&فتحي صبّاح

كشف تقرير نشره موقع إخباري على شبكة الإنترنت، حجم الغضب الذي يعتمل في صدور بعض «الغزيين» من ممارسات حركة «حماس» التي تحكم قطاع غزة منفردة منذ سيطرتها عليه بالقوة عام 2007.

وأظهرت تعليقات كثير من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر» سخرية وسخطاً غير مسبوقيْن منذ أن صعدت الحركة الإسلامية إلى واجهة المشهد السياسي الفلسطيني بعدما فازت بغالبية مقاعد المجلس التشريعي مطلع عام 2006.

ونسبت «وكالة وطن 24» إلى نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» اسماعيل هنية قوله أثناء خطبة الجمعة، إن «الحياه في غزة رغيدة، ونحن سعداء بها، ولا يوجد بها ظالم ولا مظلوم»، ليطلق أحدهم بعدها «هاشتاق مين رغيدة» الذي حظي بتغريدات كثيرة وتعليقات ساخرة وأخرى مستنكرة بعد ساعات على إلقاء الخطبة.

ووجد كثير من أهل غزة ممن يعانون الفقر والبطالة والظلم وتبعات الحصار الخانق وخصوم سياسيون، «ضالتهم» المنشودة لتوجيه أسهم نقد لاذع للحركة المتهمة قياداتها بأنها تعيش في «رغد» وتترك أبناءها وبقية «الغزيين» ينهشهم الجوع.

وعلى رغم الهجمة الشرسة على «حماس» وهنية، التزمت الحركة الصمت، واكتفت بنشر تقرير على موقعها الإلكتروني جاء فيه أن هنية قال إن «حصار غزة فشل في تحقيق أهدافه، فلم ينل من معنويات الشعب ولم يدفعه إلى الانقضاض على المقاومة أو الانفضاض عنها، كما لم ينجح في وقف تمسكنا بالثوابت».

واعتبر هنية، وفق الحركة، أن «لا خوف على غزة ولا خوف من غزة لأنها عصية على الكسر والذوبان والاحتواء وتخطت عنق الزجاجة بعشرة أعوام من الحصار وثلاث حروب، وغزة لن تقيم وحدها دولة، ولا إمارة ولا دولة فلسطينية من دون غزة».

وقال معين شلولة على حسابه على «فايسبوك»: «والله الذي لا إله سواه؛ لا حياة أصلاً في غزة». ورأى علاء الحلو على «فايسبوك»: «بغض النظر إن كان هنية قال ما قال، فإن الذي شدّني هو الجهود المبذولة في شكل مش (غير) طبيعي لإثبات عدم قولها، وكأنه إقرار واعتراف فعلي بأن الكلمة مناقضة للواقع».

لكن عبير أيوب التي غرّدت أكثر من مرة عن الموضوع عادت وكتبت: «وطن ٢٤ أوقعتنا كلنا بالفخ ونقلت كووت (اقتباس) عار عن الصحة تماماً، هنية ما جاب سيرة (لم يقل) رغيدة ولا حميدة، وطن ٢٤ ألّفت خبر كامل عشان تحرضنا ضد حكومة غزة، (وهو) المعنى الحقيقي للتضليل والفوضى». أما محمد التلباني الذي انتقد بشدة تصريحات هنية المزعومة، فقدم اعتذاره لـ «حماس» وحذف كل منشوراته.

وعلى رغم أن الباحث الحقوقي مصطفى إبراهيم أقر على حسابه على «فايسبوك» بأن هنية «لم يقل إن الحياة في غزة رغيدة... لكن كي لا ننسى فهنية ليس الوحيد الذي يصوّر غزة بأنها بخير و(نائبه السابق في رئاسة حكومة حماس) زياد الظاظا لم ينفك عن القول إن أوضاع غزة الاقتصادية والاجتماعية بخير، وإن معدلات التنمية في ارتفاع كبير ونسب البطالة والفقر في تراجع، وغزة واحة الأمن والأمان». وأضاف أن هنية قال إن «غزة تجاوزت الحصار وخرجت من عنق الزجاجة، ولا يوجد فيها ظالم أو مظلوم»، وتساءل: «كيف ذلك وحماس تحيي ذكرى عشر سنوات على الحصار وإقامة نشاطات وفعاليات وتظاهرات، من ضمنها إحياء ذكرى شهداء سفينة مافي مرمرة التركية؟ هل هذه هي الحقيقة؟ طبعاً ليست الحقيقة، فالناس يعيشون شظف العيش وقسوة الحال والأحوال و (يجب) عدم إنكار ذلك، وحماس نفسها وموظفوها يعانون من أزمة خانقة، والحلول الإبداعية التي وضعتها لحل أزمة موظفيها تعبر عن بؤس الحال، سواء باستبدال مستحقاتهم بالأراضي أو بمنحهم سيارات جديدة».