أحمد بودستور

&
&يقول المثل (ما اشبه الليلة بالبارحة) ونقصد هنا الغزو الروسي لأفغانستان والذي كان الشرارة التي حرقت اﻻتحاد السوفيتي الذي كان قوة عظمى وأدت إلى تفككه وانهياره وبقاء الجمهورية الروسية بعد استقلال عشر جمهوريات من اﻻتحاد السوفييتي سنة 1990.


ان افغانستان كان يحكمها نظام ملكي برئاسة الملك داوود خان وكانت علاقته جيدة باﻻتحاد السوفيتي ولكنهم غدروا به وانقلبوا عليه في ابريل 1978 ووصل حزب الشعب الشيوعي الي الحكم بقيادة نور الدين تراقي وحكم الببلاد بالحديد والنار ولكن ﻻنه لم يكن قويا ايضا انقلب عليه اﻻتحاد السوفيتي وعين نائبه حفيظ الله وايضا بعد عدة أشهر تم تغييره برئيس جديد هو بابراك كارمل وهو الذي اصبح دمية بيدهم وطلب منهم التدخل عسكريا في افغانستان لحمايته وكان ذلك في 27 ديسمبر سنة 1979 والقصة معروفة بعد ذلك فقد اضطر الجيش الروسي للانسحاب بعد مرور عشر سنوات ومقتل اكثر من مليون افغاني و15 جندي روسي وخراب ودمار في افغانستان.
ان مايحصل هذه اﻻيام هو شبيه بما حدث في افغانستان فقد كشفت روسيا عن وجهها القبيح واعلنت صراحة انها سوف تحول سوريا الي قاعدة عسكرية روسية ولهذا تساءلت في مقال سابق لي عن سوريا سنه 2020 ويبدو انها من التصرف المتهور لروسيا بنقل جنود ومعدات لسوريا انها سوف تكون قاعدة عسكرية لروسيا ولكن ايضا سوف تكون مقبرة لهم كما كانت افغانستان سابقا .
يبدو ان روسيا لم تستفد من درس افغانستان الذي كان قاسيا وهي تعيد الكرة مرة اخري وكما يشاع ان روسيا سوف تسيطر علي الشريط الساحلي الذي يمتد من اللاذقية الي طرطوس وهي مقر القاعدة البحرية الروسية وهي سوف تحول كل هذا الشريط الي قاعدة روسية وذلك ﻻنها اصبح لديها يقين ان الجزار بشار علي وشك السقوط وهو ﻻ يسيطر اﻻ علي 20% من سوريا وغير قادر علي حماية الشريط الساحلي ولكن هذا اﻻجراء الروسي سوف يوحد التنظيمات اﻻرهابية سواء داعش والنصرة وغيرها تحت ﻻفته واحدة وهي جهاد الشيوعيين الروس كما حصل في افغانستان فقد برز المقتول اسامه بن ﻻدن هناك وانطلقت كل التنظيمات اﻻرهابية من افغانستان وتبرر روسيا تدخلها في سوريا هو لمكافحة اﻻرهاب وماتفعله سوف يزيد نشاط اﻻرهاب ﻻنه هذه التنظيمات سوف تتعامل مع الشيطان من اجل جهاد الروس .
ﻻشك ان هذا المنعطف في مجريات اﻻحداث في سوريا ونقصد التدخل المباشر للروس سوف يكون فرصة ذهبية ﻻمريكا كما كانت حرب افغانستان فكما انهار اﻻتحاد السوفييتي وتفكك في السابق سوف تنهار روسيا وتتفكك بسبب تدخلها وانزﻻقها في المستنقع السوري .
مستشار اﻻمن القومي اﻻمريكي في عهد الرئيس اﻻمريكي السابق كارتر واسمه بريجنسكي عندما غزا اﻻتحاد السوفيتي افغانستان قال انها فرصة ذهبية لتحطيم اﻻتحاد السوفييتي وتفكيكه وقد صدقت توقعاته وسياسة امريكا سوف تكون نفس سياستها في السابق وهي تحويل التدخل الروسي الي جهاد ضد الشيوعيين ودعم المجاهدين ﻻلحاق هزيمة منكرة بروسيا وطردها من سوريا .

سيكون هناك خلط للأوراق فعلاقة الدول العربية بروسيا وهي التي تحسنت وتطورت كثيرا في اﻻونة اﻻخيرة وخاصة مع المملكة العربية السعوديه واﻻمارات العربيه المتحدة وجمهورية مصر سوف تتوتر ﻻن روسيا سوف تتحول لقوة احتلال وليس مساندة للنظام السوري فقط وايضا سوف يكون هناك موقف اخر ﻻيران ﻻنها تعتقد ان سوريا هي منطقة نفوذ لها والشاهد هو ان روسيا سوف تخسر المزيد من الدول الصديقة وسوف تغرق في المستنقع السوري اذا هي اصرت علي المضي قدما في دعم نظام الجزار بشار والتدخل المباشر بالحرب الدائرة في سوريا واحتلال جزء منها .