدراما يجرون إحصاءات لمعرفة مَن هو الفنان الذين يحب الناس سماع صوته في «التيترات». وهذه السنة غنيتُ «تيترات» ثلاثة مسلسلات.

• وكلها «تيترات» مسلسلات رمضانية؟

- نعم. فإلى جانب تيتر مسلسل «مريم»، أقدّم «تيتر» مسلسلي «الماريونات» و«النهاية واحدة». كما غنيتُ «تيتر» مسلسل «أريد رجلاً» الذي بدأ عرضه أخيراً.

• ما الذي يضيفه إليك فنياً غناء «تيتر» المسلسل، بالإضافة إلى الانتشار والكسب المادي. وهل تعتبر مثلاً أنه يؤمن لك تواجداً فنياً في رمضان كمطرب، تماماً كما هي الحال بالنسبة إلى بعض المطربين الذين اتجهوا نحو التمثيل في رمضان؟

- لا شك في أن غناء «التيتر» يحقق لي موقعاً فنياً في رمضان، خصوصاً أن نسبة المشاهدة فيه تكون مرتفعة جداً. تواجدي فنياً في رمضان، من خلال غناء «التيترات» يشكل دفعاً مهماً في مسيرتي الفنية، لأنه يستقطب نسبة جمهور عالية. إلى ذلك، أنا أغني «تيترات» مسلسلات تُعرض في رمضان وخارجه، واسمي هو على لائحة الأسماء التي تقدم هذا النوع من الأعمال الفنية.

• وهل تعتبر أن تواجدك كفنان يغني «تيتر» مسلسل في رمضان يعادل تواجد مطرب يمثل في رمضان أيضاً؟

- بالنسبة إليّ، المطرب الذي يدخل مجال التمثيل لمجرد أنه خَطَر له أن يقدم على هذه الخطوة، وليس لأنه يملك الموهبة التمثيلية، فإنه يُلحِق الظلم بنفسه ولا يضيف إلى تجربته.

• وهل هم كثر المطربون الذين اقتحموا مجال التمثيل لأنه خَطَر لهم ذلك وليس لأنهم يملكون التجربة؟

- بصراحة، اقتحام المطربين مجال التمثيل تحوّل موضة، وأنا ضد الموضة، ولم يحصل يوماً أن سرتُ في طريق لمجرد أن الآخرين ساروا فيه، أو انجرفوا وراء موضة. في النهاية، الدنيا عرض وطلب، وأنا متريث جداً في دخول مجال التمثيل.

• ولماذا أنت متريث، هل لأن النص الذي تريده لم يصلك حتى الآن أم لأنك تجد أن من المبكر عليك اقتحام المجال؟

- أنا لست مؤهلاً فعلياً لاقتحام المجال.

• ولكنك نجم وسبق أن أعلنتَ أكثر من مرة أنك تحب تقديم الكوميديا؟

- التمثيل ليس تسلية بل يتطلب قدرة عالية في الأداء وفي التعبير عن المشاعر والأحاسيس. الأمر ليس كما يراه البعض، أي لمجرّد أنهم مشهورون فإن ذلك يخوّلهم دخول المجال وأن يحققوا النجاح الأكيد. بل إن الفشل أمر وارد جداً ويمكن أن ينعكس عليهم سلباً.

• من المعروف أنك تتميز بغناء اللون الرومانسي، فهل يمكن القول إن الفنان الحساس في الغناء يكون حساساً أيضاَ في التمثيل أم أن الأمر ليس كذلك حكماً؟

- الإحساس يبقى موجوداً، ولكن عند تجسيد الشخصية من المحتمل ألا يكون الفنان على قدر المسؤولية. الإحساس الذي أتمتع به أسخّره في الحفلات والأغنيات و«التيترات».

• وبالنسبة إلى التمثيل. ألا ترغب في خوض التجربة؟

- بل أرغب في ذلك، ولكن الوقت ليس مناسباً.

