&فارس النواف &

أكد رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري أن العراق لن يكون في الخندق الإيراني، مشيرا إلى أنه يعتز بمنظومته العربية التي سيمضي باتجاهها، مؤملاً أن تحل الخلافات الإقليمية لتعزز سيادة الدول العربية وحفظ أمنها واستقرارها. وكشف في حوار مع "الوطن" أن الحكومة العراقية بصدد تشريع قانون الخدمة الإلزامية الذي لن يفرق بين فئات المجتمع، ليكون للبلاد مؤسسة عسكرية واحدة تضم جميع فئات الشعب.

&

الحشد الشعبي

كيف تنظرون لتجاوزات الحشد الشعبي وتأثيرها على ضرب النسيج الاجتماعي؟

الإرهاب واجه كل مكونات الشعب العراقي من سنة وشيعة وأكراد وأقليات تركمانية وغيرها، والمتطوعون من أبناء العشائر والمحافظات كان لهم دور مقاوم إلى جانب القوات العسكرية والتحالف الدولي. والبرلمان لا يريد تجزئة الفعاليات العسكرية إلى عناوين طائفية "سنة وشيعة"، بل يريد جيش مؤسسات تحمل جميع الأطياف، وتحافظ على فئات المجتمع العراقي كافة.

وموضوع الحشد الشعبي "واضح ومفهوم"، وخصوصاً في ضوء العمليات العسكرية التي حدثت في محافظتي صلاح الدين وديالى، وإشراكه في تحرير محافظة نينوي يدخل ضمن مساعي العراق لاستثمار كل الطاقات لمواجهة الإرهاب. أما عن رفض عشائر نينوى، وعلى رأسهم الشيخ عبدالله الياور تدخل الحشد في تحرير نينوى، نؤكد أن مجلس النواب يدعم وجهة نظر أهل المحافظة.

&

انتهاكات طائفية

ولكن هناك انتهاكات طائفية بشعة ارتكبها عناصر الحشد، مثل ما حدث في المقدادية؟

كل ممارسة تنتهك الحقوق والحريات، كالقتل واستباحة الحرمات، يجب أن تحاسب حسابا عسيرا أمام الشعب العراقي. وبالنسبة لمحاكمة قائد الجيش العراقي الذي سلم الموصل لمتطرفي داعش نؤكد أن الملف ما يزال لدى الادعاء العام بعد إحالته من البرلمان إثر التحقيقات التي أجراها في محاسبة المتخاذلين الذين سلموا قطاعات عسكرية دون مبرر للتنظيم الإرهابي، وهؤلاء سينالون جزاءهم قريبا. والفساد إحدى الآفات التي لا تقل خطراً عن الإرهاب، والحكومة عازمة من خلال العمليات الإصلاحية الأخيرة التي تنتهجها على محاربة الفساد، بالإضافة إلى تفعيل دور القضاء.

&

تسليم النخيب

هناك تجاوزات أخرى يتعرض لها قطاع كبير من المواطنين السنة، على غرار ما حدث في النخيب؟

المناطق التي تثار شكوك بأن وراء نشر الحشد الشعبي فيها أهدافا أخرى، يجب أن تكون محاطة بالقوات الرسمية لتكون هي المسؤولة عنها"،وأدعو إلى حضور الأطراف الرسمية، وأشدد على أن تكون منطقة النخيب خالصة لأهلها، دون إحداث أي نوع من التغيير الديموجرافي فيها.

ما الأجندة التي ناقشتموها خلال زيارتكم الحالية للمملكة؟

الزيارة تأتي استجابة لرغبة العراق الحقيقية في إعادة بناء العلاقات وتوطيد الثقة بين البلدين، وبين بغداد وجميع الدول العربية، وهذا المحور شكل أبرز الملفات التي نوقشت. ونشعر أن المملكة العربية السعودية لها دور في هذا الجانب، ولا بد من وقوفها معنا ووقوف الأشقاء العرب مع العراق في مواجهة الإرهاب.

والعراق كما نعلم جميعا جزء من المنظومة العربية، ونعتز بذلك، وسنمضي بهذا الاتجاه، ونأمل أن تحل الخلافات الإقليمية بما يعزز سيادة الدول ويحفظ أمنها واستقرارها، ولن نكون في الخندق الإيراني. ونحن على ثقة أنه يمكن للعراق والمملكة القيام بدور كبير في تبني مواقف عديدة لها آثار إيجابية على المجتمع العربي.

&

القوات التركية

ثار لغط كبير حول وجود قوات تركية على أرض العراق، ثم خبا هذا اللغط فجأة، ما قصة تلك القوات؟

القاعدة التي تحكمنا هي أن أي وجود خارجي دون تنسيق مع العراق يمكن أن تكون له آثار سلبية تعكر العلاقة، وأنقرة تتفهم بشكل واضح وضع بغداد التي تعاني الإرهاب كما عانته أنقرة، فلا بد من بناء علاقة تواصل دائمة بين الطرفين. ونعلم أن لتركيا مبرراتها في التدخل، ومنها الحفاظ على أمنها القومي، إلا أن كل ما يتعلق بوجود قوات عسكرية على الأرض يحتاج إلى تنسيق عال للوصول إلى صيغة متفق عليها بين الطرفين.

&

رفض التصويت

امتنع العراق عن السير في ركاب الإجماع العربي وإدانة الاعتداءات الإيرانية على البعثة الدبلوماسية السعودية، وتكرر الموقف عند اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، ما مبررات ذلك الموقف؟

هذه الخطوة تم اتخاذها، وطالما أننا جزء من المنظومة العربية فإننا نحترم قراراتها. أما فيما يتعلق بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، فلم ألتق بوزير الخارجية إبراهيم الجعفري بعد، ولم أجر معه حواراً بشأن هذا الموضوع لمعرفة أسباب الامتناع عن التصويت. لكني أؤكد أن العراق لا رغبة له في الخروج على السياق العربي فيما يتعلق بالقضايا المشتركة، ولدينا ممارسات إرهابية نرفضها وتجاوزات على السيادة العراقية، وفي الوقت نفسه وحدة القرار العراقي مهمة. كما رفضنا ونجدد رفضنا في ذات الوقت لتطاول شخصيات عراقية على دول الخليج، ومثل هذا المسلك مرفوض إطلاقا، لأن العراق يسعى لتعزيز علاقته الوطيدة مع المملكة ودول الخليج عامة، وبلادنا حكومة وشعبا ترفض أي إساءة لهذه العلاقة.&

&

علم إيران

أثار رفع العلم الإيراني في وسط بغداد، بصورة مبالغ فيها حفيظة كثيرين، اعتبروا الخطوة كأنها احتلال إيراني للعراق، كيف ترون ذلك؟

الحكومة العراقية رفضت وجود ذلك العلم بتلك الطريقة، وبعد الاعتراض تم تغييره، وعاد الوضع كما كان عليه سابقا.