ربيعة بن صباح الكواري &&


دول الخليج والاحترازات الأمنيّة ضدّ إيران بنَفَس عاصفة الحزم!

&
لم تعد دول مجلس التعاون الخليجي مطالبة بالسكوت أكثر من أي وقت مضى على ما تشهده المنطقة من أحداث متسارعة عصفت بدولنا بشكل غير معهود، وهو ما يتطلب من قادتنا وشعوبنا التعامل بحزم مع التدخلات السافرة لإيران وتوابعها؛ لكي ننعم بالأمن والأمان. والكل يؤكد وجود «مؤامرة على دول الخليج العربي» تحاك في الظلام، وقد باتت مكشوفة للملأ وغدت واضحة وضوح الشمس بمباركة من بعض الدول الغربية لإثارة البلبلة والفوضى في دولنا بهدف التقسيم، ولكن هذا لن يحدث ما دامت دول الخليج متحدة وإلى الأبد بإذن الله تعالى.
خلال الشهور الماضية تعرضت دول مجلس لبعض الأحداث السياسية الخطيرة التي تنم عن وجود لعبة تطبخ على نار هادئة ويخطط لها في داخل دولنا وخارجها، ويخطط لها عن طريق الخلايا النائمة التي تعمل في صمت لخدمة "إيران وحزب الله" لإثارة المشاكل والفوضى بين دول المنطقة!.
◄ قيام مجلس التعاون 1981:
لعل قيام "مجلس التعاون الخليجي" وتأسيسه سنة 1981م جاء بفضل حنكة وذكاء قادة دول الخليج في تلك الفترة للتأكيد على الوحدة بين دولنا لمواجهة التحديات التي بدأت تهدد مصيرنا الواحد، إذا علمنا أن دول الخليج تنتمي لدين واحد ولغة واحدة وثقافة واحدة وهوية واحدة، ومن هنا فإن الوحدة باتت مطلوبة للوقوف في وجه الأعداء، ولعل من أسباب قيام هذا المجلس في تلك الفترة هو قيام "ثورة الخميني" في إيران سنة 1979م، ومن بعدها نشوء نظام "ولاية الفقيه" الذي يخفي العديد من السلوكيات العدوانية والشريرة ضد دول الخليج العربي وبقية البلدان العربية والإسلامية الأخرى!.
◄ داعش وغسل أدمغة شبابنا:
لعل الملفت للنظر من "تنظيم داعش" الإرهابي الذي غدا يهدد دول الخليج أنه بدأ في السيطرة على عقول الشباب وغسل أدمغتهم تحت مسمى الجهاد في سبيل الله، وأن هذا الجهاد – كما يعتقدون - قد أجاز لهم ذبح أقاربهم ومن ينتمي للقوات الأمنية تحت ذرائع وهمية وكاذبة لا تسعى إلا إلى تلويث العقول وتزييف الحقائق المسلم بها عن الإسلام، فجاءت لنا هذه الفئة الضالة من الشباب بهذه الأفكار والسموم، وإن كان تنظيم "داعش" قد انكشف أمره وأمر من يسيره ويتستر عليه ويموله مؤخرا ، وبالأخص من قبل أعداء الوحدة الخليجية للضرب بين هذه الدول، تمهيدا لنشر الطائفية فيها، ومن ثم تقسيم دولنا مستقبلا!.
◄ الحوثيون والهزيمة النكراء:
لعل بدء "عاصفة الحزم" كانت من الخطوات المباركة والصائبة لدحر المرتزقة من "الحوثيين" الذين استولوا على اليمن بين عشية وضحاها وطردوا الحكومة الشرعية فيها بدعم سافر من "إيران" وبمساندة من حزب الشيطان "حزب الله"، ولكنهم هزموا شر هزيمة بعد انطلاق "عاصفة الحزم"، ومن ثم انطلاق المقاومة الشعبية في اليمن، فالأطماع التوسعية لإيران كانت وما زالت طموحة لتحقيق التوسع الشيعي، ولكنه فشل وتم القضاء عليه وهو في المهد، بسبب المؤامرة الفارسية التي خططت للقضاء على الدول المحيطة باليمن، تمهيدا لضمها كما حدث في العراق ولبنان وسوريا، ولكن هيهات ولات حين مناص!.
