جدة - منى المنجومي: أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال مؤتمر صحافي عقده في جدّة أمس مع نظيره المصري سامح شكري، أن مصر «جزء لا يتجزأ من تحالف إعادة الشرعية إلى اليمن». وأضاف: «التنسيق والتشاور دائماً مستمران بيننا». وجدّد موقف الرياض من الاتفاق النووي مع إيران، مشيراً إلى أن «المشكلة مع طهران تكمن في تدخُّلها في شؤون الدول الأخرى، ودعم الإرهاب، وهذا مصدر قلق بالنسبة إلى دول المنطقة، وهو موضوع تجب مواجهته بحزم... وهناك مشاورات مع الولايات المتحدة» في هذا الشأن.

وشدّد الجبير على أن «السعودية وكل دول التحالف تدرك أن الحل في اليمن سياسي»، موضحاً أن «أي جهد يجب أن يرمي إلى إقناع الأطراف بقبول الأسس التي يجب أن يُبنى عليها الحل السياسي، وهي تتمثّل في تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم ٢٢١٦».

وقال شكري: «نُطلع المملكة على كل جهد نقوم به (في إشارة إلى لقاءات في القاهرة لبعض أنصار علي عبدالله صالح)، وهناك تنسيق كامل، والقاهرة كانت دائماً تجذُب إليها عدداً من الشخصيات، ربما لها من مكانة سابقة، بحكم ما تولّته من مناصب، وكانت لدينا رغبة في استطلاع ماذا يمكن أن نساهم به دفعاً نحو مصلحة مشتركة... عندما يكون هناك التزام من كل الأطراف بالمحددات التي تحكم هذا العمل، من مخرجات الرياض، وقرار مجلس الأمن، والتوافق الذي تم من خلال المبادرة الخليجية».

وأشار الجبير إلى أن السعودية كانت على دراية بهذه الأمور و «ليس لدينا أدنى شك في مصر ونياتها والتزامها بالنسبة إلى الأهداف المرجوّة في اليمن». وعن مشاركة مصر في عمليات «عاصفة الحزم»، قال : «مصر كانت من أولى الدول التي شاركت في التحالف من دون أي تحفُّظ، دعمته عسكرياً وسياسياً ومعنوياً، وهذا محل تقدير كبير بالنسبة إلينا وإلى كل أعضاء التحالف. هذا الدّعم لا يزال مستمراً، ولم نلحظ في أي وقت أي تغيُّر في هذا الموقف القوي».

إلى ذلك، أوضح شكري أن بين دول التحالف «تشاوراً وتنسيقاً مستمراً لتوزيع الأدوار، وتحديد ما يخدم مصلحة التحالف من حيث المشاركة وطبيعتها وتطورها، وهذا طبيعي إذ تكون لكل طرف أدوار مختلفة متغيّرة تختلف من مرحلة إلى أخرى، بما يتواكب مع الغاية التي نهدف إليها، وفي إطار التنسيق والتكامل بين الدول».

وفي شأن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، قال الجبير: «علينا أن نضمن أن أي اتفاق سيضمن عدم قدرة إيران على الحصول على سلاح نووي، وأن يحتوي آلية فعّالة للتفتيش، يتم من خلالها تفتيش كل المواقع، بما فيها العسكرية». وأضاف: «هناك آلية أيضاً لإعادة تطبيق العقوبات على إيران في حال مخالفتها الاتفاق». وأكد «وجود تشاور مع الحكومة الأميركية بالنسبة إلى التفاصيل... وهناك أيضاً المشكلة التي نواجهها، المتعلقة بتدخُّلات إيران في شؤون دول المنطقة، وأعمال الشغب التي تقوم بها في المنطقة، وعلى رأسها دعم الإرهاب. هذا مصدر قلق بالنسبة إلى دول المنطقة، وهو موضوع تجب مواجهته بحزم».

واستدرك: «في حال تطبيق إيران الاتفاق النووي، عليها أن تستغل ثماره لإعادة بناء بلدها، وتحسين وضع شعبها المعيشي، ولا تستخدمه في مزيد من أعمال الشغب في المنطقة».

وأشار إلى وجود حديث مع أميركا ودول الخليج «عن كيفية تطوير التعاون العسكري والأمني وتعزيزه وتكثيفه دفاعاً عن دول المنطقة، والتصدي للأعمال السلبية التي تقوم بها إيران في المنطقة، وهناك اجتماعات عُقدت، وفرق عمل أُنشئت بين أميركا ومجلس التعاون لهذا الغرض، والعمل مستمر في هذا المجال».

«حماس»

وعن زيارة أعضاء قيادة حركة «حماس» السعودية أخيراً، قال الجبير: «لم تكن هناك زيارة من حماس»، موضحاً ان مجموعة من الحركة «بينهم خالد مشعل وعدد من زملائه، زاروا مكة المكرمة لأداء العمرة، وهذا حق لأي مسلم. وخلال وجودهم أدوا صلاة العيد، وهنأوا المقام الكريم بحلول العيد. لم يكن هناك بحث ولا اجتماعات». وزاد ان «موقف المملكة بالنسبة إلى حماس لم يتغيَّر، وموقفها الداعم للسلطة الفلسطينية لم يتغيّر».