&مطلق بن سعود المطيري
تاريخ الخليج الحديث الذي يحيط به الخطر والتحديات والتضحيات والشهادة كان عنوان بطولته الجندي الإماراتي فقد سجل أبناء زايد سطراً شجاعاً في تاريخ الخليج يحكي عن وحدة مصير أبناء الخليج ويثبت بالدم أن معركتهم واحدة، فالخليجي الذي لم يفخر بتضحيات الجندي الإماراتي وشجاعته في عاصفة الحزم وأخواتها فليبحث له عن تاريخ آخر يجسد صورة انتمائه..
الكتابة عن الجندي الإماراتي فخر، فقد حمل سلاحه بإخلاص وإيمان طاهر يقول إن الروح رخيصة جداً في الدفاع عن الحق، وقال أيضاً إن الإماراتي في الدفاع عن الحق لا يتقدم مشاعره المتضامنة مع السعوديين سوى حبه للشهادة وتحريره اليمن المغتصبة..
من الدروس الغالية جداً المستخلصة من عاصفة الحزم هي تلك المشاهد البطولية التي تتنافس بها الشجاعة مع الشجاعة وطلب أبناء الخليج الموت في سبيل أن يكون لبلدانهم كرامة وكلمة واحدة يوجهونها لعدو واحد أراد من غير قصد منه ولا شرف أن يختبر مواقفهم ويرى هل لهم مصير مشترك يدافعون عنه بدمائهم.. الحديث عن الجندي الإماراتي ليس تجاوزاً لتضحية أشقائه الآخرين بل حديث يتمم الرواية الخليجية ويجمع الخليجي بها مع شقيقه الخليجي في صفحة واحدة، فكانت أخبار استشهاد فرسان الإمارات بأرض المعركة هي الرواية الخليجية الكاملة التي يبحث الإنسان الخليجي عنها ليرويها للأجيال القادمة تاريخاً صادقاً خالياً من الزيف عن وحدة الدم والمعركة والعدو والانتصار..
الخليج أرض حباها الله بالرفاهية والخير وأشكال النعيم، تغيب عنها لوحة ثراء واحدة فتترك فرصاً متعددة من مجالاث الثراء المتنوعة فكان لها من معجزة الاقتصاد برهاناً على حسابات الخير في هذه الأرض الطيبة، فلما جاءت المعركة تخلى الخليجي عن ثرائه المادي طمعاً بالفوز بثراء التضحية والبطولة والشهادة، الجندي الإماراتي مع أشقائه حصل على ثراء التاريخ والمجد، فكان فارساً في الأرض وصقراً في السماء يسحب الأرض من تحت أقدام العدو ويلحقها بخارطة انتصاراته، فالروح القتالية لهذا الجندي الشجاع هي من سيكتب وثيقة الجيش الخليجي الواحد الذي يحارب تحت راية واحدة وهذه الروح هي من سوف يعزز وجود دولة الخليج الاتحادية التي نادى بها محبوب الشعب الخليجي المغفور له بإذن الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
شهادة الجندي الإماراتي هي حكاية التاريخ للتاريخ، فماذا قال له؟ قال : يختلف الخليجيون بأشياء كثيرة ولكن لا اختلاف بينهم في وحدة مصيرهم وأرضهم ودمائهم، لا تجمعهم تجارة أو مصلحة بل تاريخ مضى منه ما مضى والباقي منه ليس زمناً محدداً بزمن بل وجود ثابت يحيا بوجود أبنائه المخلصين وإن انتهى فتلك نهاية الوجود لا زمن يأتي بعده.
التعليقات