◄ عبدالله النفيسي يحذِّر الخليج:
كان وما زال المفكر الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي الغيور على الخليج، من أوائل الذين حذروا من "الأخطار الإيرانية" على دول الخليج العربي من الطائفية وابتلاع دوله، وقد بح صوته وهو ينادي باتخاذ الحيطة دائما قبل فوات الأوان، ولكي لا نندم على السكوت ضد تحركات التسلط الفارسي في دول المنطقة التي بدأت مع احتلال العراق، ومنها انطلقت إيران في برنامجها الطموح نحو الدول المجاورة الأخرى مثل اليمن والبحرين والكويت والسعودية. فقد حذر من أخطار إيران على الخليج أكثر من "داعش"، وأكد مرارا على "أن إيران تدرب شيعة الخليج"، كما قال أيضا: "الحوثيون باليمن أشد خطراً من داعش". وأضاف: «إيران ستزداد عدوانية بتأمين أمريكي»، وتابع: «تريد تعويض اندحارها في اليمن من خلال تصاعد نشاطها في الكويت والبحرين».
◄ الاستراتيجية الإعلامية لدحر الفرس:
بات من الضروري عمل استراتيجية إعلامية هادفة ومدروسة لمواجهة التحديات التي تواجهها الآن دول مجلس التعاون الخليجي، وهذه الاستراتيجية يجب أن يشارك في إعدادها نخبة من الأكاديميين والمفكرين من دول الخليج لتقديم التخطيط الإعلامي الصحيح والمدروس لمواجهة الأزمة التي تمر بها دولنا بعيدا عن المجاملات.
وذلك لتقوية الجبهة الداخلية لمجلس التعاون، بما يسهم في الارتقاء بالسياسة الإعلامية الواعية والمرنة لتقديم استراتيجية تتصدى للخصوم ومن يقف معهم ضد دول مجلس التعاون.
كما أن الأمر أصبح يتطلب العمل على إطلاق فضائيات موجهة إلى دول الخليج بالعربية وأخرى ناطقة باللهجة الفارسية لكشف ألاعيب الدولة الفارسية التي تمادت في التدخل بشكل سافر في شؤوننا الداخلية، ولا أدل على ذلك مما كشفته مؤخرا السلطات الأمنية في مملكة البحرين ودولة الكويت الشقيقة من مخططات إجرامية،
وقبلها كانت السلطات الأمنية السعودية أول من اكتشف هذه الشبكات التخريبية المدعومة من بعض التنظيمات الإرهابية!.
◄ انتفاضة غضب "تويتريّة":
فور الإعلان عن "خلية حزب الله" الإرهابية في دولة الكويت الشقيقة مؤخراً، هبّت جميع الأصوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبخاصة عبر "تويتر" لنجدة الكويت وكشف أخطار هذه الخلية التي ضبطت قبل تحقيق مآربها، وعبر العديد من المفكرين والناشطين عن ردة الفعل بعد هذه المؤامرة، فقد دشنوا هاشتاغ "خلية حزب الله بالكويت" للتعبير عن غضبهم، رافضين الأسباب الدبلوماسية لحل الأزمة، مع كشف جميع الأسماء المتورطة في الخلية من شيعة الكويت، بما لا يدع مجالا للشك من خطورة المشروع الإيراني الشيعي (التوسعي) على دول الخليج خاصة والبلدان العربية الأخرى عامة، داعين إلى مواجهة ذلك بمشروع سني موحد.
◄ كلمة أخيرة:
أحدهم علّق على أحداث الكويت الأخيرة قائلاً: "القضية قضية أمن خليجي عام، وليس شأن كويتي فحسب"!.