&الحريري: إبقاء الفراغ خيانة للدستور ويمكن اجتراح الحل رغم الضغوط الإقليمية

&

تمسك زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري، خلال محطتين له أمس، في بكركي وطرابلس، بدعوة النواب الى النزول الى المجلس النيابي ليمارسوا حقهم الانتخابي. وجدد القول: «إن من يُنتخب رئيساً نكون من أوائل المهنئين له».

وكان الحريري زار باكراً البطريرك الماروني بشاره الراعي في بكركي يرافقه نادر الحريري. وعند المدخل الداخلي استقبله الراعي وهنأه بسلامة العودة من الخارج وقال له: «إن عودتك الى لبنان حركت البلد». ووصف الحريري الزيارة بأنها «عزيزة على قلبي ولا سيما أن هناك تواصلاً دائماً مع بعضنا، وموضوع انتخاب الرئيس واللعبة الديموقراطية الأساس. هناك 3 مرشحين ويجب أن يتم انتخاب أحدهم».

وأشار الى ان «بعضهم يعتبر ان الإمتناع وعدم الذهاب الى البرلمان حقه الدستوري، لكن إبقاء الفراغ الرئاسي على هذا الشكل خيانة للدستور، وأتمنى على الجميع الذهاب الى المجلس لانتخاب الرئيس».

وسئل عما قاله لرئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون خلال لقائه به في باريس «أن اقنع الدكتور جعجع وسنسير معاً، واليوم حصل ذلك وجعجع رشح عون»، فقال: «هناك كلام من هذا القبيل قيل في أكثر من مكان وليس في باريس، وأمور أخرى قيلت في موضوع الرئاسة، ولكن نحن التزمنا مع مرشح وطلبنا منذ سنة و9 أشهر وقبل الفراغ بأن يكون هناك حوار، والذين رشحوا أنفسهم في بكركي أربعة: الدكتور جعجع، العماد عون، الرئيس الجميل والوزير فرنجية، والكل قال إن أي شخص يأتي منهم هم راضون، وعملنا على هذا الأساس عندما كانت الأمور راكدة».

وأضاف قائلاً: «لا شك أن قانون الانتخاب للجميع، ونحن لدينا اتفاقنا مع القوات اللبنانية بهذا الخصوص، فلنقل ان هذا القانون مر فأين الرئيس؟».

وعما يمكن أن يقدمه فرنجية ولا يقدمه عون؟ قال: «نحن ملتزمون مع مرشح والكلام واضح بالنسبة إلي، وسنكمل بهذا الإلتزام، نحن بلد ديموقراطي، لسنا في بلد حيث هناك مرشح واحد، وحقنا في الدستور الذهاب الى البرلمان لانتخاب أي مرشح». وقال: «سمعت من البطريرك الراعي تمنيه بالنزول الى المجلس لإنهاء الفراغ سريعاً».

واطمأن الحريري على صحة الكاردينال نصر الله صفير، ثم ألقى التحية على أعضاء «الهيئات الإقتصادية» الذين كانوا يعقدون اجتماعاً في بكركي، مثنياً على عملهم.

&

طرابلس

واتجه موكب الحريري شمالاً وأدى زعيم «تيار المستقبل» صلاة الجمعة في مسجد الصديق في طرابلس وسط عاصفة من المرحبين به من المصلين والناس الذين تجمعوا حوله وهتفوا بحياته اثناء خروجه والتقطوا الصور معه على رغم الحراسة المشددة التي كانت تحيط به.

وأمّ المصلين مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار. وشارك في الصلاة الى جانب الحريري نواب الشمال: سمير الجسر، أحمد فتفت، بدر ونوس، خالد ضاهر، قاسم عبد العزيز ومحمد كبارة ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى عمر مسقاوي وشخصيات طرابلسية.

وشدد الشعار في خطبته على «مفهوم حوار الأديان، وحرية المعتقد وهي واحدة من خصائص الاسلام ومزاياه، لأن الإسلام لا يحمل الآخرين على معتقد أو رأي أو منهج أو على طريقة معينة، وليست مهمتنا ان نحمل الآخر على رأينا، ولو كنا على الصواب».

