دبي- دارين شبير: في زمن عمت فيه الفوضى، وارتفع فيه صوت الإعلامي على صوت الحقيقة، وتبادل الفنانون والإعلاميون الأدوار والكراسي، كان لا بد من العودة إلى معايير المهنة، ورفع شعار الاحتراف والمهنية، وهو الأمر الذي لفت إليه الإعلامي معتز الدمرداش في حواره مع «البيان»، ليعبر من خلاله عن استنكاره لإعلام الصوت العالي، لافتاً إلى رفضه لمصطلح الحيادية، ومتفائلاً بمستقبل الإعلام العربي والتطور غير المسبوق الحاصل فيه، مؤكداً أنه لا يمانع الجلوس على كرسي لجان تحكيم برامج المواهب، ولكن بشروط.

هل إعلامنا العربي اليوم يبشر بالخير؟

بطبيعتي، أنا شخص إيجابي، ولا أنظر خلفي، فنحن اليوم في عام 2015، بعد أن قطعنا مشواراً طويلاً جداً في الإعلام العربي، وأصبح لدينا التعدد في الآراء والحرية الإعلامية، ورغم أننا قد نتفق أو نختلف، إلا أن التطور الحاصل في إعلامنا العربي غير مسبوق، وأرى القادم أفضل والمجال كبير جداً للتطوير.

ما رأيك في إعلام الصوت العالي أو الصراخ؟

الإعلام العربي بحاجة إلى أن يعود لمنظومة المهنية، وهذا دورنا كإعلاميين، ودور الحكومات التي تقدم وسائل إعلام ومحطات فضائية، ودور القطاع الخاص وملاك القنوات الفضائية من رجال أعمال، ودور المجتمع كله أن يرتقي بالأداء الإعلامي، ويحرص على ضبط منظومة أدائه، وبالنسبة لي فأنا أرفض إعلام الصوت العالي وكل ما هو بعيد عن معايير المهنية.

من يعجبك من الإعلاميين؟

تعجبني جيزيل خوري، فهي إعلامية متميزة وقديرة، إضافة إلى جورج قرداحي الإعلامي القدير والمتمكن والوقور، كما أتابع عمرو أديب، وأراه ابن بلد ويمتاز بخفة ظله، وليس من الضرورة أن أكون متفقاً مع مدرسة التقديم الخاصة به، إنما يمتعني وأبقى حريصا على مشاهدته.

احتراف

كيف تنظر لمساحة الحرية في الإعلام المصري تحديداً؟

لا شك أن مساحة الحرية في مصر كبيرة، ولا شك أن بعض الحريات فُسرت بطريقة خاطئة، وبشكل تجاوز معايير المهنة، وهذا ما يجعل من عودة الإعلاميين إلى مقاييس الاحتراف ضرورة، وأنا أرفض الانحياز لليمين أو لليسار، أو لهذا أو ذاك، فتغيير المناصب وأصحاب السلطة أمر وارد، ما يعني أن تلون الإعلامي مع هذه التغيرات سيفقده مصداقيته، ليؤثر ذلك بالتالي على نجاحه.

أدوار

تشعبت أدوار الفنانين والإعلاميين اليوم، وجلس كل منهم على كرسي الآخر، ما تعليقك على ذلك؟

هذا السؤال يمسني بشكل أو بآخر، لأني شاركت في رمضان بأداء دور صغير في مسلسل «يا أنا يا انتي»، وقد استمتعت بتجربة التمثيل، رغم أني خضتها بلا نوايا معينة حول ما سأفعله بعد ذلك، ولكن حبي للتمثيل ونشأتي في بيت فني، دفعاني للموافقة على أداء بعض الأدوار، كما أني أقوم بأداء بعض «الإفيهات» في برنامجي «أخطر رجل في العالم» الذي يعرض على «إم بي سي مصر»، لأن طبيعة برنامجي تعتمد على التمثيل، وأرى في ذلك تجديداً في أدائي وخروجاً عن الروتين المعتاد، ولكني في النهاية إعلامي ومقدم برامج، وليس لدي قرار للاتجاه للتمثيل بشكل كامل وإن كنت لا أمانع تقديم بعض الأدوار.

بعد مشوارك الطويل في عالم الإعلام، ماذا أضاف لك انتقالك إلى «إم بي سي مصر»؟

كنت أحد مؤسسي «إم بي سي» في بداياتها في التسعينات، وبعودتي إليها أكون قد عدت لبيتي، ونحن في هذه المعادلة رابحان.

هل سنراك يوماً عضو لجنة تحكيم أحد برامج المواهب كغيرك؟

ليس لدي أي مانع بشرط أن يكون البرنامج موضوع في الإطار الصحيح، وأن يكون دوري إضافة بمعنى أن أقوم بالتحكيم في أمر أمتلك الخبرة فيه.

تحديات

أين تجد نفسك اليوم في منظومة الإعلام؟

أجد نفسي إعلامياً مصرياً ينتمي إلى الأمة العربية، لدي طموحات وتحديات كبيرة كأي إعلامي عربي، وأرى بلدي في تقدم وتطور، ومصر اليوم أفضل بكثير مما سبق، وتسير في الطريق الصحيح، ورغم التحديات والعقبات التي تواجهها، إلا أنها قادرة على تجاوزها، وبمرور الوقت ستثبت للعالم أنها بلد عظيم.

ما جديدك في الوقت الحالي؟

أستعد للموسم الثاني من برنامجي« أخطر رجل في العالم» والذي سيعرض بعد رمضان، كما أنظر في برامج أخرى مطروحة على طاولة البحث حالياً.

حيادية

أكد معتز الدمرداش رفضه لكلمة «الحيادية» في الإعلام، لافتاً إلى أنه من الأفضل لو تم استبدالها بكلمة مهنية الإعلام أو احترافية الإعلام، إذ لا يمكن تصنيف الإعلامي على أنه حيادي أو غير حيادي، بل هناك إعلامي محترف وآخر غير محترف، وأشار إلى أن هذا خلل في الأداء الإعلامي، ولن ينصلح حال المنظومة كلها إلا بالعودة لمعايير المهنة، وهو ما يطالب به.