• أشرتَ إلى أن هناك فنانين يدخلون مجال التمثيل مع أنهم لا يملكون الموهبة، وأنهم يستغلون نجوميتهم للعمل في المهنة. فهل نفهم أنك تفضّل أن تتلقى دروساً في التمثيل، وأن تتعلم أصوله قبل خوض التجربة كي تكون متمكناً من هذه الخطوة قبل الإقدام عليها؟

- طبعاً. التمثيل يحتاج إلى دروس خاصة. وقبل أعوام عدة وافقتُ على عمل تمثيلي، ولكن ما لبثتُ أن تراجعت واعتذرتُ، عندما شعرتُ بأن التمثيل يتطلب جهداً كبيراً ويحتاج الى تدريب خاص. التمثيل ليس سهلاً على الإطلاق كما يعتقد البعض.

• هل يمكن أن تخبرنا عن العمل الذي كان من المفترض أن تشارك فيه؟

- كان عملاً أُعدّ خصيصاً لي، ووافقتُ عليه بشكل مبدئي ولكنني شعرتُ بأنني لست جاهزاً للتمثيل.

• إلى أي حد يمكن القول إن الفن تحول موضة انطلاقاً من تجارب الفنانين الذين اقتحموا مجال التقديم، أو التمثيل أو المشاركة كأعضاء لجان تحكيم في برامج الهواة؟

- الفن لم يكن موضة في يوم من الأيام ولا يمكن أن يتحول موضة. ربما هو كذلك بالنسبة إلى من ليس لديهم «شغلة أو عملة» فيدخلون المجال من أجل كسب المال لأن الفن بالنسبة إليهم هو مجرد تجارة. لطالما كان الفن رسالة سامية، وكل أنواع الفنون لها قيمة ووزن الحياة.

• لكن ألا تلاحظ أن بعض النجوم، في هذه الأيام، يقطفون ثمار اسمهم ونجوميتهم من أجل الكسب المادي وليس أكثر؟

- كلنا نعمل من أجل أن نعيش، و«نحن لا نفعل شي عيب». الفنان يكسب رزقه من وراء «مصلحته» التي يعتاش منها، وليس خطأ أن يستثمر اسمه. الفنان في الأساس يتعب ويكبّر اسمه من أجل استثماره وكي يقطف ثمار تعبه وجهده ونجوميته في نهاية المطاف.

• بالعودة إلى موضوع «التيترات». بما أنك أول فنان غنى «تيترات» المسلسلات، فهل يمكن القول إنك فتحتَ الباب أمام سائر المطربين اللبنانيين للسير على الخطى نفسها، وآخرهم راغب علامة الذي يغني «تيتر» مسلسل «24 قيراط» وقبله إليسا ومروان خوري وعاصي الحلاني وآخرين؟

- لا أريد أن أقول إنني فتحتُ الباب، ولكنني كنت أول فنان لبناني يغني «تيتر» مسلسل. من هذا الجواب يمكن استخلاص الجواب المناسب. لا يمكنني أن أدعي أنني فتحتُ الباب أمام المطربين اللبنانيين لدخول مجال غناء «التيترات»، لأنه لو لم تكن لديهم الكفاءة ولهم وزنهم على الساحة، لما كانوا طُلبوا إلى هذه الأعمال.

• من المعروف أنك تغني أيضاً «تيترات» أفلام، ولكنك ابتعدت عنها منذ فترة، فهل يعود السبب إلى أنه لا يوجد ما يناسبك بينها؟

- «تيترات» الأفلام قليلة، والنسبة الأكبر تعود إلى «تيترات» المسلسلات، ومن بين 100 فيلم يمكن أن يكون هناك «تيتر» واحد. وفي غالبية الأحيان، فإن الفنانين الذين يشاركون في الأفلام يأخذون المبادرة ويؤدون «تيترات» الأفلام بأصواتهم.

• وهل «تيتر» المسلسل يتطابق مع «تيتر» الفيلم أم أنه يوجد اختلاف بينهما؟

- لا يوجد فارق شاسع بين «تيتر» الفيلم و«تيتر» المسلسل، والفارق الوحيد بينهما يكمن في «الماتراكاج»، الذي يُعتمد في رمضان للمسلسل. ولا شك أن «تيتر» الفيلم يأخذ أهمية أيضاً عندما يُعرض الفيلم لأول مرة في السينما، ولذلك يمكن القول ان هناك تقارباً بينهما.

• هل أنت الفنان الأعلى أجراً بين الفنانين الذين يغنّون «تيترات»؟

- لا تعليق.

• وهل كلمة لا تعليق تعني نعم؟

- كلا، هي لا تعني نعم. الأمور المادية تبقى سرية بيننا وبين شركات الانتاج.