ورحب الشعار بالحريري في طرابلس، قائلاً: «تسعد مدينتنا اليوم باستقبال حامل الأمانة، رجلاً لن نخاف عليه، كما أننا لن نخاف منه، لأنه حمل رسالة بيد أمينة وحوله إخوانه». وأضاف قائلاً: «ندرك الأهوال والكوارث التي تحيط بوطننا، والقضية تحتاج الى رجل رشيد يمتلك رباطة جاش ويتجرد من ردود فعل، لأن مصلحة الأمة والوطن أكبر من أي مصلحة، والرابح هو الأرجح عقلاً والذي يفكر بمصلحة شعبه ووطنه، لا بعضلاته او سلاحه او قوته». وسأل الله «ان ينصر المسلمين في سورية وفلسطين واليمن».&

الغداء

ولبى الحريري دعوة الشعار إلى مأدبة غداء أقامها في مطعم «الشاطئ الفضي» في حضور نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ونواب وشخصيات. وتحدث الحريري عن «وفاء طرابلس للرئيس الشهيد رفيق الحريري». واكد متابعة «المشوار مع فرنجية». وقال: «نؤمن اننا دولة ديموقراطية ولدينا دستور وقادرون على اجتراح الحل من لبنان، حتى لو كانت هناك ضغوط اقليمية. آن الأوان لنتصرف كلبنانيين ونقول للعالم اننا قادرون على الذهاب إلى البرلمان وانتخاب رئيس، وانا لن اسكت، فمن يعطل انتخاب الرئيس يعطل البلد والمركز الاول للمسيحيين، والقائل انه حريص على مصلحة المسيحيين يجب عليه انتخاب الرئيس، وفي الانتخابات، ربح وخسارة وليس هناك ما يسمى ربح دائم، والدليل انني رشحت نفسي لرئاسة الحكومة ولكن الرئيس نجيب ميقاتي هو من ربح وأكملت الديموقراطية. هناك اناس تأثرت واناس ارادت مني ان اتخذ خطوات مختلفة ولكن ليست من اخلاقنا أن نغير عاداتنا التي علمنا اياها رفيق الحريري».

وأكد وجوب «ان نتجه الى البرلمان فالناس لن تحترم المجلس بعد اليوم اذا لم يحصل انتخاب الرئيس فلنكن واقعيين. وفي 2 آذار المقبل سننزل الى المجلس».

ووعد أهالي «طرابلس والضنية والمنية والقلمون وكل الشمال، انني سأزوركم منطقة منطقة، أطلت الغيبة ولكن كانت لدي أسباب، أما الآن فسأبقى وسأجول بينكم وسنستنهض البلد ونقول للناس من نحن واننا لم نتغير ونحبكم، وضحينا من أجلكم بالشهداء رفيق الحريري ووسام الحسن ومحمد شطح ووسام عيد وكثير من الشهداء الآخرين الذين سقطوا لأجل لبنان».

وقال الشعار إن «المرحلة التي يمر بها لبنان تحتاج الى كثير من الأناة والاستيعاب وعدم التساهل بالانتظام العام، وليس من الانتظام العام في نظامنا الديموقراطي ان يكون رئيس الجمهورية يمثل الأكثرية الساحقة من مذهبه او من دينه وملته، بل يكون قوياً اذا التزم بالدستور ويكون كبيراً وعظيماً اذا استطاع ان يستوعب المواطنين. ولو اردنا ان نستعرض الى الوراء رؤساء جمهورياتنا، لم يعرفوا هذا المنطق على الإطلاق. كل الرؤساء وصلوا بالأكثرية البرلمانية ولا يجوز ان يصل الرئيس بالأكثرية المذهبية او الطائفية والمسيحية ابداً. ولو قُدر ان ينتصر هذا المنطق سيكون عرفاً للسنوات المقبلة ان يحكم لبنان فريق واحد وهذا ما تأباه الديموقراطية والمواطنية والنظام البرلماني».