&&مشاري الذايدي& &

الحج والعمرة، بالنسبة للسعودية، خارج الخلافات السياسية مع أي طرف مسلم، أيا كان نوع هذه الخلافات.

هذا ثابت سعودي، وواجب خاص تتحمله السعودية أمام المسلمين كافة، وهي تمكنت منذ توليها رعاية الحرمين من الوفاء بهذا الواجب.

من أنصع الأمثلة على ذلك، التعامل مع النظام الخميني الحاكم في إيران، فرغم «الصداع» السنوي الذي تسببه آلة الدجل الإعلامي الخمينية، كل موسم حج، ورغم المخاطر الأمنية التي أصابت مكة والمدينة تحت غطاء بعثة الحج الإيرانية، فإن السلطات السعودية لم تأخذ الحاج الإيراني البريء بجريرة ضباط وعملاء الحرس الثوري.

شاهد الكل، خلال العقود الثلاثة الماضية، صور تهريب متفجرات وأسلحة بأمتعة الحجاج المسنين الأبرياء.. منظر تكرر كثيرا، منذ هيمنة تلاميذ الخميني على حكم إيران، فضلا عن مسيرات الفوضى والخراب، تحت اسم «بدعة» أحدثها الخميني في الحج، هي «البراءة»، لا علاقة لها حتى بأحكام الحج في كتب الفقه الشيعي.

الفجور السياسي الخميني، كان في حرمان مواطنيه من أداء فريضة الحج، والزعم بأن السعودية منعت الإيرانيين من واجبات الحج، وهي ليست واجبات فقهية، بل نشاط سياسي أمني مثير.

والسؤال هو، إذا كان الامتناع الإيراني الأخير، بسبب منع السعودية للحجاج الإيرانيين من فعل واجبات الحج، فهل كانت مواسم الحج الماضية منذ 1979، لحظة حكم الخميني، كلها باطلة شرعا؟!

الحق أن توظيف المخطط الخميني لورقة الحج هو لتحقيق عدة أهداف؛ أولها الدعاية السوداء ضد السعودية، خصوصا بعد إدانة الدول المسلمة في مؤتمر إسطنبول الأخير لإيران، ومنها، كما هو رأي خبير سعودي بهذا الشأن، أن السلطات الإيرانية «تسرق» أموال المواطنين الحجاج، من خلال التذرع لهم في عدم إعادة مال الحج إليهم، بمثل هذه الذرائع المفتعلة!

هذا السلوك معتاد من النظام الخميني تجاه الحج، وتجاه كل شأن ديني بغرض «امتصاصه» سياسيا لآخر قطرة.

في ندوة للمعارضة الإيرانية عقدت بباريس قبل أيام، قال رجل الدين الإيراني آية الله جلال غنجئي، رئيس لجنة حرية الأديان في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن «نظام الملالي أضاف إلى مناسك الحج مظاهرة شائنة يسمّيها مراسم (البراءة من المشركين)، ومن له علم بالفقه الشيعي يعرف أن فقه الشيعة بالنسبة لمراسم الحج لا يختلف عما يعمله المسلمون كافة».

الخلافات المستمرة مع النظام الخميني منذ عقود لم تمنع السعودية من أداء واجبها بتيسير الحج لكل المسلمين، ومنهم الشعب الإيراني، لكن لخامنئي هذا الموسم، رأيا آخر، ونية خفية، لا علاقة لها بالسلامة الفقهية للحج.

&

&

&