نيويورك - راغدة درغام: قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن البحث جار الآن على ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد «سيترك الحكم في بداية المرحلة الانتقالية أو يبقى في سورية من دون أي صلاحيات أو امتيازات»، مشدداً على ضرورة أن «نعرف النهاية» المتعلقة بالعملية السياسية وأن «مبادئ جنيف١ ليس لها معنى إن لم يكن هناك قبول بتنحي بشار الأسد من السلطة في سورية». وشدد الجبير في حديث إلى «الحياة» على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على ضرورة أن لا تكون للأسد «أي صلاحيات» ابتداء من تشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي يجب أن تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، معتبراً أن ذلك يشكل «مبدأ» من المبادئ التي قام عليها بيان جنيف١.

وعن معارضة روسيا هذا المبدأ، قال إن «الحل لا يعتمد على روسيا» لأن المبادئ هي «أن لا دور لبشار الأسد في مستقبل سورية، والحفاظ على المؤسسات المدنية والعسكرية في سورية كي لا تعم الفوضى والانهيار، ولكي تستطيع الحكومة السورية أن تحافظ على الأمن وتوفر الخدمات لشعبها ومواطنيها وتواجه التطرف الموجود»، مؤكداً أن لا خلاف على ذلك. (نص المقابلة ص9) وفي حين أشار الى أن الخلاف بين روسيا والمملكة العربية السعودية قائم حول مسألتين هما الموقف من الأزمة السورية و «مد إيران بالسلاح»، إلا أنه أشار الى أن العلاقة الثنائية مع روسيا «يجب أن تكون أوسع مما هي عليه الآن»، إذ إن «حجم المملكة العربية السعودية وحجم روسيا اقتصادياً وسياسياً لا يتماشى وحجم العلاقات بين البلدين». وأفاد بأن بين البلدين «مصالح مشتركة تتعلق بالنفط والزراعة، إضافة لاتفاق تفاهم في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية» وأن «هناك أموراً عديدة يمكن أن نبني عليها علاقات».

وقال الجبير إن إيران «أصبحت دولة محتلة في سورية» وإنها «أرسلت آلافاً من فيلق القدس، وميليشيات شيعية مثل حزب الله وغيرها من المنطقة لدعم نظام بشار الأسد». وأضاف:»إذا كانت إيران تريد أن يكون لها دور «في إيجاد حل سياسي في سورية فإن عليها أن تسحب قواتها والميليشيات التابعة لها من سورية. وأشار الى أن ذلك «ليس شرطاً، إنما هو أكبر دور ممكن أن تلعبه إيران في سبيل مساعدة سورية للخروج من الأزمة التي تمر بها الآن». وعن الحوار بين السعودية وإيران، قال إن «المسألة تتعلق بأفعال إيران وليس بأقوالها»، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي ومنذ الثورة الإيرانية تواجه سياسة عدوانية من إيران التي «تتدخل في شؤون المنطقة في لبنان وسورية والعراق واليمن، وتحاول تهريب متفجرات إلى البحرين وإلى المملكة العربية السعودية، وأن تبني خلايا في الدول العربية من أجل التخريب». وأضاف إن إيران «هي أكبر راع للإرهاب في العالم، وهي تعمل من أجل زعزعة الاستقرار في المنطقة، وإذا أرادت بناء علاقات طيبة مع جيرانها يجب عليها أن تتعامل معهم على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤونهم، ونحن نرحب بذلك».

ودعا إيران الى أن تحدد ما إذا كانت دولة أم ثورة» وأنها إن كانت «تريد تصدير ثورتها وتعيد الإمبراطورية الفارسية كما يصفها كبار المسؤولين فيها فلا نستطيع التعامل معها». وقال الجبير إنه لا يتوقع أن تتغير العلاقات الأميركية- الإيرانية «بالشكل الذي يتوقعه بعض المحللين في المنطقة» لأن الولايات المتحدة «لا تزال تنظر الى إيران كأكبر داعم للإرهاب في العالم». وعن الوضع في اليمن، رأى الجبير أن «هناك مؤشرات تبشر بالخير، وهناك محاولات من قبل المبعوث الأممي أعتقد أنها قد تؤدي إلى نتيجة». وشدد على أنه «في نهاية الأمر هناك حل سياسي، ونحن متفائلون بأنه إذا أدرك الحوثيون وقوات صالح أن مشروعهم لا يستطيع أن ينجح في اليمن، فهذا قد يجعلهم يقبلون العملية السياسية». وأضاف: «الهدف هو إعادة الشرعية والدفاع عن المملكة وإبعاد الخطر الذي تشكله الصواريخ والطائرات على المملكة وفتح المجال للحل السياسي في اليمن» وأنه «لا بد للحل في اليمن أن يكون سياسياً وليس عسكريا». وحذر الحوثيين من أنهم «إذا تحركوا وقاموا بأعمال عدوانية، سيُرد عليهم، وإذا أرادوا السلم فالباب مفتوح. والحل معروف وهو مبني على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن ٢٢١٦».